عميد كلية هندسة البصرة والطلبة

قرأت في احد المواقع على الانترنت مقالا كتبه لفيف من طلبة كلية الهندسة يشكون فيه العميد ويضعون بعض المطالب المشروعة متمنين تنفيذها. وكوني احد تدريسيي هذه الكلية واعذروني عن اخفاء اسمي الصحيح لان العميد لايعرف حقا ولاباطل وساجد نفسي خارج الجامعة مشردا ان عرف اسمي. ما اريد قوله ان ماذكره الطلبة صحيح بالكامل وهذا العميد ليس متجبرا على الطلبة وحدهم بل على كل منتسب فيها مستقويا بحزب الدعوة الذي يسنده. وكمثال اورده لكم يشهد على استبداده وتفرده باتخاذ القرارات في الكلية، ففي بداية العام الدراسي الحالي تفاجأ تدريسيو الكلية في احد الايام بأن العميد قام بتغيير المواد الدراسية التي يدرسها التدريسيون دون علم التدريسيين انفسهم ووضع لكل تدريسي مادة حسب مزاجه هو وكانت مفاجأة كبيرة جعلت الجميع يفغرون افواههم فهذا شيئ لم يحدث لا في كلية الهندسة ولا في الجامعة ولا في اي مؤسسة تعليمية في العالم، فعادة اذا اريد تغيير مدرس لاي مادة يتم مناقشة التدريسي نفسه حول ضعفه في تدريس مادته ويطلب منه تحسين اداءه واذا فشل في ذلك يطلب منه التنحي وايكال تدريس المادة لغيره أما تغيير جميع التدريسسيين ولكافة المواد فهو بدعة لم يسمع عنها احد سابقا وهذا مانوه عنه الطلبة ايضا في شكواهم.
اما موقفه من الطلبة حاليا فهو غريب ايضا. فطلبة السنة الرابعة ارادوا اقامة حفل لتخرجهم وهو امر لاغبار عليه ومعمول به منذ نشأة الجامعة الا ان العميد رفض طلبهم دون ابداء اسباب وجيهة وناصبهم العداء. وظنا من الطلبة انهم في بلد متحضر فقد تظاهروا مطالبين بحقوقهم بالاحتفال بيوم تخرجهم وهم لايعرفون ان الدكتور عميد الكلية من حزب ديني متخلف لايفهم الحقوق المدنية فما كان من هذا العميد الا ان يعاديهم وارسل زبانيته لتصوير الطلبة المتضاهرين ليعرف هوياتهم لمعاقبتهم، ثم وصل الامر الى اغلاق باب الكلية في وجوههم ومنعهم من الدخول ، ثم هدد بفصل اولئك الطلبة المعتصمين بحجة غيابهم عن محاضراتهم.
نحن نسأل رئيس الجامعة ووزير التعليم العالي اهكذا هي السياسة التربوية في كليات الجامعة ، اهكذا يتم اختيار العمداء على اساس انتمائهم للاحزاب الدينية. اليس من الظروري بل من الواجب ان يكون عميد اي كلية انسانا تربويا واعيا يتفهم طلبته ويتحاور معهم ويحترم زملاءه التدريسيين. مانراه الان مشينا ومخزيا تحت اي اعتبار. واني كاحد تدريسسيي كلية الهندسة وقضيت فيها عمرا طويلا اطالب رئيس الجامعة ووزير التعليم العالي بايجاد حل لمشكلة العميد فاما اجباره على تغيير سياسته المتعنته بحق الجميع واستعلائه على الكل او استبداله بواحد من الاساتذة المقتدرين وهم كثر في هذه الكلية. نحن نعرف ان رئيس الجامعة السابق والمقال من منصبه تعرض لضغوط كبيرة من اجل اختيار هذا العميد دون غيره ممن هم اكفأ منه ولكن هل يجب استمرار هذا الحال سيما وان الكلية منذ تولي العميد منصبه وهي تسير نحو انحدار في كل شيئ.