23 ديسمبر، 2024 12:12 ص

عملية الاهواز فيها بصمة داعش

عملية الاهواز فيها بصمة داعش

العملية الاخيرة التي حصلت على الاستعراض العسكري في مدينة الاهواز وراح ضحيته عدد من العسكريين و المدنيين و النساء و الاطفال كان عملا ارهابيا بأمتياز و لا يمكن أن يكون عملا عسكريا ضد الحرس الثوري الايراني كما وصفه المستشار السياسي لمحمد بن زايد فالعمل العسكري يكون في الجبهات و من عدو واضح والإرهاب ليس حربا و انما غدر من قبل دول تمول و تنشا خلايا في الخفاء و هذا وارد في كل الدول و لكن لا يمكن أن تقوم بمثل هذا العمل النوعي أي دولة عن طريق أجهزتها التقليدية أو من خلال تجنيد عناصر لها في الدولة المستهدفة مقابل أموال الا اذا كان العملاء يتم تجنيدهم عن طريق منظومة عقائدية تكفيرية تحبب لهم الموت و ترغب لهم الانتحار في سبيل تحقيق نتائج هذا العمل النوعي ما يميز هذا العمل الإرهابي الذي حدث في مدينة الاهواز الايرانية أنه انتحاري فالمهاجمون وضعوا الموت نتيجة طبيعية لعملهم عند مهاجمة العرض العسكري و هذا النوع من العمليات يقوم به نوع خاص من القوات و هم المنتمين لداعش يسمون (الانغماسيين ) و هدف هذه العملية و هذه القوة هو قتل أكبر عدد ممكن من العدو و من ثم الموت و هذه العقيدة غير موجودة الا عند التكفيريين و خاصة الدواعش و هذه الخطة لا ينجوا منها أحد على الإطلاق أي لا يمكن تفاديها أو أحباطها دون وقوع خسائر لأن المنفذين لا يفكرون بخيار البقاء على قيد الحياة و انما خيارهم الوحيد الإجهاز على أكبر عدد ممكن من الضحايا و لنا في العراق تجارب عديدة مع هذا النوع من العمليات الانغماسية كما حصل في الهجوم الداعشي على وزارة العدل و في سوريا قاموا بالكثير من هذه العمليات كالهجوم على نادي الضباط في دمشق و يستعمل الدواعش هذا النوع من العمليات ( الانغماسية )كثيرا في معاركهم في العراق و سوريا و قد حققوا الكثير من النتائج لهم قبل أن تفهم و تدرس القوات السورية و حلفائها و الجيش العراقي هذا النوع من العمليات و وضعوا له الخطط المضادة للتخلص منهم أو تخفيف عدد الضحايا قبل حصول الهجوم و الوصول الى الهدف و طبعا أظهرت هذه العملية نقاط ضعف واضحة في الأجهزة الأمنية الإيرانية بمختلف صنوفها و خاصة الاستخبارية منها كما توضح وجود حواضن تم تجنيدهم في منطقة حساسة تشهد صراع مصالح و لها قابلية على الدخول في صراع مع الدولة الإيرانية وفق معطيات جيوسياسية مع وجود تفريق اجتماعي قومي واضح من خلال تقديم الخدمات و تطوير البنى التحتية لهذه المدينة التي يعيش أغلب أبنائها الفقر و الحاجة و التهميش مما سهل أمام الدول الأخرى تجنيد عملاء لها عن طريق المال فتأمل الدول جزء من المسؤولية وأعمالها هذه المناطق نتيجة تسلط بعض التنفيذيين العنصريين الذينةيفرقون بين الفارسي و العربي على حساب الوطن و الدولة فهل ستكون عملية الاهواز نقطة مراجعة إلى الوراء لكل الأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة و تكون جرس إنذار خطير ينبه الغافلين عن جبهة داخلية لا يمكن إهمالها أو التغافل عن مسببات خرقها و الثغرات التي يمكن للعدو أن يخترق إيران من خلالها و وضع العلاجات الناجعة و الاستراتيجية لها هذا ما ستنبأ به الأحداث القادة .