21 أبريل، 2024 8:41 ص
Search
Close this search box.

عندما تنقلب الموازين…الإستاذ الجامعي نموذجا

Facebook
Twitter
LinkedIn

يعتقد البعض وخصوصا طلبتنا الأعزاء إن إعتصامات آساتذة الجامعات لا مبرر لها فالبلد يمر بأزمه إقتصادية وعلى الجميع أن يتحمل جزءا يسيرا من هذه الآزمه وخصوصا إن داعش تقف على الابواب ومستعده للهجوم علينا…إنه كلام سليم ومنطقي وكل من يسمع كلام من هذا النوع سوف يلقي الحجه ويحمل الإستاذ مسؤولية تعطيل الدوام وهنا تبدأ المزايدات الرخيصه من هم ناقمين أصلا على أساتذة الجامعات لأسباب يعرفها الأساتذه ويكتمونها ولكن أن يصل الحد إلى إتهام الإستاذ الجامعي بإنه يعطل الدوام…هنا يجب أن نضع النقاط على الحروف ولكي يعلم الطالب إن تحرك أساتذة الجامعات يصب قلبا وقالبا في مصلحتهم وليس في مصلحة الإستاذ وإن تحرك الإستاذ الجامعي جاء ليضمن لطلبتنا تعليما يبعده عن أجواء المماحكات السياسية القذرة…لقد تم إستهداف منظومة التعليم بصورة عامه ومنظومة التعليم العالي بصوره خاصه منذ فترة بعيده جذورها تمتد إلى الثمانينيات من القرن المنصرم ونحن كاساتذه عاصرنا كل مراحل الإستهداف هذه وصمدنا وتصدينا لها بكل جداره وقوة…ولكن ما يحدث اليوم وبالتحديد منذ عام هو بداية تنفيذ إستراتيجية ممنهجه ضد منظومة التعليم العالي في العراق ويمكن آن تلخص بالنقاط التالية

1) إيقاف كل شكل من أشكال البعثات والإجازات الدراسية للخارج.

2) التضييق على الطلبه الدارسين في الخارج من خلال تخفيض مخصصاتهم وعدم السماح لهم بتمديد فترة دراستهم إلا على نفقتهم الخاصه

3) تسريح الكفاءات العلمية المخضرمه تحت ما يسمى سن التقاعد

4) إيقاف العمل بقانون الخدمه الجامعية وعدم تنفيذه في الفقرات التي تشجع فيها البحث العلمي

كل هذا والإستاذ الجامعي يراقب الموقف وهو صابر على هذه الإجراءات التعسفية بحق الآساتذه الجامعيين

وبعد ذلك تبعتها إجراءات تعسفية أخرى وهي

1) إيقاف الدعم لطلبة الدراسات العليا الدارسيين في الجامعات العراقية وتقليص هذا الدعم إلى أدنى مستوى له

2) وأخيرا ولا اعتقد إنها الأخيرة ضرب الإستاذ الجامعي ومحاربته بلقمة عيشه ومعيشة أطفاله والهدف واضح جدا هو وضع الإستاذ الجامعي أمام خيارين لا ثالث لهما، أما أن تحمل حقائبك وتخرج أو إنك تبقى ليتم تطبيق عليك بقية المخطط…

ولذلك فإن خروج وإعتصام الإستاذ الجامعي اليوم لم يكون وليد اللحظة إنما ضد سلسلة من الخطوات التعسفية التي مورست عليه لإجباره على التخلي عن رسالته وبالتالي النجاح في ضرب منظومة التعليم العالي في البلد والتي سوف يتضرر منها طلبتنا الاعزاء والآجيال القادمة

من الطلبة. وإن من السخف آن نختزل هذه الحرب ضد الإستاذ الجامعي بإنها مسألة قرار جديد صدر عن مجلس الوزراء…إن رفض الإستاذ الجامعي للقرار الجائر يعني إنهم أختاروا الوقوف إلى جانب شعبهم ضد من عمل ويعمل على تنفيذ مخططات خارجية يستهدف فيها الشعب العراقي…والإستاذ الجامعي هو رأس حربة الإستهداف هذا…وعند إستهداف الإستاذ الجامعي يعني ذلك إن كل فئات الشعب العراقي مستهدفه والطالب في طليعتهم ولذلك وقف الإستاذ الجامعي متلقيا سهام الغدر هذه ليستطيع بعد ذلك أن يلتفت إلى طلبته قائلا بصوت لا غبار عليه بسم الله الرحمن الرحيم

{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5} }

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب