7 أبريل، 2024 10:37 م
Search
Close this search box.

عمل النساء نوعية ام كمية؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا يخفى على احد الصراع الكبير بين ارباب التطور والتقدم الى الامام وبين دعاة البقاء على ما نحن عليه وبين هؤلاء وهؤلاء لا بد من ايجاد نهج متوسط يحقق الاستفادة من مميزات الحاضر والمستقبل العالمي والتطورات الكبيرة على كل المستويات حولنا وبين بعض الايجابيات التي يحتويها تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا التي نفتخر بالالتزام بها مضافاً الى ان كل تطور ونهوض وتغيير يجب ان لا يتعارض مع ثوابت الدين الحنيف والذي يبين توجيهات السماء للنهج الامثل للعيش على الارض وتحقيق الغاية من الوجود والخلق (تكامل الانسان) قال تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) وهنا يبرز السؤال الاكبر:لو كان الغاية عبادة الله المجردة فقط فلم لم يخلقنا الله تعالى ملائكة نورانية بلا غريزة ولا جوع ولا عطش ولا جسد مادي؟ والجواب باختصار (الامتحان والاختبار والتحدي) فنحن هنا وجدنا لنستخدم كل ما سخر لنا الله تعالى (وسخر لكم ما في الارض جميعاً) لخدمة الهدف من وجودنا (عبادة الله والتكامل والوصول الى مجتمع فاضل متكامل) وهل تركنا الله لنحتار في معرفة الطريق الامثل لعمل ما خلقنا لأجله؟ الجواب (كلا) فهو تعالى وبلطفه وحكمته وحسن تدبيره قد رسم لنا الطريق الامثل لعمل ما اوجب علينا وضمّن هذا في تعاليم الاديان والتي خاتمها واكملها واشملها ديننا (الاسلام).
وفي الاسلام تنقسم واجبات الانسان تجاه مجتمعه الى نوعين من الواجبات (كفائي وتعييني) فالواجب الكفائي هو الذي ان اضطلع به عدد من افراد المجتمع يكفي لتحقيقه سقط عن بقية افراد المجتمع وان لم يضطلع به كفاية من الافراد أثم الجميع مثل الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتخصص في علوم الدين والعلم والعمل في شتى مجالات العمل لخدمة المجتمع وافراده. والواجب التعييني مفروض على الجميع ويأثم كل من يتركه.
هنا (مربط الفرس) فعمل الانسان في مجتمعه كظابط وشرطي وجندي ومهندس وطبيب وممرض وقاضي وغيرها واجب كفائي ان وجد من يقوم به سقط عن البقية. اذا العمل وسيلة وليس غاية وهذا ينطبق على الرجل والمرأة على حد سواء. لحد الان اظن اننا متفقون حيث اني لم اتي بشيء جديد.
هنا (سنختلف) ولكن لنفكر من جديد هل يحتاج المجتمع بشكل ضروري وواجب كفائي الى نساء مهندسات وصحفيات ومحاميات وسياسيات وشرطيات وجنديات وظابطات جيش ووووووغيرها من المهن التي دخلتها النساء لا لحاجة المجتمع الى ذلك بل لمنافسة الرجل فقط واثبات المساواة (المزعومة) مع الرجل وتأسياً وتقليداً لمجتمعات منحلة لا قيم لها ولا مباديء ولا دين؟ يترك الجواب للقاري اللبيب والمنصف العاقل!
طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة وانا كمسلم اريد لبناتي ان تدرسّهن امرأة معلمة ومدرسة واستاذة جامعة ومن هذا المنطلق العقلي والعلمي فأن المجتمع بحاجة الى هذه التخصصات.
التداوي واجب فالرسول الكريم محمد (ص) يقول (تداووا فأن الله لم يخلق داءاً الا وخلق له دواء) وانا كمسلم اريد لزوجتي واختي وابنتي وامي ان تداويها امرأة وعلى هذا الاساس فالممرضة والمضمدة والصيدلانية والطبيبة والمحللة مطلوبة كمهنة في المجتمع وكواجب كفائي.
وهكذا نستطيع ان نؤسس بقية حاجات المجتمع والتخصصات النسوية التي تلتقي مع تحقيق الغاية من الوجود واعانة المجتمع على الوصول الى الكمال الاخلاقي والديني والمعنوي (اي واجبات النساء الكفائية) وليس الترف والتنافس والغرور وغيرها.
حينها سنجد ان الكثير مما تفعله النساء اليوم (على حساب واجباتها البيتية والاسرية والدينية) هو غير ضروري وغير واجب بل انهن يأخذن مكان الرجال (الذين هم المعيلين الشرعيين للأسرة) والذين نسبة بطالتهم في اغلب دول العالم (حسب احصائيات تقريبية) تساوي نسبة عمل النساء في اغلب الاعمال.
الهدف مما سبق ليس الاعتراض على عمل النساء بل اعادة النظر في نوعية هذه الاعمال ودورنا كعوائل في تشخيص الحاجة الفعلية للمجتمع والسعي لمليء الفراغات المهنية (ان وجدت وكلنا يعلم مقدار البطالة المقنعة في العراق اليوم) وليس التفاخر والتنافس والغرور والبحث عن المسميات بغض النظر عن المضمون.
 ولو فكر اي عاقل في اسهل حل لمشكلة البطالة فهو ان يتم شمول كل المستحقين من الرجال للتوظيف والعمل اولاً ثم ترك الباقي الى النساء ممن يوجب الدين والعرف والشرع والعقل ان يعيلها ذووها الرجال من اب او اخ او زوج او ولد والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب