الخطط حتى مع وفرة الموارد المالية :
—————–
الطاقة الاستيعابية للاقتصاد absorptive capacity
تعني:
قدرة الاقتصاد الوطني على استيعاب قدر معين من الاستثمارات بشكل كفوء وتنفيذ المشاريع الاستثمارية دون تلكؤ او اختناقات او ارتفاع في تكاليف التنفيذ او خلق شحة في مختلف المجالات.
والطاقة الاستيعابية هي دالة او متغيّر تابع للعديد من العوامل وليست معتمدة على توفر الموارد المالية فقط.
فوفرة الاموال ، كما حصل في العراق عند تنفيذ خطة التنمية الانفجارية اواسط السبعينيات، لاتكفي لتنفيذ المشارع بدون توفر عدة عوامل مثل :
– توفر البنية التحتية اللازمة لعمل الشركات والمقاولين
كالطرق والجسور وطرق الاتصالات والكهرباء والموانيء والمطارات والسكك ..
-توفر الايدي العاملة الماهرة وغير الماهرة.
– توفر مستلزمات التشييد والبناء لاسيما غير المتاجر بها non tradable ، اي التي لايمكن استيرادها من الخارج ،من وجهة نظر اقتصادية ، كالطابوق والاسمنت وماشابه من مواد. اذ ان تكاليف نقلها تفوق اسعارها من الناحية الواقعية.
– توفر البنية القانونية والادارية التي تسهل الاعمال بدون عراقيل قانونية وادارية تجعل عمل شركات التنفيذ صعباً وبالتالي ارتفاع التكاليف التي تضعها لغرض قبولها بتنفيذ المشاريع.
-توفر نظام مصرفي كفوء يساعد في تسهيل اعمال المقاولين في تحويل الاموال التي يحتاجون اليها في تعاملاتهم مع الخارج.
-هنالك العديد من المستلزمات التي ينبغي توفرها في البلد والتي تسهّل عمل الشركات الاجنبية، خاصة في بلد يحتاج الى الشركات الاجنبية التي يتعاقد معها لتوريد ونصب المصانع والمعدات المختلفة .
ومن بين هذه المستلزمات ، الفنادق والمطاعم وخدمات الترفيه بحدود معينة ، وخدمات البريد الخ…..
علاقة توفر تلك المستلزمات بالطاقة الاستيعابية ، تأتي من رفض الخبراء والمهندسين العمل في بلد لاحياة فيه . ولذلك فأنهم اما أن يرفضون العمل في ذلك البلد ، او يطلبون أجوراً عاليةً تجعل الشركة ترفع كلفة تنفيذها لتلك المشاريع.
وقد يؤدي ارتفاع كلفة التنفيذ الى جعل المشروع غير اقتصادي ولن يعمل بكفاءة ولن يخلق فائضاً حقيقياً للاقتصاد الوطني.
وفي إحدى المناسبات العلمية التي حضرتها خارج العراق،
تم طرح دراسة حول الموضوع تم وضعها على ضوء نتائج استبيان واستطلاع رأي الشركات في مختلف دول العالم.
وقد اتضح ان تلك الشركات تدرس اوضاع البلد قبل تقديم عطاءاتها ، وتتأكد من توفر خمسين فقرة تجعل العاملين فيها يرغبون بالعمل في ذلك البلد.
من بين تلك الفقرات ، توفر انواع من المواد الغذائية واماكن السهر ومناطق الرياضة والسينمات والمسارح والأمان الخ…..
في اواسط السبعينيات وعندما ارادت الدولة في العراق الشروع بتنفيذ خطة التنمية الانفجارية ولاحظت عزوف بعض الشركات عن التعاقد لتنفيذ المشاريع، اعلن الرجل الثاني في الدولة والذي كان مسؤولاً عن ملف التخطيط والتنمية ، انه أمر بمضاعفة مبالغ العقود لتلك الشركات من اجل تشجيعها على القدوم الى العراق!!
وبذلك ولدت المشاريع ميتة واصبحت بمثابة ديكور تنموي واصبحت عبئاً على الموازنة الحكومية بسبب حاجتها الى الدعم المستمر.
وبذلك ضاع القسم الاول من دولارات النفط ، قبل ان يضيع القسم الثاني في الحروب والمعارك الكبرى.
اضافة الى المفهوم اعلاه للطاقة الاستيعابية، هنالك تعاريف اقل شمولية ، منها قدرة المنشأة على استيعاب المعلومات وتحويلها الى مصادر لتحسين أداء تلك المنشأة.
كذلك ، تستخدم احياناً للدلالة على قدرة النظام الاجتماعي على استيعاب الصدمات مثل الكوارث والعوامل المناخية الطارئة والعنيفة.