رغم ان اريج دمائهم لايزال يعطر ازقتنا وحاراتنا ومدننا ورغم ان لونه لايزال يخضب ارصفتنا وشوراعنا حتى رسموا به خارطة حب لايستطيع من ركب عباب المكابرة والتشبث بالجاه والسلطان ان يقرئها اويفهمها الا إن العراقيون ابو الا ان تكون ارواحهم قرابين للوطن، ذلك المفهوم الذي عجز عتاة السياسيين على سبر اغواره وفك طلاسمه.
عمليات امنية مدعية ودخيلة على مفرداتنا تسمياتها، صولة للفرسان تارة واخرى ثأرٌ للشهداء الذين لم يطلبوا ثأراً بل جل ما تمنوه ان يعيشوا بسلام وامان اخوة متحابين لايدخل بينهم غل اخوان يوسف ولا مكر قابيل بأخيه، حتى بتنا نسمع ونرى اعتقالات بالعشرات والمئات لاناس لاحول لهم ولاقوة غير قادرين حتى على تأمين انفسهم، فعملية مثل التي لاتزال جارية الان تحت مسمى ثأر الشهداء يتوجب بها ان تردع الارهاب وتخفف من وطأته على كاهل المواطن الذي اصبح مثقلاً بهموم امنية وحياتية واجتماعية اذا ما اجتمعت في قوم لازهقت فيهم ابسط معاني الانتماء والمواطنة، فأذا ماكانت الحكومة العراقية على علم بتواجد مثل هكذا كم هائل من الارهابيين مختبئين بين ظهرانينا ولم تتخذ اجراءات رادعة ضدهم من قبل فهي حكومة متواطئة او متخاذلة في اقل تقدير، وان كانت على غير علم ودراية فليس بأمكاننا ادراجها تحت مفهوم الحكومة، والا فلماذا كشفت الان عن امتلاكها معلومات امنية تفيد بتواجد هؤلاء الارهابيين على حد وصفها وتحديداً في مناطق حزام بغداد وصلاح الدين؟ فلو سألنا ابسط مواطن عراقي عن عملية امنية تدعي الحكومة انها نوعية واستباقية لتطهير جيوب الارهاب وتجفيفها وهو لايزال تحت وطأة اشد تفجيرات تشهدها البلاد لضحك منا ساخراً متهكماً وقال انها عملية زيادة الشهداء لا الثأر لهم.
يوماً بعد اخر تثبت لنا الحكومة العراقية انها غير قادرة على الوصول الى مفهوم بناء الدولة وكيانها الذي غالباً ما يحتاج الى جهد استخباري للامساك بالارض اكثر من طريقة ابراز العضلات التي لم تأتي بثمارها على مدار عشر سنوات عجاف لايزال المواطن يئن تحت وطئتها.