ونحن نعيش هذه الأيام في العراق أجواء الإستعداد لعملية التعداد السكاني الجديدة لا بد من الإشارة هنا بفخر واعتزاز الى ان العراق هو أول بلد على مستوى الحياة البشرية منذ بداياتها الأولى السحيقة على هذا الكوكب بدأ فيه تطبيق مشروع عملية التعداد السكاني وذلك من قبل الحضرة الإلهية المقدسة وتمظهر هذا التطبيق بقوله تعالى في سورة الصافات /147 قائلا عن النبي يونس عليه السلام :- ({ وَأَرْسَلْنَاهُ إلى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ .) وتفسيري لها ان هناك كلمة قبل — او– تم حذفها لأنها مفهومة من سياق كلام الآية ينقصون فتكون الآية ينقصون او يزيدون ينقصون بالوفيات الطبيعية او المتأتية من الكوارث او يزيدون من طريق المواليد 0
وهذا دليل على الأهمية القصوى التي يوليها اللة سبحانه لعملية التعداد السكاني وتأثيرها المهم في مجمل نشاطات الحياة الانسانية في ترتيب وتنسيق الفعاليات الإنسانية بمختلف اشكالها وعناوينها الفردية والمجتمعية والمدنية والحكومية والتي عند تحسين ادائها تخلق حياة انسانية سعيدة وذات رفاهية تحت ظل خيمة الأمن والإستقرار وعليه فإن عملية تعداد السكان ليس المرجو منها معرفة الزيادة الحاصلة في عدد نفوس السكان وانما للعمل على بناء مجتمع متطور وتقدم 0
وعلى هذه المقدمة الموجزة قبل بدء عملية التعداد السكاني اقول مقترحا لا بد للحكومة العراقية أن تسارع الى تشكيل لجنة من ذوي الإختصاص في المجالات العلمية والإنسانية والتكنلوجية والزراعية وغيرها من مجالات الحياة0
من أجل ان تضع خطة تستوعب الزيادة الحاصلة في السكان في اطار حاجاتها الإنسانية المختلفة وهذا يستدعي التحرك نحو خلق تنمية مستدامة عاجلة وسريعة وتوسيع محيط دائرة الإستثمار وفي المقدمة الإستثمار الأجنبي فهو اكثرقدرة على تحريك عجلة الإقتصاد بشكل متسارع الى امام في العديد من المجالات وتقديم التسهيلات اللازمة وخاصة للإستثمارالخارجي وتقديم الفرص المغرية للمستثمرين الأجانب من اجل التحرك نحو العراق للاستثمار فيه فهو بلد غني بالثروات وكثير الخيرات ولا بد أن يجري ذلك وفق نظرة استشرافية لزيادة عدد السكان التي تبيِّنها عملية التعداد السكاني القادمة 0
ولتعلم الحكومة العراقية ان عمليات التعداد السكاني الهدف الاساس منها هو وضع خطط وبرامج في اطار البنية التحتية تضمن العيش الكريم للشعب مع الزيادة في السكان وليس القاء نتائجها على الرفوف وإهمالها ولكن تتولى لجان حكومية معدة ومهيئة مسبقا لغرض دراستها لوضع برامج لتشيغلها في خلق وبناء الكثير من مشاريع الإستثمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية 0
وعدم اهتمام الحكومة بذلك والقيام به سيؤدي الى بقاء البلد في اطار الحياة القديمة وبتراجع المواطنين الى مستويات عميقة من الفقر والفاقة وضعف الحال وقلة الدخل الشهري للفرد والأسرة والجماعة 0
وهذا التردي يخلق بنية تحتية مهشمة وهشة للمجتمع العراقي تؤدي بالمحصلة الى تفاقم المجاعة وضعف التعليم وندرة الدواء وقلة الماء وتقلص ساعات تشغيل الكهرباء وانهيار الزراعة وتراجع وتلكوء الصناعة ولذا اقترح على الحكومة العراقية الاستعداد من الان الى معركة زيادة نسبة السكان في توفير ما تتطلب من حاجات وبضائع وسلع وخدمات والاّ ستضطرب الأوضاع في العراق نحو الأسوأ ويغيب الإستقرار النسبي في العراق ويتحول الى فوضى عارمة وانعدام شامل لكل افق للحياة الآمنة والمستقرة 0
وهذا ما قام بدراسته عالم الإقتصاد البريطاني توماس مالتوس (1766– 1843) والذي اعتبره اهم مشكلة انسانية سكانية وهي في رأيه خلل حاد يفرزه معدل زيادة عدد السكان بالنسبة الى معدل وفرة المواد الغذائية وغيرها من مسلتزمات الحياة واكد على مواجهته بشكل مدروس وحازم لكل ما يحمل من (العوامل الوقائية)من اجل ضمان التوازن المطلوب بين عدد السكان ومختلف الموارد الحياتية ، مع تمنياتي لنجاح عملية التعداد السكاني في يساقها الخاص بها