7 أبريل، 2024 11:15 م
Search
Close this search box.

عندما ذاق حلاوة الحكم مزق كتاب الأستقالة

Facebook
Twitter
LinkedIn

هدد و توعد ان لم يستطع ان يشكل الكابينة الحكومية كما يريد و ان لم تتعاون معه الكتل الحزبية في انجاح مهمته تلك و انجاز البرنامج الحكومي دون أي تدخل او وصايا من احد و ان له مطلق الحرية في اختيار وزرائه و طاقمه الحكومي دون ان يفرض عليه احد ما و ان لم يستطع من اكمال مهمته تلك او كانت لديه و لو مجرد شكوك في تدخل احدى الكتل الحزبية في مجال عمله و ان فشل في اداء وظيفته و الأيفاء بوعوده و تعهداته للشعب فأن الكارت الأحمر الذي سوف يرفعه سيكون كتاب أستقالته الذي يحتفظ به دائمآ في جيبه كما يصرح بذلك و انه على استعداد تام لتقديم الأستقالة ان تم الأخلال او المساس بأي من تلك الوعود و التعهدات و الألتزامات .

عام من الزمن مضى من تشكيله للوزارة العتيدة و لم يف ( رئيس الوزراء ) بأي من تعهداته او وعوده العديدة و الحجج و الأعذار جاهزة على الدوام و التي لم تعد تنفع في اقناع المتظاهرين المطالبين هذه المرة ليس فقط بالحقوق المشروعة بل المطالبة بأستقالة الحكومة التي يرئسها ( عادل عبد المهدي ) و يبدو ان الأصرار و التصميم على اسقاط حكومته قويآ و غير قابل للتفاوض على الرغم من تمسك ( عادل عبد المهدي ) بمنصبه و التحذيرات التي يطلقها انصار الحكومة من الكتل الحزبية الدينية التي رشحته للمنصب من خطورة حصول فراغ دستوري قد يشكله غياب ( عادل عبد المهدي ) و كأن الرجل حقآ يرأس حكومة تدير البلد و ليس هو الحاكم بالوكالة من تلك الأحزاب و الكتل الدينية التي اوصلته الى سدة الحكم و رئاسة الوزارة .

كانت حكومة ( عادل عبد المهدي ) هي خلاصة المشروع السياسي الفاشل الذي اعقب سقوط النظام السابق و الذي كانت الأحزاب الدينية و بحكم تبعيتها الى ( أيران ) و قلة خبرتها او انعدامها بالكامل في شؤون الحكم و السياسة و فسادها ( الشرعي ) بأعتبار ان اموال الدولة الكافرة ( حلال ) اغتنامها و الفوز بها كما هو عليه حال الدولة العراقية فأن هذه الأحزاب الدينية الحاكمة هي من يتحمل المسؤولية كاملة عن ما آلت اليه الدولة العراقية من انهيار و دمار و شلل مريع في كل مرافقها و مؤسساتها فهذه الأحزاب و التي تدعي زورآ و نفاقآ معاداة الأمريكان و الذين على ظهور دباباتهم و عرباتهم وصلت تلك الأحزاب الى سدة الحكم بعد ان اسقطت القوات الأمريكية نظام ( صدام حسين ) و ليس هم .

كان تشبث الأحزاب الدينية و زعمائها بالحكم و السلطة و ان كان الفشل الذريع حليف حكوماتهم المتعاقبة منذ العام الذي احتلت فيه القوات الأمريكية العراق و اسقطت النظام السابق و هذه الأحزاب الدينية لا هم لها و لا شغل سوى نهب المال العام و كذلك المال الخاص حين استولت تلك الأحزاب على المباني و المنشأآت الحكومية بوضع اليد و جعلتها مقرات تابعة لها و البعض من تلك الحركات الدينية صادرت العديد من املاك المواطنيين و الذين كانت لديهم وظائف رفيعة في النظام السابق دون وجه حق و كذلك كانت الحقول النفطية و المنافذ الحدودية و الموانئ و غيرها من مرافق الدولة الحيوية كان لتلك الأحزاب و ميليشياتها نصيب و حصة في مردودات تلك الأنشطة الأقتصادية المدرة للأموال الوفيرة .

في فترة حكم حزب الدعوة الأولى ( نوري المالكي ) وقعت الحرب الأهلية و قسمت مدن البلاد و الأحياء الى شيعية و الأخرى سنية و تقاتل ابناء العمومة فيما بينهم و لم يجد حينها ( رئيس الوزراء ) حلآ او مخرجآ فترك الأمور تسير نحو الهاوية و التقسيم فكان ان قسمت الدولة الى محافظات شيعية و اخرى سنية و لم يقبل بالتنحي اما في فترة حكمه الثانية فكانت الكوارث و الأخفاقات تتوالى فكانت مجزرة معسكر ( سبايكر ) و التي ذهب ضحيتها عدة مئات من المجندين الى ان ختم عهده المشؤوم هذا بضياع ثلث اراضي العراق و سقوط ثلاث محافظات كبيرة بأيدي ثلة قليلة من المجرمين ( داعش ) و مع ذلك لم يخطر ببال ( نوري المالكي ) ان يستقيل او حتى ان يعتذر للشعب العراقي عن تلك الأعمال المشينة التي حدثت في عهده .

في عودة سريعة للذاكرة حين كانت هذه الأحزاب الحاكمة ذاتها تطالب قبل العام 2003 من الرئيس العراقي السابق ( صدام حسين ) بالأستقالة و التنحي عن الحكم درءآ للكوارث التي سوف تحصل ان بقي على اصراره في التمسك بالسلطة و هو الذي بدأ حياته ( النضالية ) بالهجوم الشهير في ( شارع الرشيد ) في بغداد و محاولة اغتيال رئيس الوزراء حينها ( عبد الكريم قاسم ) و من ثم هروبه الى مصر عبر سوريا و بعد عودته الى العراق و اشتراكه في انقلاب شباط و من ثم نشاطه في العمل السياسي السري في حزب البعث الى ان استولى البعثيون على الحكم مجددآ و كان هو في طليعة الحزبيين البعثيين الذين استولوا على القصر الجمهوري و اسقطوا حكم الرئيس ( عبد الرحمن عارف ) الى الأنقلاب على الحلفاء في 30 تموز 1968 الى اقصاء الرئيس ( احمد حسن البكر ) و تسلم ( صدام حسين ) المسؤولية الأولى كرئيس للجمهورية ومع كل هذه المسيرة الطويلة من ( النضال ) كان يطلب منه الأستقالة و التخلي عن الحكم اما هؤلاء المتمسكين بالحكم و المتشبثين بالسلطة فقد جاءت بهم الجيوش الأمريكية بشكل آمن و مريح و دون عناء و تعب ( النضال ) .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب