23 ديسمبر، 2024 7:34 ص

عندما تنقلب النصائح الى اتهامات مزيفة بعض من المحامين وموظفي مكتب رئاسي نموذجا لذلك/1

عندما تنقلب النصائح الى اتهامات مزيفة بعض من المحامين وموظفي مكتب رئاسي نموذجا لذلك/1

ليس منا من لا يخطئ ولا ينحرف عن سنن الحق، وفينا من الغرائز والطباع ما يميل بنا إلى الرشد والغي، والخير والشر، وليس كل إنسان يعرف خطأه أو يهتدي إليه، وبذلك كان من حق الأخ على أخيه، أن يبصره بخطأه وينصح له في أمره، وجب على من رأى اخ او صديقاً له يظلم نفسه أو يظلم غيره أن يحول بينه وبين ذلك، إبقاء على حق الأخوة ودفعا للأذى، ويوم يتساهل الناس في هذا الحق، فيتملق الصديق لصديقه، ويهمل الأخ أخطاء أخيه ويسقط الحق في النصح والإرشاد، تسوء علائق بعضهم ببعض وتنقلب الصداقة إلى عداوة، ويصبح أمر المجتمع فوضى، يموج بالشر والإخطاء، وسأتناول موضوع مقالتي وفق جزئيين، الأول: اسطر به تحولت نصيحتي الى اتهامات في مجال المحاماة، والثاني : اذكر فيه كيف أصبحت النصائح اتهامات في مكتب رئاسي معروف، وأقول: 
فيما يخص المحامين والمحاميات:
في عام 2005 طلب من نقيب المحامين كمال حمدون (رحمه الله) ان استلم رئاسة غرفة المحكمة الجنائية المركزية في ساعة بغداد، بسبب الفوضى التي تعانيها رفضت بشدة، واخبرته، باني محامي في القضايا المدنية ولدي اكثر من ثلاثون دعوى مدنية ولا استطيع ان امارس عملي بفعالية والمحكمة فيها مشاكل عديدة بسبب تواجد القوات الأجنبية المحتلة ومن اكبر المحاكم بالعراق وتنظر قضايا الإرهاب والنزاهة وفيها تتواجد كافة مسميات الأجهزة الأمنية، وهناك تسيب كبير في عمل المحامي؛ بسبب ضعف الرقابة المهنية من النقابة والبلد تضرب اطنابه الفوضى الأمنية، وعاد المرحوم وكرر علي نفس الطلب بعد أسبوع وبحضور الأستاذ وكيل النقيب ضياء السعدي واخبروني بانهم اختاروني لهذه المهمة وهي تكليف وطني مهني وعليك الموافقة، وامام هذا الإصرار وافقت وقلت لهم اريد شهر لأجل ترتيب وضع الدعاوى المدنية لان هذه المحكمة تحتاج تواجد يومي، وباشرت بعملي، وما ان وطأة قدمي للمحكمة حتى بدأت المؤامرات تحاك من بعض المحامين  ممن كانوا يطمحون برئاسة غرفة المحامين، وقابلت الامر برحاب صدر وشفافية وبعدها اصبح المحامين المتآمرين علي أصدقاء اعزاء ولا زالوا، لانهم تفهموا مهمتي وعرفوا مقدرتي بإدارة الغرفة، واستطعت ان اتجاوز مشاكل عديدة في المحكمة برفع شعار وإعلان مكتوب، عممته لكافة المحامين بان يمارسوا عملهم بمهنية وضمن القانون وان يتركوا أي نقاشات سياسية او دينية؛ لان المحكمة لا تتحمل تلك النقاشات لضخامة عملها وخطورة القضايا التي تنظرها ولان القوات الامريكية واعية وتراقب تحركات كافة المحامين واولهم انا، وعلمت ان هناك نفر ضال من المحامين والمحاميات يعمل لصالح هذه القوات واستطعت والحمد لله ان أوقف البعض منها، وطيلة عملي بالمحكمة مع القوات الامريكية باعتباري كنت مسؤول مكتب التنسيق عن المعتقلين العراقيين مع القوات الامريكية فيما يخص عمل المحامين، ولشدة التهديدات وخطورة عمل المحامين وبالذات عملي انا، ولاغتيال اكثر من اثنا عشر محامي عدى الذين تركوا العمل في المحكمة بسبب التهديدات من القاعدة ومليشيات وغيرها، عرض علي الامريكان تقديم طلب اللجوء ولأكثر من سبع مرات ولحد انتهاء عملهم في عام 2010 لكني رفضت وكانوا يستغربون من ذلك، واعطوني باج لزيارة أي معتقل موجود على ارض العراق وكنت استطيع ان أكون بوفرة مالية من