22 ديسمبر، 2024 3:19 م

عندما تتغلب الهوية الدينية على الهوية الوطنية فالبلد على حافة الهاوية

عندما تتغلب الهوية الدينية على الهوية الوطنية فالبلد على حافة الهاوية

وتشير بعض البحوث التي درست التعصب الديني في العراق الى أن جميع الدساتير العراقية ومنذ تأسيس الدولة العراقية كفلت كامل الحرية لجميع الديانات في العراق وممارسة معتقداتهم وتمتعهم بكامل حقوق المواطنة لكن الواقع السياسي والديني يشير الى غير ذلك فقد كانت مشاركتهم رمزية وهامشية ولم يكن لهم أي مشاركة تذكر عدا أشخاص قد تفرضهم على السلطة ظروف خارجية أحيانا وعلى الصعيد الاجتماعي ظل المسيح وغيرهم كالصابئة والايزيديين والشبك موضع استعباد واستنكاف من قبل البعض في مواضع عدة كالتزاوج أو التقارب في مجالس الطعام حيث يوجد حاجز نفسي بينهم وبين المسلمين ولذلك تشكلت ثقافات قائمة على التعصب والتميز وظهرت معايير اجتماعية حدت من التفاعل بين المسلم وغيره من الأقليات المذكورة إذ اعتمدت تعابير اشمئزازية منها على سبيل المثال ( كفار ـ نجسين – أهل نار . . . ) وكانت هذه الثقافات بطبيعة الحال نتاجا لعملية التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها الفرد العراقي في الشارع والمدرسة بشكل تعسفي خارج أرادته واختياره .1 بينما تشير الدراسات التي أجريت في إيران عامي 2000 و 2005 الى حدوث تحول في صفوف الشعب الإيراني ففي عام 2000 طرح سؤال على عينة تمثيلية على صعيد الوطني ضمت 2532 شخص لمعرفة أي من التعابير التالية تصفك على نحو أفضل (( أنا أيراني قبل كل شيء ، مسلم قبل أي شيء ، أنا كردي ، أنا تركي . . . ) وفي عام 2005 طرحت هذه الأسئلة مجددا باعتماد عينة تمثيلية على صعيد الوطني ضمت 2667 شخص راشد يقيس السؤال الأول الهوية بينما يقيس السؤال الثاني العزة الوطنية وتبين النتائج انه في الفترة الفاصلة بين المنسحبين من هوية قائمة على الدين الى هوية قائمة على الانتماء للأمة لا سيما أن نسبة الإيرانيين الذين وصفوا أنفسهم بالإيرانيين قبل كل شيء ارتفعت من 35 % الى 42% عام 2005 أن هذا الفرق بين الهوية الوطنية والهوية الدينية هو الذي يفسر التباين بين الجماعات والأفراد تجاه التسامح الديني .