عندما تلعب مع المرأة العمياء تذكر وجود الله

عندما تلعب مع المرأة العمياء تذكر وجود الله

رغبت بأن اختار موضوع مقالتي لهذا اليوم، فيه نوع من معاناة المرأة عندما تراجع المؤسسات المختلفة لإنجاز أعمالها، وما تواجهه من ذئاب اليوم في مختلف الدوائر ، من أجل الوصول الى مبتغاهم الشيطاني المترسخ في أدمغتهم المتخلفة، وتناسوا أن لهم أما أو أختا أو بنتا شبيهة بهذه الشجرة الطيبة الواقفة أمام نافذة المراجعة .
أنا لم أقصد العمى بمعناه الحقيقي ( فقدان البصر) ، بل الأعمى الذي لا يمتلك المعلومات لما مطلوب منه في انجاز معاملته، من متطلبات أو وثائق أو مستمسكات وغيرها. وهنا يتطوع الرجال في تلك الدوائر، وهم فئتان: أحدهما من يجعل مخافة الله أمام عينيه، ومنهم ، اللئيم الذي يرتدي قناع الشيطان على وجهه، ولا يخاف الله، ويجعل شيطانه في نظراته تجاه الطرف طالب المساعدة، لذلك تسميتي مقالتي؛ “عندما تلعب مع العمياء تذكر وجود الله” ألا وهو تذكير بأننا، حتى في غياب الحواس نشق طريقنا في الحياة، بإمكاننا أن ندرك وجود الله ونؤمن به. لذلك فإن رمز العمى ، يعني الجهل ، أما اللعب معهم، فيعني اللعب ممن يقدمون المساعدة مقابل شيء فيه عدم مخافة الله، تتركز الفكرة هي أنه حتى في الظروف التي قد تبدو فيها الأمور صعبة أو غير واضحة، فإن الإيمان بوجود الله يجب أن يكون حاضراً لمن يقدم المساعدة للآخرين. وللعمى دلالات مختلفة عدا فقدان البصر، فهو يرمز الى عدم القدرة على فهم الأمور، وإلى الجهل أو الغفلة، ويشير كذلك إلى عدم القدرة على الرؤية، وقد يكون بسبب مشاكل في العين.
أما العمى المعنوي، فهو المرتبط بالبصيرة، كما في قوله تعالى : ( لا تعمى الأبصار ، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ). ( سورة الحاج : 46) .
من يُطالع أدبنا العربي، يجد فئةً من الأدباء العميان، منها الشّعراء، كالأعشى، وبشّار بن برد، والمعريِّ، ومنها كتاب ونقاد ، مثل ( طه حسين)، تقوم تجربة هؤلاءِ الشعراء على مفارقة يمكن تسميتها: “بصيرة العميان”، وهي فكرةٌ عبّر عنها التطيلي في بيتٍ يقول:
فانظر بعقلك إنّ العين كاذبةٌ واسمع بقلبك إنّ السمعَ خوان
فهو يوصي بــالعقلَ والقلب بديلاً عن “الحواس”، ومنها: العين والسمع، ومثل هذا ما أشار له الشاعر ( نزار قباني) في رثائه لطه حسين:
ارمِ نظّارتيكَ ما أنت أعمى إنّما نحنُ جوقَة العميان
فرفقا بإمرأة تحتاج المساعدة، وانت في منصب المسؤولية، فانزع قناع الذئب من وجهك ، وتذكر الرقيب الأعلى – سبحانه وتعالى- حين تقدم المساعدة لأختك التي ليست في الرضاعة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات