18 أبريل، 2024 9:58 م
Search
Close this search box.

عندما تدمى القلوب

Facebook
Twitter
LinkedIn

لست حزينا،او متشائما ولكن اشد ما يدمي قلبي هو ذلك الشعور القديم الذي يؤلمني كلما تذكرته ، بتجدد الماساة وظلم الاطهار وضياع بوصلة الحق بين الناس في كل زمان ومكان ، فالكثير لايميز الاخضر من اليابس ، ولا الحق من الباطل ؛ فاكثرهم عمي البصيرة لا لشي الا لسبب واحد ان الحرام قد مخر بطون القوم فجف فيها الهضم ، ولم يعدوا يفكروا ، فمخرت عقولهم ايضا …واصبح كل شي جائزا …بل واجبا عند اكثرهم حراما .
تمر سنون الفاجعة بسرعة كانها تحمل معها كل ذكريات وتجليات ماساة علي ابن ابي طالب في غصبه لحقه تارة، واخرى لجهل الناس به، حتى سلمان وابا ذر عاشا المحنه معنا ، فنحن قوم فقدنا زمام المبادرة منذ ذلك الحين .
اتكلم عنك يارفيق الصالحين،وعن مأساتك اكتب ، اهكذا يكرم القوم سادتهم ومضحيهم ، اشلائك تمزقت وتناثرت اسوة بجدك الحسين ، اخوتك وابناء اخوتك ذابت اجسادهم في احواض التيزاب،حتى السبعين واسيته بها برجالك مرتين ،مرة اخوتك وثانية من رفاق الدرب ومن اممتهم بصلاتك ؛ اسوة بعصر كربلاء القاسي ، بابك ، قبرك ،بيتك يحرق كبيت علي يوم انقلاب القوم ، سيدي ما يحصل؟ هلا اخبرتنا ، كانك تواسيهم في كل شي ، حتى اعدائكم متشابيهن في الصفات ، القوم ابناء القوم ، منهم من يفعل ومنهم من يشمت ويتفرج ويهلل ، جلهم من ابناء النواصب والبعثيين،وابناء الاموال السحت والحرام ، وابناء (من لا اب له ).
اجزم انك تحمل الكثير من الالام في قلبك المتعب بعد ان تحملت القضية 60 عاما ، وعتابك لنا عتاب يوسف لقومه ؛ ومحمد لقريشه ، والمسيح لتلامذته الاثنا عشر ، هلا اخبرتنا ما في قلبك من عتب ، لنخبرك نحن ما في قلوبنا،دعنا نخبرك اولا ،لقد جار الزمن علينا ، وامرنا اصبح بيد جهلتنا ، وتمزقنا واصبحنا طرائق شددا، السرقة والموجون والنفاق والغيبة من اخلاق القوم وما اكثرهم ، نقتل بعضنا البعض، ذهبت الوحدة والدولة والنصر الذي كان مرتقبا ، مع تناثر اشلائك على ضريح علي , كانك تتوسل به وتقول له سيدي انى لهذه الاشلاء ان تكون الا ضمانه لحفظ هذا الشعب المسكين،والسير به الى بر الامان ،فعلي ابن ابي طالب لم ولن يرد احدا يوما .
اباصادق الحكيم ؛ مر السبعة عشر عاما بدونك، وبدون ان ينحقق هدفك الذي ناضلت من اجله ، عراق واحد تعددي يعيش فيه الجميع بسلام وامان ، دولتك التي بنيتها لم يحققها من بعدك احدا ، فتوالى عليها واحدا واحد ، وعاثوا فيها فسادا كأنهم ينظرون الى غيابك انه فرصة واي فرصة .فقتلوك مرة ثانية ابناء الفساد وسارقي الثورات وراكبي موجات التغيير بل القادمون من الخلف..وما اكثرهم .
قلوبنا لاتزال تنتظر المنقذ ، وعيوننا تصوب نحو ثرى علي ، شهداؤنا يندبون ليلا ونهارا ، فشماتة العدو لاتحتمل ، كاني بك ترفع يدك نحو ضريح علي…لتذكره جداه الم توعدني بانك سترفق بشعبي المظلوم ….اسالك بفاطمة ومحمد …الا رفقت بهم …اقسم عليك بما تركته فوق قبتك …ان لاتنساهم …والسلام
منطقة المرفقات

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب