18 ديسمبر، 2024 9:01 م

عنتوري بطلا قوميا

عنتوري بطلا قوميا

لايوجد فصل بين العبقرية والشجاعة ولا يوجد فصل بين التخطيط والتنفيذ فلا يمكن لاحد ان يكون عبقريا الا اذا كان شجاعا والشجاعة صفة لايمكن اكتسابها من خلال ورشة عمل بل هي صفة تلازم البعض من البشر فمثلما يوجد انسان يتصف بالجبن يوجد انسان يتصف بالشجاعة ولايختلف اثنان ان من ينفذ الثورة ايا كانت اهدافها يتصف بشجاعة متميزه كون نتائجها في حال الفشل غالبا ما تكون نهاية مأساوية ويقال ان الثورات ينفذها العقلاء ويستفاد منها الجبناء وما قام به الضباط الاحرار عام 1958 لقلب نظام الحكم الملكي كان عملا يندرج ضمن اعمال المخاطرة الغير متوقعة خاصة وان اغلبية المنفذين للثورة هم من العسكر لكن واقع الحال يثبت ان ما قام به هذا النفر من العسكر قد حقق معجزة طالما انتظرها اعداء النظام الملكي ورغم ان الزعيم عبد الكريم قاسم كان يفتخر بانه زعيم الحركة الاتقلابية الا ان هذا الزعيم قد خاب ضنه عندما وقف امام معارضيه مذهولا وهو يتلقى النار بصدره في محاكمة صورية سريعه جرت في مبنى الاذاعه انهت فصلا من تاريخ العراق ليبدا فصلا اخر اكثر منه رعبا ورغم الهالة التي رافقت عملية السقوط الا ان المخفي من حركة الضباط الاحرار كما كان يطلق عليها كان يحمل الكثير من اللغط حيث ثبت بالملموس ان من نفذ حالة الارباك لانجاح الاتقلاب ليس الضباط الاحرار بل كانت شرارتها انطلقت من قبل الشقي عنتوري وهذا الشقي له قصة جميلة وطريفة حصلت معه وهي انه ليلة سقوط النظام الملكي عام 1958 كان عنتوري حيث كان هذا الشقي في قمة شقاوته وكان في تلك الليلة سكران وكان وقتها ذاهبا الى نادي ليلي ويحمل في جيبه العاب نارية صغيرة وتسمى ” الطرقة ” وعندما بدأت السهرة واندمج الناس مع المطرب والراقصة اخرج ” عنتوري ” ” الطرقات ” من جيبه واشعلها ورماها على المسرح والمطرب والراقصة موجودين فوق المسرح وفي تلك الليلة كان الجيش كله في حالة انذار بسبب ورود اخبار من قبل الاستخبارات عن احتمال قيام انقلاب عسكري ضد الحكم وعندما رمى ” عنتوري ” الطرقات فوق المسرح وخلال خمسة دقائق طوق النادي وتم اعتقال عنتوري على انه ” الفتيل الذي سيشعل نار الثورة ” واخذوه الى وزارة الدفاع وبدأ التحقيق معه وانهالت الاسئلة عليه من قبل رجال الامن ” من ارسلك ومع من تعمل ” … الخ ويقال ان والد ” عنتوري ” وكان وقتها موظف في وزارة الدفاع وعندما دخل الى مكان احتجازه وجد المكان مزدحم بالضباط والموظفين وكلهم بالانذار فعندما علموا انه والد ” عنتوري ” اخذه احد الضباط الكبار الى غرفته وكان هذا الضابط احد الضباط المشاركين في الحركة لكن لايعلم به احد واخذ يسأل والد ” عنتوري ” منذ متى وابنك بالتنظيم وفي أي خلية يعمل وابنك بطل ووطني وتوسل الضابط بوالد ” عنتوري ” ان يتركه حتى الصباح داخل التوقيف وسيكون بطل من ابطال العراق ولكن والد ” عنتوري ” رفض بشدة وظل يتصل ويتوسل الى ان اخرجو ” عنتوري ” من التوقيف وعندما اخرجوه خرج وهو يهتف بحياة الراقصة والمطرب الذين كانوا على المسرح من شدة السكر الذي كان فيه.