من ألامور التي لاتخفى على العراقيين جميعاً هي ألاساليب أللاأخلاقية والمنحطة التي تمارسها ألاحزاب ألاسلامية في الدولة العراقية, فسوء ألاوضاع السياسية وألامنية وألخدمية وألاقتصادية وغيرها لم تأتي من ألاحزاب العلمانية أو الشيوعية بل جاءت من ألاحزاب ألاسلامية السيئة الصيت بشقيها الشيعي والسني فهذهِ ألاحزاب هي من أسست وقننت لعمليات السلب والنهب والفساد والمحاصصة الطائفية ألمقيتة التي لم يعرفها تاريخ العراق قبل سنة 2003 على ألاطلاق.
تُعتبر المرحلة الممتدة من سنة 2003 والى يومنا هذا ونستطيع أن نسميها بـ “فترة حكم الاحزاب ألاسلامية” من أسوأ المراحل التاريخية التي مرت على العراق أطلاقا, أذ لم يشهد العراق سابقا سوءً للأوضاع العامة بقدر مايشهده اليوم من فقر وبطالة وفساد ونهب للمال العام وانعدام الخدمات وتهالك البنى التحتية وتردي ألاوضاع ألامنية إضافة الى ألانهيار الشبه تام للواقع التعليمي والصحي, وكل ذلك حدث في ضل سيطرة ألاحزاب الاسلامية التي تصف نفسها بكل وقاحة بـ ” الفضيلة والاخلاق والتدين والورع والتقوى, ما أقبحها وأقبح نفاقها.!!
من بين تلك ألاحزاب “”الفاضلة النزيهة”” التي يعرفها الشارع العراقي جيدا, هو حزب الفضيلة ألاسلامي, يَدعي هذا الحزب زوراً وبهتاناً تأسسه سنة 1991 محاولاً بذلك إضفاء صفة المعارضة للنظام السابق وهي نكتة سخيفة جداً لإن اليعقوبي بنفسهِ كان من أبرز المؤيديين لنظام صدام حسين ولعل أشرطة “الحملة ألايمانية” التي لاتزال موجودة على اليوتيوب خير شاهد ودليل على نفاقه ونفاق أتباعه, لكن “إن لم تستحِ إصنع ماشئت”. في الواقع تأسس هذا الحزب سنة 2003 عندما خلت الساحة العراقية بعد الغزو ألامريكي وأصبح العراق بلا راعي وعملاً بالمقولة الشهيرة “حشراً مع الناس عيد” أصدر رجل الدين “محمد اليعقوبي” تعليماته الى أتباعهِ ألانتهازيين بتكثيف نشاطهم لعمل حزب سياسي, لإدراكهِ أن ألانخراط في السياسة فرصة ذهبية لاتعوض لِما لها من منافع مادية كبيرة يمكن من خلالها جمع أموال طائلة تُمكنهم من عيش حياة الترف والرفاه تلك التي لم يحلموا بها يوما من ألايام, فشاءت لهم الظروف أن يخدعوا الناس البسطاء من عامة الشعب بشعارات مذهبية طائفية كالعمل على السماح لهم بـ ” اللطم وزيارة المراقد وإقامة المواكب وتأسيس قانون ألاحوال المدنية (القانون الجعفري) وغيرها من الترهات” وهي أمور كانت محرمة على الناس سابقاً, فأنطلت بسهولة على البسطاء وخصوصا سكنة الريف المحافظين في وسط وجنوب العراق ممن عانوا الفقر وألاهمال والجهل على مدار عقود فأصبح خداعهم سهل ويسير.
لم يقف راعي “حزب الفضيلة”, “محمد اليعقوبي” عند ذلك الحد بل ذهب الى ماهو أبعد من ذلك من خلال أطلاق فتاوى دينية علنية تجيز لحزبه وألاحزاب الاخرى ليس فقط سرقة ألمال العام ونهبهِ بل وتقنينهِ وفق أساليب منحطة, إذ ذكر في يوم الخميس المصادف 29.6.2017, أن استحواذ الاحزاب على المال العام من خلال قنوات متعددة الاتجاهات (حلال) لان هذه الاموال هي لخدمة تنفيذ مشاريعها. وهذا نص بيانه “لامانع من وجود مكاتب اقتصادية في الاحزاب المنضوية تحت العملية السياسية لغرض تمويل مشاريعها السياسية والاقتصادية، مؤكداً ان الصفقات التجارية والعقود الاستثمارية المبرمة حكوميا باشراف احزاب السلطة تعتبر حلالا وليس سرقة” وأضاف بجانب ذلك جواز المتاجرة بالمخدرات وحبوب الكبسلة والتي فعلا بدأت اليوم تنتشر في العراق بشكل غير مسبوق, معللاً ذلك بوقوعِها ضمن عمليات المتاجرة. وبتلك الصراحة القبيحة شرع ليس لحزبه فقط وأنما للاحزاب الاخرى أيضاً أن تنهب وتسرق كما يحلوا لها وكل ذلك بأسم الرب والدين والمذهب.