جراء ذلك، لكني لم اذهب ولو لمرة واحدة لزيارة أي معتقل من خلال هذا الباج، واستمر عملي تحت التهديدات الهاتفية والمباشرة ووصلت الى حد إقامة الدعاوى الكيدية بحقي لأكثر من خمس مرات، وكنت اجابه سيل من الانتهاكات لحقوق الانسان وبمختلف اشكالها، وخاصة انتهاكات المحامين لأطر وسياقات مهنة المحاماة وبطريقة وقحة ومؤلمة واشد ما كنت اعانيه تجاوزات بعض المحاميات المخزية، وعندما كنت اتصدى لها، علي معرفة ان بعض المحاميات كائن (جغرافي) يحاول دائما إخفاء (تاريخه)!!، وعلي ان افكر باثرين ينتج عن ذلك، الأول: ان اتهم باني اتحرش بالمحامية وقد حدثت معي لأكثر من سبع مرات وواحدة منها تدخل نقيب المحامين (اسود المنشدي) رحمه الله في وقتها واعتذرت المحامية مني امام المحامين في الغرفة،  والامر الثاني: علي التهيئة لاستهدافات  تجري في الظلمات وكنت اعلم بأكثرها، وقد طلبت بعد هذه الحادثة من نقيب المحامين المرحوم المنشدي، ان استقيل من الغرفة لان عمل المحكمة وأداء محاميها بات يشكل خطورة عليّ، خاصة وجدت بعض المحامين والمحاميات من يقوم بتحريض بعض ضباط التحقيق بزج اسمي في إفادات لمتهمين لقاء مبالغ مالية، ورفض المرحوم اسود المنشدي ذلك مني، وكررت الامر عليه بعد ثلاثة اشهر وبحضور الأستاذ هشام الفتيان بسبب الأجواء المشحونة وضعف رقابة نقابة المحامين وكثرة الاتهامات المفبركة التي توجه لي، وهي قاسية بسبب صدورها من محام، وأيضا تم رفض الامر واخبرني أستاذ اسود المنشدي بالنص(انته تعمل في مجال الخدمة العامة والذي يعمل في ذلك عليه ان يتوقع اتهامات يومية والمحامي المهني الشجاع يتحمل ذلك وانته بشهادة محامين وقضاة التقيت بهم اثنوا عليك وهذا نادر ما يحصل ان ينال رئيس غرفة رضا القضاة والمحامين فاذهب لعملك ونحن داعمون لك..)،
وبعدها بفترة، كانت هناك أوراق منتشرة في ارجاء المحكمة تشهر وتقذف ببعض المحاميات وكان لها صدى كبير؛ لان الكلام فيها مؤلم ومخزي، وحاولت ان اعرف ما وراء ذلك والتقيت بزميلة لي وهي من اقرب الزميلات لي واعزها لأنها رفيقة الدراسة بالرغم من انها كانت وباعترافها تحوك المؤامرات ضدي في الكلية لأجل رسوبي،  وكنت من المجتهدين واعمل ملازم دراسية لا زالت لحد الان يستعين بها طلبة القانون في اكثر المحافظات وكانت هذه الملازم مصدر اعجاب الطلبة وقلق وتصرفات مؤذية من بعض الاساتذة، المهم اخبرتني بان وراء تلك الأوراق محامي ما يعرفها، لكني فوجئت في اليوم الثاني بان ارسل بطلبي رئيس المحكمة الذي كانت تربطني به علاقة مهنية طيبة جدا وكان متعاون معي جدا حيث تجاوزنا انتهاكات عديدة ولولاه لكان هناك دعاوى جنائية بحق محامين عديدين متهمين بالتزوير وانتحال الصفة وغيرها، دخلت الى غرفته واخبرني بانه حضر الى غرفته ست محاميات ممن وردت اسمائهن بالأوراق التي تم رميها في ارجاء المحكمة باستثناء احداهن رفضت الانضمام لهن، واخبرني بانهن يتهمني باني انا وراء ذلك، واخبرني بان الامر تافه جدا وانه لم يتفاعل معهن لان اللغة المكتوب بها المنشور لغة نسائية تشهيرية دافعها تنافس مهني وتم رميها في ارجاء المحكمة من خلال الاتفاق بين محامية واحدى الحراسات، واكد لي ، ان بعض المحاميات ثرثارات محبات للظهور الفخم مغرمات بالوشاية، وقلت له ان ذلك صحيح لأني يوميا اتلقى هواتف ليلية من بعض المحاميات لأجل التنكيل بزميلتها وبطريقة تثير السخرية والاشمئزاز، وبعدها اخبرني بكلام، ما نصه(لا دير بال تره الساعة الثمينة لا يلبسها الخبازون والحليب المجفف لا يصنع الرجال امضي لعملك وانا داعم لك..)،
