18 ديسمبر، 2024 8:02 م

عندما تكون الوطنية سلوكا

عندما تكون الوطنية سلوكا

في الوقت الذي نشر عمار الحكيم متبنيات تيار الحكمة الوطني، وجدها بعض المتشككين لا تختلف عن غيرها من الشعارات الوطنية التي طرحها قبله آخرون، لا بل قد يكونوا زوقوها بمفاهيم ومباديء تجعل من يتابعها يحلم بأنه اقترب من النعيم في العيش الرغيد على أديم الوطن، لكن الواقع يكشف دائما زيف الأفاقين والمدعين.

والحكيم كعادته يقطع الطريق على أولئك المتشككين بصدق النوايا ، والمتصيدين في المياه العكرة، والبائسين في الطرح السياسي المتزن؛ نعم ، يقطع الطريق عليهم عندما يلحق بالفكرة، والنظرية؛ التطبيق على أرض الواقع، ليكون ذلك مصداقا لرؤاه التي طرحها في متبنيات تياره.

عندما طرح ”الوطنية” كواحد من ملامح تيار الحكمة الوطني، لم يترد بالتصريح ان مسؤوليته هي كامل مساحة الوطن، بكل مذاهبه، وقومياته، ودياناته؛ مبينا ان على التيار ان يبذل جهدا كبيرا لكسر الحواجز التي تتخلل النسيج الوطني العراقي، وان أية أغلبية ديمغرافية، ومجتمعية، ما لم تفتح ذراعيها وتحتضن كامل مساحة الوطن، لا تستطيع ان تحكم دولة؛ فلا بد من الإنفتاح على كامل النسيج الوطني،

وفق هذا المنهج بادر الحكيم لزيارة كنيسة القديس ” كليلور” للأرمن، وإلتقى رئيس طائفتهم في العراق ” افاك أسادوريان” ، موضحا له ” ان فتح باب الترشيحات من الكفاءات العراقية الى الهيئات المستقلة، خطوة جيدة، وفي الإتجاه الصحيح، وضرورة أن تتصدى الكفاءات العراقية، ولا سيما من تجد نفسها الأجدر على إدارة الهيئات المستقلة، ولم يتحدث الحكيم عن محاصصة، او استحقاقات، تمليها الفئوية والحزبية، بل كانت الوطنية هي مفتاح التوازن الوطني.

الطموحات الكبيرة تحتاج الى تخطيط كبير، ورؤى ناضجة، وأفكار واضحة؛ تنسجم مع التطور السياسي والإجتماعي المنفتح على العالم، فكان لا بد من التركيز على أهمية التجديد،