اجمل ما في هذا العالم الافتراضي المترامي الأطراف تنوعه العجيب وتعدد مصادره وكثرة معلوماته وغياب الرقابة على مايزخر به بحره المتلاطم واسوء ما فيه هو الغش وكثرة الأقنعة وقدرة البعض على التفنن بوضعها على وجوه ان كانت لهم في الأساس وجوه وقد يصح قول ابو الطيب .. (اريك الرضا ان أخفت النفس خافيا
وما انا عن نفسي ولاعنك راضيا )
وبعيدا عن الغش في هذا العالم الواسع قريبا من التنوع فيه كان يوم أمس مخصصا ( للعناق ) انهالت فيه الدعوات للتلاقي والعناق والاحتضان والقبل لما يحوي هذا العناق من فوائد ومزايا تتعلق بالصحة النفسية وارتفاع المعنويات وحميمية بين الناس وفات أصحاب هذه الدعوات الجميلة اننا في عالم افتراضي لا تلاقي فيه ومن علقت على صفحتها الشخصية صورة سليلة ( عجرم ) قد يكون طيب الذكر نجاح الموجي أكثر وسامة منها وربما وضع أحدهم صورة شخصية له لأكثر النجوم نضارة وشبابا وشهرة في حين يقول الواقع انه لا يمتلك مهابة ياسين بقوش في ( ملح وسكر ) هذا في عالمنا الافتراضي والذي يعني استحالة العناق وحتى لو حاولت ممارسة العناق افتراضيا على غرار عالمك قد يسقط القناع وتجد نفسك تحتضن عريف ( شلتاغ ) بدلا من بروك شيلدز اما في الواقع فالأمر ليس أقل سوء بعد أن طغت الكمامة وأصبحنا ( ما نعرف رجلها من حماها ) ونشط المتحور ( ميكرون ) وتفوق على ميسي ورونالدو ومحمد صلاح مجتمعين في تسجيل الإصابات إضافة إلى نعيق منظمة الصحة العالمية تتبعها الحكومات بالتباعد وارتداء الكمامات وضرورة التلقيح وعليه نقترح وعلى رأي( حليمو ) يؤجل يوم العناق للصيف الماضي يبقى يوم آخر هو يوم البهارات والذي ذكره في دعاء صباح هذا اليوم السيد هاشم الموسوي تحت عنوان ( يوم الكاري ) وشدد على ضرورة الاحتفال به لكنه لم يحدد لنا النوع ولم يخبرنا هل نحتفل ببهارات الكبة او البرياني او الدولمة او ( الجدر ) او السمك او غيرها كما لم يوضح مسألة مهمة بعد أن اعتدنا نحن العراقيين ان لانحتفل بعيد معا حتى لو شهدنا جميعا الهلال ومع ذلك ان عيد البهارات أمر مقدور عليه ويمكن أن نتبادل التهاني مساء اليوم ونحن نشم روائح البهارات في الأزقة لكن من يضمن لنا ان السيد ( البرد ) يسمح لنا بالحركة ؟ وعموما عيد سعيد وكل عام والبهارات بخير . .