23 ديسمبر، 2024 10:00 ص

عناصر مأساة الطف ..!

عناصر مأساة الطف ..!

لم تمر جريمة على طول تاريخ البشرية على اختلاف الجرائم الفظيعة مثل تلك التي حدثت مع أهل البيت عليهم السلام ..
الجريمة التي حملت الديمومة وعناصر البقاء والقدرة على التعامل في مختلف الظروف والأزمنة .

كأنها نوع معدن يأبى الصدأ مهما صنع له مؤثرات تقلل من كفاءته ، وكل الإعلام الذي رافق هذه المأساة المركز محاولا أبعادها عن هدفها الذي استبطنته دون فائدة .

ليختفي سر عميق وعظيم في جنباتها عجزت معه أهل الدهاء والخبرة تسقطه ، مع أن القائمين على إحياء هذه الثورة العاطفية والمأساة الأليمة ليسوا بعمق أهل الدهاء ! ومع ذا تجدها تحصد في القناعات كل من وقف ولو برهة يرى فيها أسرار تقلب لمن كان بعيدا عنها ..

ولعل بعض مما سأورده محتمل سر قوتها والبقاء :

● نوع الشخوص التي مثلت الارتباط الحقيقي بالسماء ، السماء القدرة التي تكفلت وشهدت بنقاء من مثلوا مبادئها خير تمثيل .

● أنها حركة حوت كل عناصر القناعة ، أو قل فن الإقناع في محاربة الظلم ، بالطريقة التي خالفت كل مألوف الصراع والقتال ، من حيث المعسكرين الأموي والحسيني .

● أخذت جانبا كبيرا من العاطفة الأنسانية المشتركة في أغلب بني النوع البشري السوي ، والذي ما أن يرى فعل ذلك المعسكر المتفنن في الظلم والوجع لهذه العترة إلا وينصفها ، بل ويدافع عنها .

● أنها مادة اقناعية لذوي العلم والمعرفة ، حيث خلصت أحداثها من شعارات الثأر وطلب الرئاسة الجهل وحب الدنيا .

● رسمت لوحة إنسانية معقدة الوصف والتكرار ، من نصراني وقف لحظة مع الحسين فابصرالحقيقية وترك الدنيا برمتها ، وعبد يطلب بطبيعته الأمن والعيش الرغيد إلى متوسل حد البكاء ليقطع أمام سيده الذي يمثل طريق الله الخالص والمختصر ، وأم ثكلى بولد تأخذ رأسه المقطوع وترمي به معسكر القتلة لتقول نحن أن أعطينا لا نمن بعطايانا ، إلى أخت فقدت كل اخوتها وأولادهم وجيش مذاعير وأطفال لم يكسروا لها إرادة في استكمال شوط المعركة حتى النصر .

● مثلت النوع الراقي والواعي والمثقف في صراع الحق للباطل ، كل حق وكل باطل ، على شكل قاعدة تصلح لكل ظلم قليله والكثير .

● حملت عنصر العبادة والإيمان المطلق بالله تبارك وتعالى ، محورا تدور عليه كل القيم التي أمر بها القرآن الكريم ، من خطاب القوم ونصحهم إلى كل مفردة أخلاقية قصدها الحسين عليه السلام تطبيقا وشعارا يعانق الأبد .

● لم يأتي بها شعار يمنع من تكرارها ، بل العكس أريد لها أن تكون ملهمة ومنها تنبثق ثورات ، لأنها ولدت لتعيش ويعيش بها الأحرار متى ما قيدهم القهر .

ونسألكم الدعاء ..