المتابع جيدا لتحركات هذا الحزب يدرك أن علاقة هذا الحزب ألانتهازي بالسرقات والرشاوي ونهب المال العام ليست وليدة اليوم وأنما تعود الى بدايات تأسيسه, حيث سعى منذ البداية الى القتال من أجل الحصول على المناصب الحساسة في مجالس المحافظات العراقية الجنوبية كالبصرة والناصرية وكذلك أيضا في محافظات الوسط في الديوانية والكوت.
“سر العلاقة بين حزب الفضيلة والنفط”
ترجع علاقة حزب الفضيلة بالنفط الى سنة 2005 عندما تسلم “محمد مصبح الوائلي” منصب محافظ البصرة والذي أُغتيل فيما بعد, سنة 2012 على يد مافيات المالكي ويبدوا أغتايلهِ تصفيةً لحسابات قديمة. قام الوائلي منذ تسلمهِ مهام المحافظة على تشكليل عصابات خاصة تابعة لحزب الفضيلة في سلك الشرطة والاستخبارات وجند المئات في شبكات اغتيالات عملاً بألاوامر الصادرة من اليعقوبي شخصيا ومستشاريه, حيث شهدت تلك الفترة حوادث عُرفت بـ سيارة “البطة” وهي عمليات تشمل أغتيال بالكواتم وخطف وسرقات واسعة قادتها عصابات حزب الفضيلة الاسلامي من قتل الابرياء وسرقة اموال الشعب وتحويلها الى الامارات والكويت لتبييضها
, سلم محمد مصبح الوائلي مهام سرقة وتهريب النفط من خلال الناقلات عبر الحدود الى نائبه “لؤي عبدالامير البطاط” ووصلت سرقاتهم الى المليارات وكانوا يقتلون ويخطفون كل من يعترض طريقهم او يهدد بفضحهم, إذ قام “لؤي البطاط” ذات مرة بخطف بنت أحد ضباط السيطرات الخارجية الذي شَهِد ووثقَ عمليات تهريب النفط عبر الناقلات بعدما قدم الضابط الادلة الى المحكمة وتم تهديده إجباره فيما بعد على التنازل وسحب الدعوة وإلا يكون مصير أبنته ألاغتصاب والقتل, هذه احدى الحوادث المعروفة لدى أهالي البصرة.
أما علاقة المافيات التابعة لحزب الفضيلة في تهريب السجناء لقاء مبالغ ضخمة فحدث ولا حرج, إذ كشف موقع “سكاي برس” الشهير عن مصدر مطلع أن مافيات تابعة لحزب الفضيلة هربت السجناء مقابل مبالغ مالية تصل إلى أكثر من 300 إلف دولار وأن هذه المافيات تدار بأوامر شيخهم والاب الروحي لهم “اليعقوبي”. كما أضافت “سكاي برس” نقلا عن المصدر نفسه، أن هذه المافيات التي يقودها ميدانيا أبن شقيق وزير العدل آنذاك حسن الشمري حصلت على عقد إطعام المحكومين والسجناء من قبل وزارة العدل وان هذا العقد يقدر بـستة مليون دولار تم التلاعب بهِ سُرِق منه مبالغ ضخمة ، مبينا أن هذا السرقة تمت أيضا بعلم اليعقوبي. وأضافت أيضا عن المصدر ان سعر عمليات تهريب السجناء كان يعتمد على نوع الدعوة أن كانت دعوة نزاهة فتصل إلى 60_80 ألف دولار أو اختلاس تصل إلى 100_150 إلف دولار وإما الحصة الأكبر هي قضايا الإرهاب فيصل تهريب المحكوم وفق المادة 4 إرهاب إلى 300 إلف دولار.
هذا غيض من فيض, أما السرقات التي تمت في الخفاء وبعيدا عن الاعين التي قام بها هذا الحزب المنحط أفضع وأبشع, ثم يأتي سائلا ويقول أين تذهب أموال العراق المقدرة بمليارات الدولارات, ولماذا عشرات ألالاف من أطفال العراقيين تنام الليل في العراء تحت أنين الجوع, ولماذا معضم الشباب عاطلين عن العمل, ولماذا لاتوجد كهرباء في العراق رغم أنفاق اكثر من 300 مليار دولار عليها, ولماذا المستشفيات العامة خاوية ومتهالكة, ولماذا التعليم منهار, ولماذا البنى التحتية لم تطور, ولماذا حقوق ألايتام والارامل مهضومة, وووووووو, نقول له أبحث عن الدين وعن الذين لبسوا رداء الدين, أبحث عن الذين يدعوا الفضيلة وهم أقرب للرذيلة وألانحطاط, فهم من أوصلوا العراق الى التردي والانحطاط والفشل, بئسا لهم ولدينهم ما أقبحهم.