18 نوفمبر، 2024 3:23 ص
Search
Close this search box.

عندما تصدح في حياتك إمرأة تنتمي الى عالم الدهشة

عندما تصدح في حياتك إمرأة تنتمي الى عالم الدهشة

الحب جنون رافض للعالم الأرضي ، ودخول شيفرة سرية تقتلع المألوف والعادي وجبروت العقل من الحياة ، الحب مساحة شاسعة تحتوي الحياة اليومية وتمنحها ألوان وطعم ومعنى جديد ، هل للحب بُعد كوني آخر يحيط بنا ويخترقنا وفق شروطه ؟.. التنجيم يخبرنا حسب إستقصاءاته التجريبية على البشر اننا مرتهنون لإشارات كونية مرسومة داخل الخارطة الفلكية .. كوكب الزهرة ، سهم إيروس ، سهم الحب ، البيت الخامس في الخارطة .. هذا ما إكتشفه المنجمون بشأن محدداتنا الباطنية السرية التي تشبكنا بالمحبوب وفق معادلة الإنجذاب والإنسجام ، والقصة لم تنته بعد مادمنا نمشي في طريق الإكتشافات لأبعادنا الأخرى السرية ، وشكرا للفيلسوف افلاطون على بحثه عن شيفرات الروح وتجسداتها في الواقع والتعرف عليها بواسطة علامات التنجيم ، وقد أكمل الطريق بعده عدد من الفلاسفة والكهنة ومنحوا التنجيم رصانته بوصفه محاولة نبيلة من الإنسان للتعرف على المصير وإشكالية الجبر والحرية .

لو علمت هي كمية التفاصيل المنبعثة منها وما سببته لي من فتنة وسحر ولوعة .. ميلان رقبتها ، إنسكاب شعرها على وجهها ، حركت رأسها وهي ترفعها للأعلى من أجل بعثرت شعرها الذي يمسد خديها ، مشيتها وإهتزاز جسدها ، ضحكتها النصف مكتومة ، وجه حنطاوي، شعر كثيف طويل ، جسد خرافي إحتوى قساوة تلك الأنوثة الساحقة الضاجة بنداء الشهوة ، أشعلت أجمل المشاعر والخيالات في نفسي ، كنت كلما أراها أفقد بصري فعلياً وتصبح رؤيتي ضبابية ، ويصيبني الهلع والإختضاض .. كنت أتلاشى وأضمحل وأتيه ، حفرت وجودها بين جروح الروح ، وإستقرت فوق جثة الأحلام المذبوحة .. كانت في ذروة زهوها الأنثوي … كانت تريد تحقيق أنانيتها مع رجل آخر ، وكنت أجد فيها تجسيدا لأطماع أنانيتي ..فمن هو البريء ، ومن المجرم منا ، كانت نتائج ذاك الحب هي الإستثناء المفارق لنمطية الحياة ، والجنون النادر الذي يخترق بشريتنا .. عذابي انها لم تكن ملك أنانيتي !

لحظة قرعت أجراس الروح معلنة حصول تماس زلزالي معها .. كنت إنتظرها ، فقد قرأت عنها في لوحة القدر ، جاءني هاتف باراسايكولوجي زف لي بشرى بركان قادم ، فقد تكشفت لي أسرار الإستشراف قبل عدة أشهر من ظهورها البهي ، كنت دائما أمتلك هذه الطاقة الباراسايكولوجية ولا أستفيد منها في حياتي بسبب عدم إكتراثي للحياة وما فيها وتمضية أيامي منعزلا بإنتظار الموت ، ليس عدلا وجود الموت في حياتنا ، فما معنى بعد الولادة ان يطاردنا الموت فوراً ونظل في حالة إنتظار له كي يسحقنا ، لايوجد أي مبرر مقنع لهذا الأمر سوى ان الحياة والموت جزءا من مهزلة الوجود العشوائية ودليل على غياب الإله الضابط لمنطقيته ومعناه !

سقطتُ في نتائج الحب الحتمية و أفلتت الأمور من يدي وصارت تلك المرأة سبب فرحي وسعادتي ومعنى حياتي … وهنا الغلطة القاتلة عندما تتنازل عن ذاتك ، وتلجأ الى الآخر حتى لو كان المحبوب بحثا عن السعادة والمعنى من خلاله ، وتغدو مرتهنا سجينا لديه .. بعد أكثر من 35 عاما على ذلك الزلزال أصبحت حياتي موحشة جافة إفتقدت تلك اللحظات الجنونية ، وهذه واحدة من نتائج الحب التي تنتزعك من الإطار اليومي العادي وتقدم لك التفاحة المحرمة وتصبح غير قادر على التراجع وتقبل مألوف الحياة .. الحنين لها هو نداء الروح الى جنونها ، ومن المؤسف تقلص مساحة الجنون في حياتنا التي إفترسها جبروت العقل !

أحدث المقالات