23 ديسمبر، 2024 6:13 ص

عندما الحضارة تفهم لغة الطبيعة

عندما الحضارة تفهم لغة الطبيعة

كان البدء عندما تخلص الانسان من بدائيته وتوحشه بعد ان كانت غريزته في البقاء أجبرته على خوض الصراع الى أقصاه.  أدرك لغة الأصابع لتفتح اخاديدا من الخطوط والرسومات على جدران الكهوف تكشف عن تبلور إدراكه الحسي بما يرى ويسمع ويحس فهو يحبو في دائرة المحيط ليكتسب مواهب التلقي فلم يعد يشبع جوعه فقط بعد تطور الصيد وأدواته وإنما لنزعة التقارب الروحي والوجداني مع أصوات تاريخ وهدير الماء ودفقة الصواعق وجلجلة الزلازل والبراكين  . روح مسافرة تستجلي المجهول وما يحيط بها من جبروت الطبيعة وإفرازاتها في السيول والأمطار والزلازل  فالتجأ الى تشكيل الخرافات والآلهة  لتعينه على مواجهة ما يحيط به من ظواهر لا يجد لها تفسيرا لحدوثها وهيمنتها المطلقة عليه. هو كان محمولا بخطوط مغلقة وفرضيات أوليه ليبدأ لعبته في استنباط ادوات خاصة ليعلن وجوده ولادامته بالفطرة الاولى ليمسك الخيط الاول  بمحاكاة الحيوان في حب البقاء واكتشاف طرق إدامته .
لكن الطفرة في التطور هو المغامرة في عبور المألوف الى استنباط وابتكار طرقا جديدة في رواق التحول فكانت الثلاثية ( النار والطين والماء ) أساس الحضارة وتجلت بشكل مشرق في حضارة مسوبوتاميا/ حضارة وادي الرافدين – حضارة الطين كما يطلق عليها الباحثون والمختصون بسبب من تراكم التكوينات الرسوبية لنهري دجلة والفرات.
والحضارات الاولى كشفت جليا صراع الانسان مع الموت –  والصراع الأزلي من اجل الماء باعتباره هو الحياة بعينها وحيثما يوجد ماء توجد الحياة والحضارة. في ملحمة كلكامش وهي ملحمة البحث عن عشبة الخلود والتي لم تحقق بسبب من كون الانسان عاجزا عن ذلك في ظل اخطار وأهوال الطبيعة لقواها الخارقة التي يعجز ان الانسان في كثير من الاحيان لهزيمتها فيظل محاصرابالخوف والقلق من سخطها وعظمة جبروتها حتى ليصل به الامر ان ثبّت إيمانه العميق بقوى الطبيعة واتخذها آلهة ليعبدها كألهه الشمس والقمر والريح والرعد والمطر..  كما ظهر جليا في مقطع من ملحمة كلكامش عندما نقرأ ما قال اتو نبشتم لكلكامش:
ان الموت قاس لا يرحم
هل بنينا بيتا يدوم الى الأبد ؟
وهل ختمنا عقدا يدوم الى الأبد ؟
وهل يرتفع النهر ويأتي الفيضان على الدوام؟
وفي مقطع اخر يقول كلكامش :
وهل يدرأ كوخ القصب الزمهرير
منذ نشأة الانسان القديم  مراحل تشكل المجتمعات والحضارات هناك القاسم المشترك ولا زال رحلة الاكتشاف الجليلة من الرمز الى الحرف ومن الفطرة الى الإدراك ومن البدايات المغلقة الى نهايات مفتوحة . والتصالح الأكثر جمالا بين الحسي والعقلي لطبيعة الانسان في استقبال الإشارات من المحيط الخارجي ويترجمها رمزا وحرفا ولونا يطوعها بما يتناسب ادوات التعبير ليربطها في تسيير شؤون حياته ومستلزمات بقاءه وتطوره .
صيرورة التاريخ من صيرورة الانسان وجمال تعبيراته. وهذه مأثرة الزمان والمكان كبعدين متلازمين والمخزونة في تعاقب الأجيال . اختزال لملايين السنين من تراكم حضاري ولا زلنا نحبو لاقتحام المجهول لكي نعيد التوازن الجمالي بين الطبيعة والإنسان بمعنى التعاضد والتلاقح بين الطبيعة والإنسان هذه الرحلة التي بدأت من سحر الانسان البدائي في سفر الغريزة والفطرة لما يحيط به من طلاسم ليفتح ثقوبا في الظلام ويتطور ليبني حضارات كنزها امتد الى مشارق الارض ومغاربها تعلن روعة الانسان.

