الانسان بطبيعته ميال الى ان يكون ناجحا ويتمنى ان يكون ذو اجتهاد واضح غير قابل للخطأ ولذا سخر الله سبحانه وتعالى له العقل ليميزه عن بقية الكائنات الحية ومع وجود هذا الميول نجد نوع من البشر يتناسى تكريم الله له حين منحه العقل ويتعمد ان يتغابى او يلجأ الى طرق يعتقد بمشروعيتها لكنه في النهاية لايقدم شيء بل يتسبب في الاضرار للآخرين بقصد او بدون قصد ومادامت الحياة مذ كانت الخليقة فيها طريقين متناقضين الاول للخير والثاني للشر نجد في حياتنا اليومية منجزات تتحقق من اناس اساخدموا طريق الخير وفشل متعمد من اناس اتخذوا من الطريق الآخر مسلكا لهم –
اتذكر بعد الاحتلال الامريكي عام 2003 كانت محافظة الديوانية تدار من 17 جهة بشكل طوعي وبدون مقابل تعمل وتخطط لاعادة الخدمات الى الناس على خلفية ما اصاب المدينة من خراب من جراء الحرب وتوقف الحياة فيها وكنت وقتها احد المشاركين في الادارة كانت الاوضاع شبه مستقرة في مدينة الديوانية رغم عدم وجود اجهزة شرطة او جيش استمر الحال لمدة عام كامل الى ان بدأت الادارة المركزية للحاكم المدني بريمر تعمل على تشكيل ادارات فكان المحافظون ومستشارين لهم الى ان كتب الدستور وانطلقت مجالس المحافظات بالعمل وهنا بدأت مرحلة جديدة في ادارة البلاد –
كان على مجالس المحافظات ان تشرع بخطط ستراتيجية طويلة الأجل تسهم في بناء المحافظات واقضيتها ونواحيها وتساعد على تطوير المجتمعات من خلال زرع الروح الوطنية واستثمار العقول بشكل خلاق لاسيما وان النظام السابق ونتيجة للحروب المجانية التي قادها خلف جيش من الاميين والغير متعلمين –
وكان الأمل معقود بالادارات الجديدة – ومن هنا اخذت معادن البعض تتضح من خلال العمل فمنهم من اجتهد وخطط وكان من نتاج اجتهاده وعمله الجاد ان طور مدينة ودفع بمجتمع كامل ان يكون فخورا بما انجز من اعمال اشاد بها القاصي والداني كما حصل في محافظة ميسان حين تعاون مجلس المحافظة مع المحافظ واتفقوا على ان العمل الواحد هو المنهاج اما الخلافات والاختلافات فهي تكون خارج اوقات العمل واصبح لميسان ومن طورها مكانةمشرقة لدى العراقيين بشكل عام وابناء المحافظة بشكل خاص فضلا عن الاشادة العالمية بما وصلت اليه مدينة العمارة –
وفي الجانب الآخر انشغلت مجالس المحافظات الاخرى بالصراعات الحزبية والمصلحية لتتحول الى حلقات زائدة سببت ضرر كبير للمواطنين ولمؤسسات الدول ومن هذه المجالس مجلس الديوانية فهو على مدى دورتين لم يحقق شيء للمحافظة ولم يتمكن من استثمار العقول لتطوير المحافظة واعتمد على المصالح الضيقة وتكليف ذوي القربى او الولاء الحزبي لاشغال مناصب بهدف الكسب المادي والمعنوي ولتهمش محافظة بمجملها ولتستشري ظاهرة تردي الخدمات نتيجة لسياسات بدائية لاتغني من فقر ولاتسمن من جوع وليتحول مجلس المحافظة الى حلقة زائدة تثقل على كاهل المدينة وتقيد عمل الحكومة فيها نتيجة لتأثرها بالصراعات على الكراسي واللجان التي يتقاتل عليها البعض على حجم مافيها من تخصيصات وصلاحيات – واكبر دليل على ما نقول هو حالة الفراغ الواضحة التي تشهدها الديوانية منذ اكثر من عام نتيجة للصراعات على المناصب والمكاسب دون تقديم اية خدمات والسؤال هنا : هل ان مااستلمه مجلس محافظة الديوانية من مستحقات كرواتب وامتيازات يوازي ماقدمه للناس على مدى سنة ونصف ؟ الجواب سيكون كلا فالمجلس طوال هذه المدة كالغائب الحاضر وقد حول نفسه الى عبء يأخذ ولايعطي في مدينة تحتاج الى كل شيء لانها فاقدة لكل شيء – انني في هذا المقال ادعوا مخلصا كل اعضاء مجلس المحافظة الى التحلي بالشجاعة والأعتراف بالفشل خلال المدة الماضية والتعهد على تصحيح المسارات المستقبلية من اجل الانطلاق بمرحلة جديدة للعمل المبادر الخلاق بالأعتماء على العقول التي تتمنى ان تعمل لانجاز شيء حتى بدون مقابل وهم كثر في بلدي بشكل عام وديوانية الخير بشكل خاص – وفق الله الجميع وهي دعوة لأصلاح الذات ليس الا – والله من وراء القصد.
*[email protected]