23 ديسمبر، 2024 4:19 م

إستل سيفه وقد وثب عن ظهر المكنسة التي يركبها صائحا هل من مبارز؟ لقد أرديت الكثير ممن تفرسخوا الصحارى أقاصيص وَهم، ها أنا أمامكم أمسك بسيفي معلنا الثأر على جميع الزنادقة من الرجال الذين يتناكحون مع عاهرات السياسة والاستعباد… أنا لكم القيام في بطون ليل بعد ان تعوموا بحيض المحرمات لا يغتسلن أحدكم إلا قواد او ديوث… هيا من منكم يستشيط غضبا لرجولة الصحراء، لقد عكفتم على الرمضاء بيوت شعر نتفتموها فألقيتم بالذم والمدح صولات دانكيشوت الذي قارع طواحين الهواء، لبستم إزار العفة، أمسكتم بقرن الثور الهائج عندما يقذف بمنيه يمينا وشمالا بغية صناعة ثيران من جنس آخر فعالم مثل عالمكم يخجل أن يشار إليه بأنه من الأغنام، هيا عجلوا بالبروز فحالكم يدعو للسخرية، هلا زررتم وزممتم عمالتكم وخيانتكم لوطن يشرع في البيعة من جديد، وطن يريد أن يصبح حرا يطالب برسالة محمد الخاتم التي مزقتموها على مبنى التجارة العالمية… أضعتم البيعة بعد ان صفع حمزه وجه الشيطان وهو يقول: ردها إن استطعت؟ ما ردها لكنكم أنتم رددتموها عن أبي جهل بخيانتكم وعمالتكم… شرعتم بدس مفردات الطائفية نعوش لا تنتهي، فالدين رسالة الموت والعدل مقصلة الحق، هكذا شحذتم سيوفكم لتصرعوا كل من يقف ضد راياتكم السوداء او الحمراء… ها أنا أتيح لكم فرصة مقارعتي أنا عنتر الذي خرج يبارزكم بسيفه الخشبي فأنتم لا تستحقون ان تُصارعوا بسيوف الشرفاء، إنكم فزاعات قش ستتهالك رجولتكم التي دُيثت وقبلها نساءكم التي استبيحت على صدوركم بحجة الديمقراطية، شرفاء أنتم وقد نزعتم اللباس الداخلي وأتحتم لمثيلي هذا الزمن أن يشاركوكم الفراش بعنوان التحرر والتمدن، هلا خرج منكم أحد؟؟
هي معاييره التي يخرج فيها عنتر كل يوم عندما يقف على مسطبة جعلها ساحة وغى يهاجم فيها من رقعوا جلده بسياط الطاغوت المؤتمن على رعايا يؤمنون بالبكاء سيول تزيح من يقف أمامهم دون ردة فعل، يهتفون بهيهات ويترقعون بثياب الذلة، يقصون الرزية بطبول يرثون الموتى بالموت والعويل… ونسوا أن العدالة أن تطالب بحقك حتى وإن كنت تحمل سيفا خشبيا…
إعتادوا عليه وعلى سيفه الذي يلوح به في كل يوم وهو ينادي هل من مبارز؟ ينتظر.. وينتظر.. وينتظر!! لكن لا يبرز احد ولا يلتف حوله أحد، كل لاه في مهب ريحه الذي يطلقه من انتفاخ بطون شبعت من الهم والكمد والحزن، أناس إبتلعوا عصارتهم الهضمية والمرارة صحن تحلية بعد أكلة وعود دسمة، يتغوطوها سرا خوف عيون مندسة، غير إن ثواب منابر الخطابة المستميلة للسلطة تطعمهم كل لحظة وكل يوم حبوب مخدرة أن الصبر على الضيم وسيلة لنيل حق، التعفف صفة الأولياء فكونوا مثلهم، الفقر للمحتاج والمسكين سمة خلقها الله فيه وإلا لكان أغناه… أما الاغنياء فهم الوارثون بصفة الصالحين… كل الفقراء والمعوزين والمساكين من البشر هم ادوات يكري بها الأغنياء حلب ثيران عقيمة، إن البطانة التي يخشون هي من تقرع الطبول في سوح الوغى وما الحكام او القادة إلا أبناء جاهلية سفوا تراب الصحاري بحثا عن قوافل يسلبونها، يَسبون نساءها، يقتلون رجالها ومن ثم يعودوا بالغنام مهللين بالنصر المؤزر على الاعداء… يا لها من بطولات يتفاخرون بها ليورثوها الى خلفاء الدعي إبن الدعي الذي فاق صراخه إغتصاب فتاة..
غير أن عنتر لا يكل ولا يمل… عنتر الذي نحمله يا سادة من الوقوف ملوحا أن الرجولة أن تنادي بأن الحق يحتاج الى رجال والموت في سبيل الحرية هو وطن، فكم منا يعيش الوطن في داخله دون ان يبوح بعدم رضاه معلنا أن وطنه أسيرا سجين سلطة تريد السيطرة على العقول بالجهل والفقر… ليس غريبا فسياسة جوع كلبك يتبعك هي التي نعيش، الترهيب هو الأداة التي يقمع بها الضمير إن الإرهاب النفسي يعمد الى قتل المطالبة بالحق، لكن عنتر رغم من يحب يدرك أنه لا يخسر سوى نفسة فخرج مبارزا الفساد ليفرغ الساحة للقادم من بعده، قد يكون نقطة ماء صغير كالتي حملتها النملة كي تطفيء النيران التي اشعلها النمرود لحرق إبراهيم النبي لكن تلك هي قدرتها، رسالتها حتى وإن ضحك عليها من لا يعقل… إنه يا سادة زمن البنيان المرصوص، زمن يطالبكم بأن يخرج كل واحد شجاعة عنتر التي يخفيها بإصالتها يبارز الباطل ويعلن أن الموت حياة إن دعت الضرورة، فسوح الوغى كتبت.. ما ضاع حق وراءه مطالب، وأخير أقول جميعنا عناتر ولكن أبناء أي عنتر منهم؟؟؟