23 ديسمبر، 2024 11:29 ص

عندما اصبحت ملكا!..

عندما اصبحت ملكا!..

من الجميل ان يكون الشخص ذو منصب رفيع، او جاها عظيما لله، ليقدم لشعبه، وأبناء وطنه كل ما هو خير، ويسعى لان يجعلهم في احسن حال؛ وبعيدا عن السياسة لأنني من المستحيل ان اكون رئيسا، او ملكا، او رئيسا للوزراء خوفي من ان لا اعطيها مرة اخرى، لأنسى ألآم شعبي وأفكر بالولاية الثانية، والثالثة، والرابعة، وان كانت فاشلة، ودموية المهم ان تكون الاماكن الحيوية بأمان، وتعسا للشعب؛ او قد اجعل منهم شعبا بائسا جاعا فقيرا لان الله يحب الفقراء وأنا اساعدهم لمحبة الله طبعا! لكن اغلب الناس لا تقدر عمل العاملين، لم احلم ان اكون وزيرا حتى لكوني لم ادخل مع جماعات المحاصصة التي لم ولن اؤمن بها.
  بعيدا عن السياسة، والخدمات، والكلام الرنان الذي اقوله، ولا افعله بل اترك الاقوال للزمان ان طبقت كان بها وفزت بحسنتين، وان لم تطبق؛ واكل عليها الدهر، وشرب فكان من حظي حسنة، والأعمال بالنيات(ليس سمك البني طبعا؛ هذه المرة اصبحت ملكا لثلاثة ايام متتالية ليس سياسيا طبعا، ولا بالأحلام لاني استبعدتها منذ ايام المقبور عليه لعائن الله عندما كان يحاسب، بل يعدم كل من يحلم في المنام بمشاركته بالكرسي؛ وبعد ماننطيها، والعاقل يفهم.        
  ثلاثة ايام انا ملك بدون مُلك، او بلاط ملكيا، انما مملكتي كانت تمتد على خط طولي يزيد على 80 كم تقريبا، حيث كنت سائرا الى سيدي، ومولاي ابا عبد الله الحسين عليه السلام الذي ضحى بكل مايملك بنفسه، وعياله، وأصحابه، هذه الشخصية التي باعت اغلى ماتملك لتشتري مرضاة الله عز وجل، ومجدا مخلدا الى ابد الابدين (تركت الخلق طرا في هواك ويتمت العيال لكي اراك فان قطعوني بالحب اربا لما مال الفؤاد لسواك)؛ نعم ثلاثة ايام متتالية وأنا اسير على الاقدام متوجها الى كعبة الاحرار لأتفاجئ في طريقي بمجاميع كبيرة ممن ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا خدما، وعبيدا في مملكتي الوقتية! كبار السن، الشباب، النساء، الاطفال، السيد، العامي المعمم، الافندي، الاستاذ، الطالب كل شرائح المجتمع الجميع عندي خدام ناذرين انفسهم؛ ليقدموا لي كل وسائل الراحة، منهم من يقدم لي الطعام الذي يتسابق على تقديمه خدمي، بشتى انواعه، وأصنافه، فمنهم من يضع الفراش لأنام ويغطيني وكأنه امي وأنا الطفل الصغير المدلل، ومنهم من يكنس الشارع باستمرار خوفا من ان يكون هناك شيئا يؤلم قدمي، يتقدم عليً شاب وهو طالب جامعي يتوسل بي ان يضع قدمي على كتفيه ليدلكها لي متناسي بذلك انفة الشباب، وعزة النفس الذي يتمتع بها، ليتصاغر بذلك جهدي وتعبي امامه؛ نعم كيف لا وأنا ملكهم الاول؛ هاهم ابناء علي عليه السلام الذين جادوا ويجيدون بالغالي، والرخيص ليصبحوا خدما لزوار الحسين عليه السلام، وبتمويل ذاتي لتكون هناك اكبر سفرة مفتوحة لإطعام اكثر من 20 مليون زائر، فلم يكلوا ولم يهنوا.
  اكملت مسيري، من هذه الفرقة الخدمية التابعة لمملكتي؛ لأشق طريقي نحوا كعبة الاحرار وسط هتافات جميع الكادر الخدمي (ليس بالروح بالدم نفديك يا…) بل تفضل يزاير، ولو شئت ان اطلب منهم ان يحملوني الى مكان تنصيبي، ونيل جائزتي الذي سيقلدني ايها ابي الاحرار بحضور وزير الدفاع، والقائد العام للقوات المسلحة الامام ابو الفضل العباس عليه السلام؛ وحضور جميع ائمة الهدى، والصحابة، والملائكة، وبمباركة سيدتي؛ ومولاتي الزهراء عليها السلام، وبعيون حرقى لسيدتي زينب عليها السلام التي باهت بنا يزيد عليه وعلى اتباعه لعائن الارض ( فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا) .
  ثلاثة ايام برغم الظروف  الجوية الصعبة، وتهديدات ابناء الطلقاء ظنا منهم بان يوقفونا، لكنهم لم يمتعضوا من التاريخ ايام المتوكل، والرشيد، وهدام اللعين، ونحن نردد، ونقول( لو قطعوا ارجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين)، اللهم اجعلنا من زوار الحسين اللهم اجعلنا من خدمة الحسين اللهم اجعلنا من محبي الحسين اللهم اجعلنا من شفعاء الحسين.