تقدّر الغرامات اليومية في بغداد وحدها ، وفي الاماكن والتقاطعات (المسلّحة) بالكاميرات الذكية ، والتي لا تتجاوز اصابع اليدين بالمليارات ! ، ولا ندري مَنْ وضع (سُلّم) هذه الغرامات الباهظة والتي قد تتجاوز راتب شهري لمتقاعد ليكون قيد التنفيذ ، بينما تعذّر على الحكومة وضع سلّم رواتب الموظفين والمتقاعدين ! .
صار السائق يتوجّس أثناء سياقته لئلا يقع في شَرَك الغرامات وسط شوارع متهالكة ، ونصف الأشارات الضوئية لا تزال غير مُفعّلة ! ، أو أن تمر بأحد (فخاخ) هذه الكاميرات الذكية ، لتتفاجأ بأن شرطي المرور قد فتح السير والأشارة لا تزال حمراء بسبب (زحام طارئ) لا يمكن تجنبه بالأشارات المرورية ، وقد توقفت يوما عند أحد الأشارات الحمراء ، فوقعت في مأزقين ، الأول سترني منه الله فخلفي كانت سيارة مسرعة كادت أن تصدمني ، والمأزق الثاني عندما إنتبه رجل المرور لتوقفي فسجّل رقم سيارتي ! .
وكيف ستميّز (خوارزمية) هذه الكاميرات مخالفة حزام الأمان إن كان بالضبط كلون الملابس ، خصوصا في الشتاء حيث إرتداء الملابس الداكنة ، وخصوصا في الليل ، ونتائج هذه المخالفات لا يمكن مراجعتها يدويا من قبل كادر متخصص، لأن هنالك الآلاف من هذه المخالفات كل ساعة ، سنكون عندها تحت رحمة آلات لا تعرف الرحمة ! .
الغريب أن أحد رجال المرور قد ظهر على أحدى الفضائيات وهو يبشّرنا “بسهولة” تسديد الغرامة ! ، ولا أدري إن كانت مديرية المرور مستعدة لمواجهة جموع المخالفين و(شلالات) تسديد الغرامات ، وهل بالطرق “الذكية” أيضا ؟ ، فليكن شعارنا إذن (الذكاء في خدمة إستنزاف جيب المواطن) !.
هل السبب هو حرص الحكومة على حياة السائق فيما يخص حزام الأمان ، ومنع الأطفال من الجلوس في حضن الأم قرب السائق ؟، أشك في ذلك كل الشك ، لأن في الأمر جباية فلكية ، الأجدر بها صيانة الطرق المتهالكة وإنارتها ليلا على أقل تقدير .
هتالك مشكلة كبيرة تواجه أصحاب السيارات القديمة وأنا منهم ، وبالذات عند إجراء معاملة تحديث السنوية ، وهي حتمية مرورها في “عقبة” الهزّة ، سيقولون حفاظا على نظافة البيئة من التلوّث ، وكأن عشرات المعامل والمنشأت الحكومية والمستشفيات لا تطرح فضلاتها السامة في الأنهار ، أو حرق المزابل الغير نظامي الذي جعل هواء مدننا ساما لا يُطاق ، بقي أن يكون السائق المسكين هو المسبب للتلوّث البيئي ! ، مع العلم أن سياراتنا لم تصل لمرحلة ظهور دخان مع الغاز العادم ، فظهور دخان مع العادم مسألة ذوق قبل كل شيء ، فإلى أين يتجه السائق ؟ ، إلى أسوأ وقود في العالم من فئة 450 دينار والذي يجعل المحرك يصرخ مستغيثا ، ونحن على أبواب الصيف ؟ ، الأجدر بمديريات المرور إصدار تحذير للسائق على المخالفة لأنه حديث عهد بهذه التكنولوجيا التي عانى منها الأمرّين ، فالمشكلة لاتكمن في النظام اإلكتروني ، بل في الملقّم الذي يتعامل مع هذه الأنظمة ، منها مشاكل أخطاء أرقام شواصي السيارات التي لا يعبئها إلا موظف مختص ، وفي أحد المرات ، إكتشفت أن (واجهة) سيارتي قد ضاعت ، وكان عليّ اللجوء إلى جولات ماراثونية بين المرور العامة ومرور الحسينية ، (وكتابنا وكتابكم) ! ، تلك التكنولوجيا التي تشمل أيضا تسديد أجور الوقود بالبطاقة الذكية هي الأخرى ! .