19 ديسمبر، 2024 6:28 ص

عندما تتحول هيئة الأمم المتحدة من داعمة للشعوب الى معادية لها !

عندما تتحول هيئة الأمم المتحدة من داعمة للشعوب الى معادية لها !

المعروف أن من أهم الأسباب التي قامت من أجلها الأمم المتحدةهو السعي الجاد لتأمين الحد الأدنى من حقوق الأنسان والوقوف معه بالضد من كل ما من شأنه أن يعرضه للظلم والأضطهاد .والمعروف كذلك أن ميثاق الأمم المتحدة يلزم كل الدول على تشجيع وتدعيم “الاحترام العالمي ومراعاة حقوق الإنسان” من خلال القيام بالأعمال التي تؤدي الى احترام كرامته وعدم السماح بالتجاوز عليها او انتهاكها . وبالرغم من أن الأعلان العالمي لحقوق الأنسان كان غير ملزماً للمنظمة ، إلا أن الجمعية العامة قد تبنته في سنة 1948 كمعيار مشترك لطموح الإنسانية جمعاء.
الجمعية العامة للأمم المتحدة وفق ميثاقها تتابع قضايا حقوق الإنسان بانتظام من خلال لجنة حقوق الإنسان التابعة لها (UNHRC)، تحت رعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة وهي الجزء الأساسي من الأمم المتحدة الذي باخذ على عاتقه التشجيع لاحترام حقوق الإنسان . ويعَد المفوض السامي لحقوق الإنسان من أهم المسؤولين المعينين من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والمسؤول عن كافة أنشطة حقوق الإنسان ضمن إطار المؤسسة.
هكذا نعرف الأمم المتحدة وأسباب تأسيسها . لكن اليوم المفاهيم تغيرت تماماً وقد بدى واضحاً انحرافاً حاداً في مسيرة الأمم المتحدة وتعاطيها مع مشاكل العالم والتي يغلب على جميعها الطابع الأنساني وما يقع على الأنسان من ظلم وجور وصمت مريب من قبل المنظمة الدولية والتي اذا ارادت ان تتحرك فأن حراكها يكون بالضد من أرادة الشعوب وهي بذلك تتعاطف مع الحكومات التي تظلم وتنتهك حقوق الأنسان ليل نهار وتتفاخر بظلمها وهي تدعي انها حكومات تناصر الشعوب بينما ضحاياها في ازدياد واضح .
هذا الأنحراف الواضح في مسيرة الأمم المتحدة بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي حين فرضت حصاراً قاسياً على الشعب العراقي بحجة التخلص من أسلحة الدمار الشامل . وكان من نتاج قرار حصارها الظالم موت الألاف من العراقيين اطفال وشباب وشيوخ نتيجة للجوع وقلة العلاج وانتشار الأمراض بينما النظام العراقي كان مرفهاً لايهتم لتلك القرارات وبذا تكون الأمم المتحدة قد شاركت بقتل العراقيين بقصد أو بدون قصد ونفس الدور كانت قد لعبته الأمم المتحدة أثناء الحرب العراقية الأيرانية حين كان أمينها العام آنذاك ( خافير بيريز ديكويلار ) عندما يزور العراق يحمل أيران مسؤولية الحرب واستمرارها ولكنه وقبل نهاية ولايته بأيام ومن باب ترطيب الخواطر زار أيران وحمل العراق مسؤولية النزاع !!!! رغم أن ابو الحسن بني صدر وهو أول رئيس جمهورية في زمن الخميني قد أعترف على أن النظام الأيراني رفض أيقاف الحرب عام 82 رغم موافقة العراق على القرار الأممي .
اليوم ألأمم المتحدة تكرر ذات الطريق المنحرف وأمينها العام كان داعماً لعمليات تقوم بها جهات غير منضبطة في العديد من الدول العربية بحجة دعم حرية الشعوب وكاك ما كان من قتل للناس في سوريا وليبيا واليمن وليس بعيداً عن هذا الأنحراف زار الأمين العام بان كيمون قبل أيام الصحراء الغربية وبدلاً من أن يكون ذو موقف أيجابي يساهم في حلحلة موضوعها راح يؤجج الصراع ويطيل من مداه وليتسبب في أزمة سياسية بين المغرب والأمم المتحدة كان من نتاجها تقليص الهييئات الأممية العاملة في الصحراء الغربية . أي تصرف هذا الذي يجعل الأمين العام يتصرف بهذا الشكل الذي يبتعد عن السلام ويؤجج للأضطهاد ويزيد من انتهاكات حقوق الأنسان .
اليوم الأمين العام بان كيمون جاء الى العراق داعماً لأحزاب وحكومة أسائت لشعبها وبددت ثرواته وأشعلت فيه الحروب المجانية وأججت فيه الطائفية التي قتلت مئات الألاف من الشباب والشيوخ والأطفال والنساء . وبرغم الأحتجاجات التي مر عليها أكثر من 7 أشهر وأنتقادات الشارع لتلك الطبقة السياسية جاء اليوم بان كيمون داعماً لها بدلاً من أن يكون داعماً للشعب العراقي ومساعداً في تحقيق طموحه في الخلاص من حكم الأحزاب الطائفية . بان كيمون اليوم عكس قاعدة جديدة للأمم المتحدة تقول بأن المنظمة تقف مع الحكام لا مع الشعوب .. أي منظمة نتعامل معها وأي أمين عام يدعي الأنسانية وهو يدعم الجلاد ليكمل افتراس الفريسة …!!!
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات