18 ديسمبر، 2024 7:07 م

عندما تتحول الخلافة أو الرئاسة إلى هدف وغاية

عندما تتحول الخلافة أو الرئاسة إلى هدف وغاية

دخل عبد الله بن عباس يوماً على الإمام علي “عليه السلام”فوجده يخصف نعله فعجب ابن عباس من أن يخصف أمير المؤمنين نعله بنفسه، وهو يحكم مناطق شاسعة من العالم القديم، فقال لابن عباس:
(ما قيمة هذه؟) – مشيراً إلى نعله – قال: لا قيمة لها.
فقال الإمام: (والله لهي أحب إليّ من إمرتكم إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً).
فالسلطة تعني عنده “عليه السلام”إقامة الحقوق، ومقاومة الباطل وأهله , والخلافة والزعامة والقيادة والسلطة والمنصب في منظور الإمام علي هي وسيلة وليست غاية , وهي تكليف , وليس تشريف وتسامي وتكبر وتعالي على الناس , واستعبادهم والاستخفاف بهم , واللعب بمقدراتهم، القيادة والسلطة تعني عنده نصرة المظلوم والاقتصاص من الظالم , وتحقيق العدل والمساواة , والدفاع عن الحريات والحرمات والمقدسات,
لكن ما ينقله التأريخ وما نشاهده اليوم هو أن الزعامة والقيادة والسلطة والمنصب ( الديني أو السياسي) صار هدف وغاية للوصول للملك وجمع الأموال, تُسحق من أجلها كل القيم والمبادئ السماوية والإنسانية , وتُسفك من أجلها دماء الأبرياء , وتُستباح دونها الحرمات , وتُخرِّب الأوطان وتسقط وتقع بيد الغزاة وحلفائهم, والأشد والأنكى والأخطر والأقبح هو أن يتم ذلك ويُمَرر باسم الدين والمذهب، فمثلا نجد أن سبب سقوط الخلافة العباسية هو انشغال وولع خلفاء وأئمة المارقة بجمع الأموال وهذا ما كشف عنه المحقق الصرخي بقول: ((قال الذهبي : وبعث هولاكو رسولا إلى الناصر وكتابه: ( خدمة ملك ناصر طال عمره انا فتحنا بغداد واستأصلنا مَلكها ومُلكها وكان ظن إذ ظن بالأموال ولم ينافس في الرجال أن ملكه يبقى على ذلك الحال…) وهنا يعلق الأستاذ الصرخي: هولاكو هنا أعطانا سبب سقوط الخلافة العباسية بقوله: الخليفة جمع الأموال واعتز بها وكدسها ولم يهتم بالرجال فتوقع بأمواله واكتنازه للأموال سيبقى على ما هو عليه))،
وأما في هذا الزمان فحدث ولا حرج والواقع المعاش والمحسوس والملموس يكفينا عن سرد المصاديق وذكر الأمثلة