نقل عن جدي خميس الشاطي رحمه الله رواية طريفة عن اللحظات الاولى لدخول الانكليز ومرتزقتهم الهنود الى بغداد في عام 1917، حيث حطوا عند سدة المسعودي في الكاورية – كرادة مريم (مسقط راس اجدادي) .
يقول خميس حسب ما نقل عنه، ان الهنود جلبوا معهم بقرة كبيرة جدا لم يرى احد مثل حجمها ، وكانوا يزينوها باستمرار كما يزينوا العروس في زفافها بحيث انهم يضعون في رقبتها العقود وفي اذنها الحلق (التراجي) لتزداد جمالا حسب وجهة نظرهم ويقوموا بممارسة طقوس عبادية للبقرة كونهم يعتبرونها اللاههم.
هذه البقرة كانت ملفتة جدا لاهالي كرادة مريم ومنهم اجدادي الذين يقطنون هذه المنطقة ابا عن جد ولحقب تاريخية قديمة جدا وهم يعتبرون سكانها الاصليون.
يقال ان عدد من الشباب اغلبهم من اجدادي عزموا على سرقة هذه البقرة ، فقاموا في احد الليالي بالاغارة على معسكر الانكليز الذي كان محمي من قبل المرتزقة الهنود وسرقوا البقرة بزينتها والوانها البراقة وقاموا بذبحها مباشرة ووضع لحمها الوفير باكياس بلاستيكية ودفنها تحت حطب احد منازل اجدادي .
عملية سرقة البقرة اصابت الانكليز وخاصة الهنود الذين سمع عويلهم ونحيبهم كل سكان الكرادة، وهرعوا بشكل عنيف لمداهمة كل المنازل المحيطة بالمعسكر ومنها المنزل الذي دفنت فيه البقرة لكنهم لم يجدوها .
بعد فترة وجيزة من هذه الحادثة قام هؤلاء الابطال باستخراج اللحم وتوزيعه على اهالي الكرادة .