18 ديسمبر، 2024 6:57 م

عندما أغتالوا محمد باقرالحكيم

عندما أغتالوا محمد باقرالحكيم

امطرت السماء حكماء..

غلطة بورطة تلك هي أبرز أحداث محاولة القضاء والفتك بهذه العائلة العريقة، فلم يتعلموا الدروس من أسلافهم انهم كلما ازدادوا بطشا ضد هذه العائلة المعطاء ، أمطرت السماء منهم حكماء.

قبل عقود من الزمن وفي ظل نظام البعث الذي مارس أبشع أنواع القهر والظلم والبطش ضد عائلة الحكيم ، فلم يسلم منهم لاشاب يافع ولاشيخ كبير، لابل زادوا ذالك بقتلهم حتى أطفال صغار، الا ان بركات السماء تزيدهم غيثا ويظهرون صالحا بعد صالح.

تعرضت عائلة المرجع الكبير السيد محسن الحكيم ( قدس) ، الى أبادة جماعية لم تتعرض لها عائلة علمائية في العراق او في العالم الأسلامي على مدى قرون من الزمن، كانت الهجمه ضد هذه العائلة منضمة مابين التسقيط الإعلامي والتشويه والأتهام بالعمالة للاجنبي، تعقبها تارة أخرى هجمة أخرى بالقتل والتنكيل والأرهاب بالسجن والتعذيب في غياهب الأنظمة المتعاقبة التي حكمت البلاد، ومابين تلك وذاك بقى هذا الارث صامدا شامخا جبل أشم لايتأثر ولايتزحزح من مكانته العلمية في أوساط الحوزات العلميه.

بعد أغتيال سفير المرجعية السيد مهدي الحكيم ظن كثير ان شعلة هذه العائلة قد أنطفئت وان نارها المستعرة ضد الظلم قد خفت سعيرها، لكن سرعان ما أستلم تلك الشعلة باقرها الحكيم الذي واصل الجهاد بالكلمة والبندقية ضد أعتى دكتاتور عرفه العراقيون، فلم يزل ينقل مظلومية هذا الشعب حاملا همومه على أكتافه متتقلا بين الصحارى والوديان والبراري والاهوار، تارة ناصحا واخر ى مجاهدا، ليؤسس ويزرع بذرة الأمل لدى المظلومين من أجل الخلاص من الحكم الصدامي الذي كتم على انفاس العراقيين على مدى أربعين عاما.

لم يكن الشهيد محمد باقر الحكيم ( قدس) ، يعمل دون أن يزرع تلك الروح الجهادية لدى باقي أخوته وأبناء عائلته، فكان يعطي الادوار للجميع ليحملهم مسؤلية هذه الأمه من بعده، فنمت أغصان تلك الشجرة المباركة في حجره وترعرعت بين أكنافه، فخرج منها المجاهد والمثقف والاديب والمهندس والعالم والفقيه والسياسي والوجيه، فكانت سماء الحكيم تمطر حكماء.

بعد سقوط النظام الصدامي وعودته الى العراق، كانت شجرته قد فاءت على كل العراقيين فخرجت جموع المستقبلين لتغطي كل شبر من الجنوب الى الشمال، ليعلن مشروعه السياسي لبناء الدولة العادلة تحت ظل المرجعية العليا، وباشراك جميع مكونات الشعب العراقي دون تميز بين أحد او مساس بمعتقد الغير، الا ان يد الشر طالته وهو في محراب جده لترتقي روحه الى السماء ، مع ثلة من المؤمنين في تلك الجمعة الحزينة.

روحه ارتقت الى السماء لكنها أمطرت علينا حكماء ، فمابين عزيز قاد العملية السياسية في أحنك الظروف وأسس لدولة كان يراد لها أن تكون خانعة محتلة ليضع بصمته فيها ، ويقودها الى بر الأمان، ليتسلم الراية حكيم أخر كان عرابا وملجأ لكل مشاكلها عمارها ، فلازالت روح الحكيم تمطر علينا حكماء.