23 ديسمبر، 2024 7:26 ص

يحكى أنّ رجلاً وجدَ ديكاً ، لا صاحب له عندما كان يتسكّع في أزقّة المدينة.
أعجب الرجل بهذا الدِّيك أيّما إعجاب ، ودخلت محبّته قلبه
(يراعى الضميرهنا…)
مكث هذا الدّيك عند الرجل أيّاماً ، لكنّ زوجته أخبرته أن يذهب إلى أحد رجال الدّين ليستعلم منه حليّة الأستحواذ عليه ..!؟ إذ ربّما يكون لهذا الدّيك صاحباً..! فقال الرجل أذهب إلى شيخ الجامع وأسأله ، قال له شيخ الجامع أن يذهب إلى السّوق وينادي ثلاثاً وبصوتٍ عالٍ ( من أضاع ديكاً) …فإذا جاء صاحبه أعطيته له وإذا لم يطالب به أحد فهو لك .
جاء الرّجل إلى السّوق ، وهو يأمل أن لا يطالب به أحد ..فقال: وبصوتٍ عال ( منو ضايعله…) ويصمت ثمّ يقول لنفسه ( ديچ)
ثمّ كررها مرّة أخرى وبنفس الطريقة ( منو ضايعله ..) يصمت ثمّ يقول لنفسه (ديچ) إلى أن قالها ثلاثاً وأنصرف….وهو يحسب أنّ الدّيك أصبح له عرفاً ، وشرعاً ، وقانوناً …!؟
( طبقاً للقاعدة الشرعيّة ،يجب أن يعرّفه سنة كاملة ، لأنّه قد جرت عليه حكم اللقطة).
لكنّ الرّجل وكما يفعل الآن الكثير ، تحايل على الشّرع ، والنّاس …لا يختلف المنظر كثيراً بعض عن سياسيّ اليوم إذ نراهم يصيحون وبأعلى الأصوات رفضهم للولاية الثالثة ، لكنّهم سرّاً وبصوتٍ خافض يهمسون أن لا مشكلة عندهم في موضوع الولاية الثالثة ! ما دامت مناصبهم ، ومنافعهم ، ومراكزهم باقية على حالها
(لايوجد هنا إستثناء ، كلّ الكتل ، والأحزاب ، والقوائم ، والتيّارات ، ومن كلّ المكونات ).
أمّا مقولة الخطّ الأحمر ، والخطّ الأصفر ، والبنزرگي ، وجميع خطوط الطول والعرض، وألوان الباستيل ، وألوان الطيف الشمسيّ ، والطيف العراقيّ فهي لإستغفال ، وإستحمار ، والضحك على ذقون البسطاء ، من الذين إنتخبوهم وأعطوهم ثقتهم بهم…..
أنا أجزم أنّ الكتل في الطرفين لا تريد أن تقدّم موقفاً ، واضحاً، وشفّافاً الآن لإعتبارات كثيرة ، أهمّها أن لا تكون منبوذة في الفترة القادمة ، ومهمّشة بسبب موقفها، إذا ما تغيّرت المواقف لصالح الولاية الثالثة وأصبحت أمراً واقعاً …وما ينطوي على ذلك من فقدان للمراكز ، والمناصب ، والإمتيازات الكبيرة لمعارضيها.!
إنّ علامة ((X على بعض من تسرّبت أسمائهم بإنّهم منافسون لصاحب الولاية الثالثة ، أعطت لأكثر الأطراف سببً إضافياً بعدم إعلام موقفها الواضح والصريح حاليّاً..!؟
لذا نناشد كلّ السياسيين ومن كلّ الألوان ، والخطوط ، والإتجاهات ، لا تكونوا سبباً في زيادة معاناة العراقيين ، من خلال أنانيّتكم ، واستهتاركم ، بخطورة وضع العراق !؟ إمّا أن تكونوا واضحين ، واثقين ، ثابتين  على موقفكم من الولاية الثالثة ، أو القبول بها كأمرٍ واقع ..!! أو السّكوت على الأقلّ .. ولاتكونوا كصاحب الدّيك ، فهذا مخجلٍ ، مخز، لايليق بالإنسان الحرّ الشّريف …