23 ديسمبر، 2024 4:07 م

التنمية  البشرية  تحتاج العمل , والعمل مقرون بألآ مل , والعمل وألآمل هما نجاح الحياة , وألآمل هو المحرك للعمل , ولذلك قيل : لولا ألآ مل لبطل العمل , والبطلان هنا المقصود منه توقف العمل وأنتفائه , ولكن هنا يثار سؤال ؟ : هل يمكن أن ينتفي العمل ويتوقف ؟ والجواب : كلا , لآن توقف العمل : يعني توقف الحياة , وأهل الحكمة يقولون : غبار العمل ولا زعفران البطالة ؟ ..  فالطالب يدرس حتى ينجح , فألآمل هنا النجاح , والعامل يكدح ليحصل رزقا لعياله , ومثله الفلاح يزرع وأمله بالله أن ينزل مطرا حتى يسقي زرعه , وترتوي ماشيته , والموظف يعمل للحصول على مرتب يكفي أحتياجات عائلته وأحتياجات العائلة كثيرة : منها المأكل والمشرب , واللباس , وألآثاث ,ثم تتوسع لتشمل السيارة التي أصبحت من ضروريات الحياة سواء بألآمتلاك أو بألآستئجار , حيث أستبدلت واسطة النقل من الجمال والخيول والبغال والحمير الى وسائل النقل الحديثة , ومن أحتياجات العائلة : الطبابة والتعليم ,  والسكن من ألآحتياجات الضرورية بحيث أصبح أمل جميع الناس الحصول على المسكن وهذا حق مشروع   فلنتحرى واقعنا , هل نحن نعمل ؟ وهل عملنا الذي حصلنا عليه في هذه الدنيا هو عمل مشروع ؟ لآن هناك أعمالا غير مشروعة تؤدي الى خسران الدنيا وألآخرة : مثل لعب القمار ومثل الزنا واللواطة , أما العمل ألآرهابي التكفيري الذي يقوم بالتخريب وقتل الناس فهو أسوأ وأشنع وأبشع وأقبح ألآعمال غير المشروع  , وهنا من المناسب أن نتذكر قاعدة جميلة وضعها لنا رسول الله “ص” حيث يقول “ص” : من طلب ألآخرة ربح الدنيا وألآخرة , ومن طلب الدنيا فقط خسر الدنيا وألآخرة ,  وعليه لنا أن نسأل : ماهو العمل الذي يجعلنا من الناجحين , وماهو ألآمل الذي نريد أن نحققه في هذه الحياة الدنيا ؟ .. نريد أن نبني ونعمر لنحقق مفهوم خلافة الله في ألآرض عندما قال تعالى : ” أني جاعل في ألآرض خليفة ” وهذا البناء وذلك التعمير بالمعروف هو مايحقق رضا الله تعالى , لآن البناء بالمعروف والقول بالمعروف هو عبادة , قال تعالى ” ماخلقت الجن وألآنس ألآ ليعبدون ” وقد ورد عن رسول الله “ص” قوله : أذا مات ألآنسان أنقطع عمله ألآ من ثلاث : صدقة جارية , علم ينتفع به , ولد صالح يدعو له , وقال “ص” : أن الله تعالى يحب أذاعمل أحدكم عملا أن يتقنه , وقال “ص” : قال لي جبرئيل : يامحمد عش ماشئت فأنك ميت , وأحب ماشئت فأنك مفارقه , وأعمل ماشئت فأنك ملاقيه ؟ وقال “ص” : ثلاث من لم يكن فيه لم يقم له عمل : ورع يحجبه عن معاصي الله عزوجل , وخلق يداري به الناس , وحلم يرد به جهل الجاهل , وعن العمل قال ألآمام علي “ع” : من قصر في العمل أبتلى في الهم , ولذلك نرى اليوم أغلب الناس يشكون من الهم , وقال “ع” من عمل لدينه كفاه الله أمر دنياه , شتان بين عملين : عمل تذهب لذته وتبقى تبعته , وعمل تذهب مؤنته ويبقى أجره , وقال ألآمام الصادق “ع” : أن أعمال العباد تعرض على رسول الله “ص” كل صباح , أبرارها وفجارها , فأحذروا فليستحي أحدكم أن يعرض على نبيه العمل القبيح , من عمل عملا من أعمال الخير فيدم عليه سنة ولا يقطعه دونها

ولنتذكر دائما قوله تعالى : ” وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ” , وقال “ص” عن العمل : ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده , وأن نبي الله داود “ع” كان يأكل من عمل يده , أن حواري عيسى كانوا أذا جاعوا قالوا ياروح الله جعنا , فيضرب بيده على ألآرض سهلا كان أوجبلا فيخرج لكل أنسان منهم رغيفين يأكلهما , فذا عطشوا قالوا : ياروح الله عطشنا , فيضرب بيده ألآرض سهلا أو جبلا فيخرج ماء فيشربون , قالوا : ياروح الله من أفضل منا ؟ أذا شئنا أطعمنا , وأذا شئنا سقينا , وقد أمنا بك وأتبعناك , قال “ع” : أفضل منكم من يعمل بيده , ويأكل من كسبه , فصاروا يغسلون الثياب بالكراء , هذا هو العمل المنتج الذي يجعلنا نأمل خيرا بمستقبلنا ومستقبل بلادنا , فلنقبل على العمل بجدية كما قال ألآمام الصادق “ع” : وعلمت أن عملي لايقوم به أحد غيري فأجتهدت , وماينقصنا اليوم هو العمل الجاد المخلص الذي يقربنا من الله ورسوله ومن المؤمنين الصالحين , فلنتذكر هذا ونحن في دوائر الدولة , وفي حقول العمل والبناء , وفي الزراعة والصناعة  ولنتذكر أن النبي أدريس “ع” أول الصناع والمبتكرين ومعه النبي داود “ع الذي عمل بصناعة الدروع , وذو القرنين الذي عمل السدود فكان أول مهندس للسدود هذا هو العمل قيمة ومهنة وأمل  من أمنوا بدين الله , فدين الله به تعمر ألآرض ويسعد ألآنسان.