واخبرته باني لم اداوم منذ يومين لان ضغط عيني مرتفع، واخبرني بانه يعرف ذلك لأنه ارسل بطلبي ولم يجدني، واني كيف لي ان اشهر بمحاميات وانا رئيس غرفة ومردود ذلك ينعكس على عمل المهنة ككل، فأكون بذلك كالطبيب الأحمق يداوي المعدة باقتلاع العيون، والمؤسف في وقتها ان من قاد المحاميات لذلك محاميات عزيزات، ومنهن من كنت قد عاونتها في معرفة اخبار والدها المفقود ولشهور وداعم لها كثيرا والأخرى من اعز المحاميات عندي لقربها المهني والاجتماعي مني وبطريقة مميزة بحيث أدت الى اتهامي باني داعم لها وعملها، وعلمت بان وراء دفع المحاميات لذلك احد قادة الحراسات، بسبب منعي بعض المحاميات من التحدث معه، وكنت دائما انبه المحاميات والمحامين على أمور عديدة لأجل تفادي المحاسبة ولأجل عكس صورة للمحامي تكون ناصعة وتجسد رسالة العدل وملاذ المظلوم، وكنت اعلم باني اواجه صعوبات قد تتطيح بي لأني من كثرة حجم المؤامرات والتهديدات كنت يوميا أتوقع ان اجد هناك امر قبض صادر بحقي  لدى دخولي المحكمة، واستمر عملي بتلك الوتيرة المقلقة والتي كانت تسبب لي ارق يومي في الليل وعاودت طلب تركي غرفة المحامين وامام النقيب السابق ضياء السعدي وكانت مرتين الأولى شفهية والثانية تحريرية وأيضا رفضها، وفي احدى المرات دخلت للمحكمة مبكرا وارسل بطلبي رئيس احدى الهيئات الجنائية الافاضل، ودخلت كرفانه ووجدت ان الكرفان ممتلئ للأخر من قضاة افاضل(تحقيق وجنايات) وبحدود عشر قضاة وليس هناك مكان للجلوس، ووجهت لي مباشرة اتهامات باني ممثل للإرهاب بسبب منعي لذهاب المحامين للانتداب في مقرات الأجهزة الأمنية واني داعم كبير لأحدى المحاميات التي تعمل بدعاوى قادة للقاعدة واتهامات أخرى لست بصددها، وبعدها طلبت منهم ان اجيب على تلك الاتهامات، واخبرتهم هل انا متهم ام مجرد استيضاحات، واخبروني ان ارسلنا بطلبك بصفة شخصية وبإمكانك الجلوس، واخبرتهم بان امر منع ذهاب المحامين للمراكز الأمنية، امر لست انا من أصدره بل أصدرته النقابة، وقد أعطيت نسخة من الامر  لرئيس المحكمة، واعتقد انتم تلتزمون بأوامر وتعليمات مجلس القضاء الأعلى، اما امر دعمي للمحامية فاني تربطني بها علاقة اجتماعية قديمة مع أهلها وانها رفيقة الدراسة ولا أرى هناك دعم خارج السياقات المهنية، اما موضوع موكلها المتهم( ) وحصول مشادة كلامية بين رئيس الهيئة والمحامية وقعت امامي كوني محامي معها، فأخبرتهم باني رفضت ذلك وانبتها وتركت الدعوى، واني وكيل لساعتين فقط، ولاحظت في وقتها الكلام بحقها كان مؤسف ويشير الى أجواء غير صحية بحقها، وخرجت بعدها من الكرفان بعد ان انتهت الأمور بودية وشفافية وذهبت الى رئيس المحكمة والذي اخبرني بانه رافض لهذا الاستدعاء لي وابلغته باني لم اقلق من ذلك والقضاة اخوة لي وحسنا فعلو لإسلال سخيمة الصدور، وبعدها التقيت بالمحامية العزيزة وتظاهرت لدي ان ابلغها بان تترك المحكمة لان الأجواء السائدة بحقها من قبل السادة القضاة غير مناسبة لبقائها تمارس عملها ولإحساسي بخطورة عملها في المحكمة، اخبرتها، وكنت منزعج من الاتهامات التي وجهت لي في وقتها،  وانزعجت كثيرا، وكنت أتوقع ان نصيحتي تلك تكون ، مصدر تقدير واعتزاز منها خاصة هي عندي زميلتي العزيزة، لأني كنت ولا زالت لا اقبل ان يوجه لها أي كلام لأني اعرفها واعرف اخلاقها واعتبرها قانون خاص لي، وكانت هناك تنافسات بين المحامين كانت هي