عندما الحضارة تفهم لغة الطبيعة
كان البدء عندما تخلص الانسان من بدائيته وتوحشه بعد ان كانت غريزته في البقاء أجبرته على خوض الصراع الى أقصاه.  أدرك لغة الأصابع لتفتح اخاديدا من الخطوط والرسومات على جدران الكهوف تكشف عن تبلور إدراكه الحسي بما يرى ويسمع ويحس فهو يحبو في دائرة المحيط ليكتسب مواهب التلقي فلم يعد يشبع جوعه فقط بعد تطور الصيد وأدواته وإنما لنزعة التقارب الروحي والوجداني مع أصوات تاريخ وهدير الماء ودفقة الصواعق وجلجلة الزلازل والبراكين  . روح مسافرة تستجلي المجهول وما يحيط بها من جبروت الطبيعة وإفرازاتها في السيول والأمطار والزلازل  فالتجأ الى تشكيل الخرافات والآلهة  لتعينه على مواجهة ما يحيط به من ظواهر لا يجد لها تفسيرا لحدوثها وهيمنتها المطلقة عليه. هو كان محمولا بخطوط مغلقة وفرضيات أوليه ليبدأ لعبته في استنباط ادوات خاصة ليعلن وجوده ولادامته بالفطرة الاولى ليمسك الخيط الاول  بمحاكاة الحيوان في حب البقاء واكتشاف طرق إدامته .
لكن الطفرة في التطور هو المغامرة في عبور المألوف الى استنباط وابتكار طرقا جديدة في رواق التحول فكانت الثلاثية ( النار والطين والماء ) أساس الحضارة وتجلت بشكل مشرق في حضارة مسوبوتاميا/ حضارة وادي الرافدين – حضارة الطين كما يطلق عليها الباحثون والمختصون بسبب من تراكم التكوينات الرسوبية لنهري دجلة والفرات.
والحضارات الاولى كشفت جليا صراع الانسان مع الموت –  والصراع الأزلي من اجل الماء باعتباره هو الحياة بعينها وحيثما يوجد ماء توجد الحياة والحضارة. في ملحمة كلكامش وهي ملحمة البحث عن عشبة الخلود والتي لم تحقق بسبب من كون الانسان عاجزا عن ذلك في ظل اخطار وأهوال الطبيعة لقواها الخارقة التي يعجز ان الانسان في كثير من الاحيان لهزيمتها فيظل محاصرابالخوف والقلق من سخطها وعظمة جبروتها حتى ليصل به الامر ان ثبّت إيمانه العميق بقوى الطبيعة واتخذها آلهة ليعبدها كألهه الشمس والقمر والريح والرعد والمطر..  كما ظهر جليا في مقطع من ملحمة كلكامش عندما نقرأ ما قال اتو نبشتم لكلكامش:
ان الموت قاس لا يرحم
هل بنينا بيتا يدوم الى الأبد ؟
وهل ختمنا عقدا يدوم الى الأبد ؟
وهل يرتفع النهر ويأتي الفيضان على الدوام؟
وفي مقطع اخر يقول كلكامش :
وهل يدرأ كوخ القصب الزمهرير
منذ نشأة الانسان القديم  مراحل تشكل المجتمعات والحضارات هناك القاسم المشترك ولا زال رحلة الاكتشاف الجليلة من الرمز الى الحرف ومن الفطرة الى الإدراك ومن البدايات المغلقة الى نهايات مفتوحة . والتصالح الأكثر جمالا بين الحسي والعقلي لطبيعة الانسان في استقبال الإشارات من المحيط الخارجي ويترجمها رمزا وحرفا ولونا يطوعها بما يتناسب ادوات التعبير ليربطها في تسيير شؤون حياته ومستلزمات بقاءه وتطوره .
صيرورة التاريخ من صيرورة الانسان وجمال تعبيراته. وهذه مأثرة الزمان والمكان كبعدين متلازمين والمخزونة في تعاقب الأجيال . اختزال لملايين السنين من تراكم حضاري ولا زلنا نحبو لاقتحام المجهول لكي نعيد التوازن الجمالي بين الطبيعة والإنسان بمعنى التعاضد والتلاقح بين الطبيعة والإنسان هذه الرحلة التي بدأت من سحر الانسان البدائي في سفر الغريزة والفطرة لما يحيط به من طلاسم ليفتح ثقوبا في الظلام ويتطور ليبني حضارات كنزها امتد الى مشارق الارض ومغاربها تعلن روعة الانسان.