18 ديسمبر، 2024 8:54 م

عندما تُرفع القواعد والتعليمات .. تفقد الأشياء قيمتها !!

عندما تُرفع القواعد والتعليمات .. تفقد الأشياء قيمتها !!

كل عمل وأي مهنة لها أسرارها عموماً أي شيء تُرفع عنه القواعد يفقد قيمته ،
ليس شرطاً كما يدّعي البعض الحداثة تعني ومُرادفها ( الرُقيّ ) غالباً ما تكون هذه الحداثة باهتة لا معنى لها و رثّــة .
عندما أصبحت الكاميرا بمتناول الجميع من خلال الهواتف المحمولة يعني هناك ملايين المصورين حول العالم ، لكن ليس كل هؤلاء يمتلكون كاميرا فوتغرافية وعدسات ومستلزمات فنية لذلك نرى الصورة الفوتغرافية فقدت الكثير من جودتها وكفائتها .. هل تبقّى للكاميرا قيمة !!
وعندما يكون في البلد هذا الكم الهائل من وسائل الإعلام ( مرئي – مقروء – مسموع ) هذه فوضى وليست حرية رأي وتعبير ، في عام ٢٠٠٥ وصل عدد الصحف بالعراق إلى ١٧١ جريدة ما بين يومية وإسبوعية والآن إنحسر العدد إلى ٤٣ صحيفة و ٥٧ قناة تلفزيونية و ١٥٢ إذاعة و ٦٠ مكتب خارج العراق لكنها موجّهة للداخل وأغلب هذه الوسائل الإعلامية تمثل أنشطة الأحزاب والميليشيات .. حسنتها الوحيدة التي قدمتها وسائل الإعلام هذه هي أنها فسحت المجال لتشغيل جيش من العاطلين بِلا إختصاصات !! لكنهم إعلاميون كما يدّعون ،، هل تبقّى لوسائل الإعلام قيمة !!
وعندما يمتلك البلد أعداد غفيرة من المُفكرين والمؤرخين والموسوعيين والدكاترة بمختلف الإختصاصات العلمية وباحثين بالأديان الإبراهيمية لكنه لم يُكمل دراسته الإبتدائية .. هكذا يُلقّبون أنفسهم ويقدمونها بالمجتمع و بوسائل التواصل الإجتماعي ،، نمتلك كل هذه النُخب والكفاءات ! والكتاب يُطبع باللهجة العامّية أو بلغة عربية ركيكة خالية من قواعدها ،، هُنَا سيكون أغلب الناس مؤلفين !!  هل تبقّى للتأليف والمؤلف قيمة !!
وعندما ينتشر فن يُدعى الراب أنا أتسائل هل هذا فن ؟؟ أم هو مجرد كلام وسوالف وموسيقى على وتيرة واحدة لا تتغير خلفه !! هل تبقّى للطرب والتلحين قيمة !!
وعندما نشاهد أشخاص يثقبون سطل بلاستيكي من الأسفل ويضعون اللون الأحمر تارة والأزرق تارة أخرى حتى سبعة أو ثمانية ألوان مختلفة وكل شوية يلطشون ويشخبطون لون وعندما ينتهون يقولوا الفن الحديث !! يعني على هاي الحسبة أي شخص يستطيع أن يكون رسّام ويقول المعنى في قلبي !! هل تبقّى للتشكيلي قيمة !!

الأصالة ليست بالكمية بل بالنوعية يا أصدقاء .. ليس بتكويم الأشياء بل بندرتها