19 ديسمبر، 2024 8:55 ص

عندما تلتقي دواعش التكفير ودواعش السياسة!

عندما تلتقي دواعش التكفير ودواعش السياسة!

علامات لحكماء، ونبوءات لفقراء، وأصوات لدماء، عندما تلتقي في أرض الأولياء، حيث تتركز عندها ضرورة توحيد الجهود، لمواجهة العدو الأول، وهو داعش الإرهابي، ودواعش السياسة، الذين أخذوا ما أخذوا من أرضنا وشعبنا وخيراتنا.
أي بلد يمر بظروف كالتي تمر على العراق، يستلزم أعواماً لتشفى من جراحاتها، بسبب سياسات الدول المعادية لأرض الرافدين، عربياً، وإقليمياً، ودولياً، وبعد فترة نقاهة مناسبة، سيتم الركون للدستور، وقراءته بتمعن، لتتضح معالم العراق، هل هو بلد منقسم على نفسه ومجزء؟!  أم أنه بلد إتحادي موحد؟، حيث يكون قوة أكثر بروزاً مما هو عليه.
علينا ان نكون اكثر جدية، في التعامل مع وضع البلد، خاصة بعد تعاقبُ الطواغيت والسراق عليه، وهم دواعش السياسة لجعله منقسما على نفسه، والشعب ليس مدركاً، أنهم مجموعة من المرتزقه والحاقدين، يسعون سعيهم من أجل تفتيت لحمته، وسرقة خيراته، وتقسيمه الى دويلات وإضعافه، وغاياتهم لا يدركها، إلا الأراذل التابعون لسياسة التقسيم، فخارطة العراق المقسم رسمت بأياد خبيثة للسفهاء، وبمساعدة أشباه الرجال من الساسة.
الساسة الذين يرتدون الازياء الرسمية، وفي داخلهم دماء الضحايا، يتساقطون عبر الخطب التحريضية، عندما أهملوا مشاعر شعبهم، وأصروا على إقصاء الطرف الأخر المعتدل، لذا فليس من المعقول، أن تكون بقايا الحلم الصامت، الملطخ بسياسة رعناء، هو القادر على إنقاذ البلاد والعباد، في الوقت الذي تكون فيه غير مستعدة، لإصلاح سياستها الداخلية.
 المواطنون الأبرياء في عراقنا، كانوا ينتظرون اليأس والموت، من جراء تصرف الحكومات التي تعاقبت عليه، ولم تنصفهم منذ أكثر من خمس عقود، ورغم يأسهم وخوفهم، تجدهم يداً بيد فالحل للعبور فوق الطائفية، هي أعادة التوازن للعراق، وحفظ كرامة المظلومين، والمحرومين، وإبعاد شبح الذل، عن عقول الهاربين من بطش الحكم الجائر.
إما خوارج هذا العصر من (الدواعش) الناكثين والمارقين، فهم رجال الثرثرة والتناقض، وقتل الإنسان عندهم لا يعني شيئا، لأنهمً لم يقرؤوا الآية الكريمة (من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً)، التي لا توجد قطعاً، في قرآن داعش، فالإسلام الحقيقي يحارب الإنحطاط، والجنون المغطى بالجثث والدماء، لأنه دين عالمي، حكومته تتصف بالعدالة، وإنتشاره كان مرهوناً بوجود الرجال، المتخمين بالعقيدة والإيمان والتحدي.
ختاماً: زعزعة العملية السياسية، وإفشال التجربة الديمقراطية، وتقسيم العراق، وتحطيم معنويات أبطال القوات الأمنية، ورجال الحشد الشعبي، وشرفاء العشائر الأصيلة، هي من أهم أهدافهم، التي يروجها داعش وأنصارها، من ساسة الدينار، لكي يدفع العراق ثمناً باهظاً شعباً وأرضاً، لهذا علينا بالتلاحم والتعايش السلمي، لنقطع على الجبناء والخونة هذا الطريق، ونحبط أعمالهم المشبوهه، ونحافظ على عراق واحدٍ موحد. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات