23 ديسمبر، 2024 12:19 م

عندما قارنني برؤوساء الأحزاب العراقية ؟‎

عندما قارنني برؤوساء الأحزاب العراقية ؟‎

لا اخفي عليكم سرا , منذ حوالي خمسة اعوام  مضت , وانا افكر بادارة موقع ثقافي  الالكترونية , وهذا يتطلب مني الذهاب الى مبرمج مواقع , وبما اني قريب من اهل الشأن , قررت عمل موقعي الثقافي  على الجوجل بعد ان قراءت الكثير من الاعلانات في مواقعهم وبأسعار زهيدة , أي بحدود الخمسة وخمسون دولارا في السنة , قلت لا بأس فالمبلغ لا يساوي شيئا ما دام سنويا , دخلت الى احدى الشركات المختصة , وعرفت بنفسي لصاحب الشركة , ورحب بي , وجلست وشرحت له طبيعة الموقع اضافة الى الاقسام التي يجب ان تظهر فيه .
قال لا بأس , ان عمل موقع لك يساوي في السنة خمسة وخمسون دولارا في السنة , وبما انت صحفي ونحن نعلم ضروف الصحفيين المادية قررت ان اتساهل معك , وجعل سعره خمسون دولارا فقط ..
رحبت وشكرته بهذا الموقف
وقلت له : توكل على الله –
 فقال لي سأعرض لك بعض المواقع والتصميمات التي عملناها , والذي يعجبك سنقوم بعمله لك .
ففتح صاحب الشركة شاشة كبيرة , متصلة بالانترنيت ,
وقال لي : يوجد موقع لاياد علاوي هل تود اعرضه لك لمشاهدة اقسامه وهيكل اطاره .
قلت له وانا كلي فرحا : طبعا طبعا .
رأيت موقع اياد علاوي موقعا جميلا وزاهرا . فعلى الرغم من جمالية الموقع وبهاءه ,
 قلت له : اعطني المزيد من المواقع كي اراها , فعرض علي موقع اخر لنوري المالكي , شبيها نوعا ما لموقع اياد علاوي , ولكن يوجد بعض الفروقات البسيطة .
وقال لي : سازودك بموقع اخر كي ترى جميع عروضنا .. واذ به يفتح رابط اخر من تصميمهم لصالح المطلك , ثم حيدر العبادي ؟
بينما انا جالسا اتخيل نفسي عضوا في مجلس النواب ! ,او احسست انني ذات شخصية عظيمة وصاحب نفوذ وتاجر ..
قلت له : قررت ان تعملوا لي موقع شبيها للموقع الاول , اي موقع اياد علاوي , رغبة مني لجمال الصور المتحركة والناصعة اضافة الى الفلاشات الجميلة فيه .
وبعد القرار , قال لي : ان سعر التصميم 900 دولار .. انبهرت وتفاجأت !
وقلت له : انك للتو قلت لي خمسون دولارا وعملت لي تخفيض  .
 قالي لي : نعم استاذ الخمسون دولارا  هو حجز نطاق الدومين السنوي , اما ال 900دولارا فهذا شراء لك مدى العمر ؟ ضحت على مصيبتي .
 وقلت له انه مبلخ كبير جدا بالنسبة لي على الرغم ان موقعي الثقافي ليس ربحا ولا تجاريا ,
 قال لي : هذه هي اسعارنا ..
همست مع نفسي وقلت : التسع مائة دولار بالنسبة لرؤوساء الاحزاب  العراقية  هي نقطة صغيرة في محيطات العالم .
وشكرت صاحب الشركة وقلت له ضاحكا : انا الرجل الفقير جدا , تقارنني برؤوساء الكتل , وهممت بالخروج وقهقهتي سمعها من كان في الشركة ..
وقررت ان لا افكر يوما بعمل موقع ثقافي حتى لو كان في المجان.