23 ديسمبر، 2024 12:54 ص

عندما تطبخ حنان الفتلاوي السياسة وتثرم بصلها

عندما تطبخ حنان الفتلاوي السياسة وتثرم بصلها

من الغريب عدم قيام منظمات حقوق المراءة في العراق برفع قضايا ضد السيدة حنان الفتلاوي لاعطاءها فكرة مشوهة عن القدرات الحقيقية للمراءة بشكل عام والمراءة العراقية بشكل خاص من خلال تداولها السيء للسياسة, وعدم مطالبتها اياها بالانسحاب من الحياة السياسية لانها تعكس صورة خاطئة عن المراءة المعاصرة وتعطي نموذجا رديئا عنها , فتجسد مقولة لا خير في امة ولت امرهم امراءة , وترسخ التفسير الخاطيء للحديث النبوي الذي يقول ( المراءة ناقصة عقل ودين) كما يحاول بعض المتفذلكين في الدين تفصيل مقاييسها على المراءة من خلال ما يجدونه في الفتلاوي وامثالها من اللامنطقية والصبيانية السياسية , ويبررونه نموذجا لصحة تفسيرهم المهتريء للحديث هذا . ففي الوقت الذي يزخر فيه العراق بشخصيات نسائية مثار فخر واعتزاز لكل عراقي ليس في رقي الفكر الانساني والثقافي فقط بل وحتى في الجانب السياسي الذي ابدعت فيه بعض البرلمانيات شانهم في ذلك شان زملائهم من الرجال .. يحاول اخرون تحويل السياسية الى عك وعجن وثرثرة فاضية في اروقة البرلمان لفهمهم القاصر عن الدور الذي يفترض ان يقوم به السياسي خاصة في هذه المؤسسة الديمقراطية .

يظهر ان مفهوم السياسة عند الفتلاي لا يخرج عن مفهوم علاقة الكنة الشرقية بحماتها و( دردمة) احداها مع الاخرى , او علاقة الزوجة الثرثارة باسرتها , فهي ترى السياسة كما هي في الحالتين حلبة صراع صوتية كلامية يصل احيانا الى ما يشبه النعيق ليؤذي الاذن والذوق العام , دون ان تجهد نفسها عناء االبحث عن المشاكل الحقيقية التي يعاني منه العراق بغية حلها , فتهرع الى نقاط صغيرة تركز عليها لتضخمها وتحشد ورائها جمهورا من الطوباويين الذين يمتلأ بهم الشارع العراقي . فجمهور الفتلاوي ومن خلال متابعتي لتصريحاتها لا يخرج عن فئتين … فئة المتشنجين فكريا ممن يعانون من ضبابية الفكر وقلة الثقافة , والفئة الثانية هو الشباب الصغير الذي بالكاد قد تجاوز مرحلة المراهقة .

كنا نتصور في بداية ظهور حنان الفتلاوي على الساحة السياسية ان المشاكل التي تعاني منها سببها حداثة عهدها بالسياسة وخروجها المفاجيء من المطبخ او مكان عملها الوظيفي الى اروقة البرلمان , وتاملنا ان يصقل الوقت ادائها السياسي لترتقي بطرحها السياسي للمستوى الذي يشرف دولة مثل العراق , الا ان ما لاحظناه ان منحني ادائها السياسي بدلا من ان يرتفع بقي على وتيرة واحدة لفترة طويلة ثم اخذ بالانحدار الى الاسفل ليصل الى مستويات لم تكن متوقعة . فمن منا لم يسمع حديثها عن نظرية سبعة سنة مقابل سبعة شيعة او دعوتها الى انفصال اقليم الجنوب والوسط بسبب ان المناطق الاخرى (تسترزق) على نفط البصرة والعمارة ؟ ومن منا لم يسمع مآخذها الضحلة على سياسة اقليم كوردستان والتي كانت في احسن حالاتها مضحكة ؟

كان الامر سيكون في مقاسات السياسي ( الفاشل) لو كان الامر قد انحصر في هذا النطاق , لكنه بدا ينزلق مؤخرا الى منزلقات خطيرة لا يمكن لمواطن عادي في الشارع ان ينزلق اليه عوضا عن برلماني , فحديثها الاخير عن تكفلها ببطاقة رجوع السيد وزير المالية الى الاقليم يمثل صفعة في تاريخ السياسة العراقية كله وسبة في جبين من يفكر مستقبلا الدخول الى عالم السياسة في العراق ان كان لديه جبين .

المشكلة لا تنحصر في الاداء السياسي الفاشل للفتلاوي وحسب , بل يتعداه بان هناك جيلا كاملا قد تربى على فكرة ان السياسة هي عبارة عن ( ثرم بصل) او ( عركة نسوان) وثرثرة فارغة على الفضائيات وانتهى الامر , فنحن لم نرى النائبة حنان الفتلاوي يوما تطرح موضوعا وتتناوله بشكل منطقي دون استخدام ( دردمة) الكنة مع حماتها طوال كل هذه السنين , ولم نرها قد تبنت مشكلة حقيقية في العراق وتكفلت بحلها حتى وان كانت تتعلق مباشرة بناخبيها الذين اوصلوها الى مقاعد البرلمان ….. رحمك الله يا (ام ستوري) فلو كانت على قيد الحياة لكانت خيرعون للنائبة حنان الفتلاوي في التعبير عن حقيقة الماساة العراقية وشجونها في جلوسهما جنبا الى جنب على مقاعد البرلمان العراقي .