17 نوفمبر، 2024 8:34 م
Search
Close this search box.

عندما تعض داعش إمريكا!

عندما تعض داعش إمريكا!

يقال أن الخبر: هو الإثارة والخروج عن المألوف، فعندما يعض كلب رجلاً، فليس هذا بخبر، أما إذا قلت عض رجل كلباً، فهذا هو الخبر، هكذا تعلمنا في أول دروس مهنة الصحافة.
عندما تعض أمريكا داعش، فهذا ليس بخبر، لأنها من صنعتها، وتعرف كل حيثياتها وما يراد منها، أما أن تعض داعش أمريكا، فهذا هو الخبر، وقد نراها كمشاهد مثيرة، في مسرح لا معقول مليء بشرور، يمكنها قتل ما يتحرك أو يتنفس، فلا يشاهد في العالم، سوى الخراب، والدمار، والفوضى، والغاية محو أي فكر حر، يتناول صناعاتهم القذرة بالتنديد والشجب، وما يرغبون به، هو مدن من الجوع، والحرائق، والرذيلة، كونها التجارة الرائجة لديهم.
محاولات أمريكا، لإيصال رسالة للحكومة العراقية، بالموافقة على إرسال قوات برية، لمحاربة داعش،فهذا ليس بخبر، لكنها تقول: نحن نخشى من المقاومة الإسلامية، المتمثلة بغيارى الحشد الشعبي، المدعوم من قبل المرجعية الرشيدة، التي أشارت فيما مضى، أن الإحتلال الأمريكي، أحدث لجة من المشاكل الأمنية، والسياسية، والإقتصادية، والإجتماعية، والفكرية،وهذا هو حقيقة الخبر.
هناك حكمة قالها الكاتب أيفرت دايركسين: (الحياة ليست ثابتة، وأولئك الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم، هم سكان المقابر الموتى والمجانين) لذلك نحن ندرك جيداً، مستوى التلاعب الكبير، الذي تقوم به أمريكا، ولا يعد خروجاً عن المألوف، لأن سياستها الدائمة، لإدارة ملفات العالم العربي، بنظرية الفوضى الخلاقة، التي يراد منها شن حرب مستمرة، لإستنزاف ثروات العرب، وتصعيد الجانب الطائفي، بين سنة أمريكا، وشيعة روسيا، والنتيجة ربيع عربي أحمق، يتغذى على سلاح الدولتين.
سكان المقابر، يقيمون سفراً حافلاً بميراث الأحرار، يتمثل في رفضهم الإحتلال، والغزو السياسي والثقافي، بدعوى الحرية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، وهذا أيضاً خارج نطاق التغطية عند أمريكا، لأنها قائمة على العنف، والصراع، والفساد، والكذب، أما المجانين فهم صعاليكها، الذين تورثهم الإرهاب والتطرف، في مصانعها الخبيثة، من أجل حماية طفلتها المدللة إسرائيل، وتكيل للعرب بمكيالين، وفي ذلك تنافس المتنافسون.
ختاماً: مهما حاولت إمريكا، تجميل صورتها البشعة، في عمليات التجميل، التي تجريها في البيت الابيض، والكونغرس، لن تغير من الواقع المرير، الذي وضعت العراق به بعد غزوها، وتهديم بنيتها التحتية، وزرع التفرقة من خلال تصرفاتها الرعناء، إتجاه الشعب، وإيصال البلد الى ما هو عليه الان.  

أحدث المقالات