بادئ ذي بدء أتوجه بالتحية البالغة والتقدير العالي للكاتبة هايدة العامري والإعلامي أنور الحمداني لوطنيتهما وشجاعتهما في التصدي للعصابات و مافيات الفساد التي تنهش في جسد الدولة العراقية ومؤسساتها كما ينهش السرطان في الجسد المريض , كما أتوجه لكل الكتّاب والإعلاميين الشرفاء الذين لم تدّنسهم أموال السحت الحرام , بتوجيه أقلامهم وخطابهم نحو جريمة العصر المتمثلة بالنظام السياسي القائم الذي أعقب النظام الديكتاتوري الصدّامي المجرم .
والحقيقة أنّ الذي دعاني لكتابة هذا المقال هو المعلومات الخطيرة التي أوردتها الكاتبة الشجاعة هايدة العامري في مقالها المنشور في موقع كتابات تحت عنوان (( جمال الكربولي ومشتّقاته لن ينتخبكم الشرفاء )) , حيث أوردت الكاتبة معلومات غاية في الخطورة عن مافية آل الكربولي المشاركة في الحكومة والمتحالفة مع رئيس الوزراء نوري المالكي , وأنا واثق تماما أنّ المعلومات التي أوردتها الكاتبة البطلة صحيحة ولا غبار عليها ويعلم بها الجميع دون استثناء , وهذه هي حقيقة العملية السياسية والحكومة التي يقودها نوري المالكي .
فالعملية السياسية قامت على مبدأ فاسد , وأحزاب سياسية فاسدة يقودها سياسيون فاسدون حتى النخاع , كتبوا دستورا فاسدا , وأسسوا لنظام طائفي فاسد ينهشه الفساد في كل مؤسساته , ومن الطبيعي في ظل هذه العملية السياسية الفاسدة وهذه الأجواء الفاسدة أن تطفوا على السطح مافيات لعوائل لم يسمع بها أحد أبان مرحلة النضال ضد الديكتاتورية , فآل الكربولي وآل النجيفي وآل الأعرجي وغيرهم من المافيات ما كانت لتعبث بمقدّرات البلد وثرواته لولا العملية السياسية القذرة التي جائت بالمحاصصات الطائفية والقومية , هذه المحاصصات التي وفرّت الفرصة على طبق من ذهب لهذه المافيات والعصابات في سرقة ونهب أموال الشعب العراقي .
فالنظام الجديد الذي كنّا نطمح إليه في الخلاص من الديكتاتورية وفساد الحزب الواحد , يتحوّل بفضل هذه العملية السياسية الفاسدة إلى نظام مافيوي تقوده أحزاب سياسية هي في الحقيقة عصابات ومافيات للسرقة ونهب المال العام , ومن المضحك المبكي أنّ مقدّرات البلد أصبحت بيد هذه العصابات والمافيات , فأموال الشعب العراقي المنهوبة كافية لإسكات أي صوت شريف يحاول أن يفضح سطوة هذه العصابات والمافيات وما تقوم به من سرقة للمال العام .
فمن المتوقع جدا أن ينتفض آل الكربولي للانتقام من هايدة العامري , ومن المتوقع أيضا أن ينتفض آل النجيفي للانتقام من الإعلامي المبدع أنور الحمداني الذي عرّى زعيمهم وفضح كذبه أمام الراي العام العراقي , ومن المتوقع أيضا أن تتكاتف هذه المافيات وتوّحد جهودها وتستخدم مالها الحرام للبطش بالاصوات الحرة والوطنية والشريفة , فالتأريخ سيذكر هذه الحقبة من تأريخ العراق بصحائف سوداء لكل من ساهم في ترسيخ هذه العملية السياسية الفاسدة ووضع أساسها الفاسد , وسيذكر بأحرف من نور كل من وقف وتصدّى وقال كلمة لا بوجه هذه العصابات والمافيات وهذه الحكومة الفاسدة .
فألف تحية لهايدة العامري وأنور الحمداني وضياء الشكرجي وفائق الشيخ علي وأياد الزاملي ونبيل ياسين ولكل عراقي غيور رفض هذا النظام الفاسد .