ساحة لبعضها بسبب كثرة وفوضوية عملها، لكني فوجئت في اليوم الثاني ان يرسل بطلبي احد السادة القضاة الذي كان حاضرا يوم امس، ودخلت وفوجئت بان المحامية العزيزة جالسة عنده ونظرتها تجاهي حادة وقاسية، وسلمت وجلست واخبرني القاضي الفاضل: باني طلبت من المحامية، ان تترك العمل في المحكمة لأننا(القضاة) غير راضين عن أدائها، وكان الامر علي كالصاعقة لان في ذلك انتهاك كبير لسرية اللقاء وانتهاك اكبر للثقة بيني وبين القضاة ودافعت عن نفسي بطريقة تنقذني من الاحراج ولعلها تتراجع عن اتهاماتها لحساسية الموقف وحراجته، لكنها قامت من كرسيها واقسمت على القران الكريم الذي امام القاضي مؤكدة باني قمت بإبلاغها بذلك، واصبح وجهي خالي من أي قطرة دم، لكن القاضي كان ذكي جدا وعرف ابعاد ذلك وتدارك الموقف بان ابلغها بان يكون ميدان طرح هذه المشكلات النقابة وليس القضاة وعليها مراجعة النقابة، وبعدها طلب مني القاضي الفاضل البقاء بعد ان خرجت واخبرني باني أخطأت وكان عليّْ عدم توصيل ما تم تداوله في اللقاء اليها، وبعد فترة تجاوزنا تلك المشاكل وتأكدت ان عملها فوق كل اعتبار، بالرغم من ان مدفعية اتهاماتها لي لا زالت قائمة رغم اتهامي بالإرهاب وتهجيري وتشريد عائلتي، لكني لم ولن اتحدث عنها ولو حرف واحد لأني اعزها واحترمها وتبقى لها مكانة لأنها ساعدتني وكانت تخفف عني كثير من ضغوطات عملي المرهق والخطر كزميلة، وعلمت ان النصيحة في هذا الوقت صعب جدا تقبلها في ظل صراع المكاسب وسلطة الدولار البشعة التي تهيمن على كثير من المحامين وبطريقة تسقط عنهم انهم رسل للإنسانية وعليهم تطبيق نصوص قانون المهنة، انقلبوا الى سماسرة وتجار ومحتالين ومزورين وسلع للاقتناء وغيرها،
وفي احدى المرات اخبرني احد المحامين الاجلاء وكنا نشرب القهوة بانه يعشق احدى المحاميات بطريقة متبادلة وانها تضايقه عندما تجده يتحدث مع محامية وانه لا يقبل ان يمس حبيبته أي كلام من أي احد وقلت له بعد ان لاحظت على محياه مشاعر جياشة تجاه تلك المحامية، ان المرأة كفنجان القهوة على كثر ما فيها من حلاوة لكنها مرة في مذاقها، والمرأة نحلة تطعم الرجل عسلها شهرا لتعاقبه باللسع طول العمر، وحدثت مشكلة بينهم كنت انا من حلها عندما تم تزوير شهادتها وبطريقة مكشوفة ومضحكة ولا أخلاقية، وقد أتهمته بانه هو وراء ذلك بسبب خوفه عليها وتقديم النصح لها دائما، وكنت قد ساعدته بغلق الموضوع، وكان ساعي نشط في سبيل ذلك رغم اتهامه هو بتزوير شهادتها، واخبرتها في وقتها ان التزوير الذي تم في شهادتك  تزوير صادر من شخص ساذج جدا ولا يفقه في القانون شيء وان الامر وراءه دوافع غايتها الشوشرة فقط، خصوصا ان الكلية التي تخرجت منها معروفة وبإمكانها تأكيد ذلك وفلان يعرف بذلك بسبب علاقتكم القديمة فكيف تتهمينه بذلك، وتم تجاوز الامر بينهم وكنت انظر لعلاقتهم بطريقة اعجاب لحجم الحب الذي بينهم رغم المشاكل الكثيرة التي تحدث بينهم، لاسيما ان المرأة إذا أحبت كانت ملاكا كريما، وإذا دبت الغيرة في قلبها تبدلت شيطانا رجيما !!، ولكل شيء توقيت حتى المشاعر لها فترة صلاحية في هذا الزمن، وسئلته في احدى المرات هل تتزوجها لو لم تكن متزوج فأجابني بانه الان يتزوجها لو الأجواء مناسبة، فعلمت ان للحب سلطان فوق القانون، بالرغم من أنى علمت مؤخرا انها بدأت تعامله كصديق ومن أغبى النساء هي من تصدق أن الحب يمكن أن يتحول إلى صداقة بريئة، لان الحب كالحرب من السهل أن تشعلها، لكن من الصعب أن تخمدها.