17 نوفمبر، 2024 10:27 م
Search
Close this search box.

عمليات بغداد ومهرجان لتوزيع الجثث في العيد!

عمليات بغداد ومهرجان لتوزيع الجثث في العيد!

أحداث دموية كاسحة تتدفق على العراقيين، في كل حي من مناطق العاصمة بغداد، بين سوق يعج بالنساء والأطفال، وملعب لكرة قدم، ورصيف لوقوف عمال، وبين صيام وعيد، تنزف الأماكن المتلهفة للحياة بالجثث الممزقة والمحترقة، ولكن لمَنْ تشكو أمرها، وقد تُرك المجرم والقاتل بلا حساب أو عقاب، على جرائم الأمس القريب؟!
معارك دامية على الكراسي، وغراميات سياسية تذاع لاول مرة بحداد حكومي، وكأن الأمر بحاجة الى وزير للحزن في العراق، فهو لا يعرف عيداً إلا محملاً بالدماء، حيث اصبح اللون الاحمر معروفاً عند العراقيين، لان الطلب عليه كبير جداً، وقيادة عمليات بغداد، إرتأت أن تقيم مهرجاناً للدم، اخر ليالي رمضان المبارك!مؤسسة ضخمة جداً تمتلك ميزانية تقارن بوزارة كاملة، وبعدد أضخم من المنتسبين، وأغلبهم مشغول بإستخدام الهاتف النقال، أثناء مرور السيارات في السيطرات المنتشرة في شوارع بغداد، أو أنهم يتكلمون مع سائق صديق، ولا يهمهم سوى خلق إختناقات مرورية، يشعر خلالها جميع الحاضرين بالتذمر، والإستياء من جدوى وجود قيادة عمليات بغداد.
محنة كبيرة يعيشها ابناء الكرادة الصابرون، وهم يشعرون بالغضب، حيال ما تقوم به الأجهزة الأمنية لحماية منطقتهم، وكأن السيطرات العسكرية فيها، باتت أشبه ما تكون بدكان الرعب الصغير،لكنه يفلح في إختراق سيطرة الموت، لتعلن رحيل المزيد من الأبرياء الى السماء، فأمست الكرادة تنحب على أبطالها الذين قتلوا غدراً وظلماً.
قيادة عمليات بغداد شخصية ناعمة ماكرة، فهي تصرح بأن عواصم الدول المتقدمة، تتعرض هي الأخرى الى تفجيرات مع إمتلاكها لأجهزة حديثة، لكن هذه القيادة تنسى أو تتناسى عدد الضحايا، وهل دفع العالم ثمناً كما يدفعه العراقيون منذ عام 2003، ثم ما فائدة التصريحات والقيادات الأمنية تراوح مكانها، بخططها التقليدية البائسة؟! 
يجب على الحكومة المركزية التفكير جدياً، بحل قيادات عمليات بغداد، التي ملَّ العراقيون خروقاتها، وإلا ماذا يعني توزيع منتسبي الفوج الرئاسي، لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم في المناطق المؤدية، من الدورة الى الكرادة والجادرية؟ لماذا لا تفكروا باللجان الشعبية، التي طرحها السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره) فأهل مكة أدرى بشعابها؟! 
تفجيرات الكرادة واقع مرير، تم فيه حرق الذكريات، لكنها رغم النيران والخراب ترفض الذل، لأنها وصمة عار في جبين الإنسانية الحمقاء، التي لم تبذل جهدها في حرق الفكر الداعشي المنحرف، وجعلت من هؤلاء الأبرياء قرابين لغطرستهم وإجرامهم، فتأتي الكرادة لتضع إصبعها على الجرح، ولتسأل متى سينتهي هذا االدمار ويبدأ العيد؟! الباحثة البريطانية ألفيا روبنسون تقول: النمل يحذر بعضه البعض من المسالك الخطرة، ويتلقى أوامر مركزية بشأن ذلك، ومنها سندرك حاجة الإنسان، الى الإعتبار من النمل مع ملكته الطويلة العمر، على توفير سبل الأمن بثقة وإصرار،على تجاوز مصاعب الحياة، والرسالة موجهة االى القادة الحمقى في عمليات بغداد، وإلا ستنهار مناصبكم الفارغة! 
الإنتصارات التي تتحقق بساحات المواجهة مع داعش، تجلب الوهج والتألق لصورة التلاحم البطولي، لأبناء العراق ضد عصابات التكفير، لكنها تحرق قلوبنا الحرى ودموعنا الثكلى، بما يقوم به الدواعش من مهرجانات للدم والجثث، والحكومة بدت عاجزة عن توفير الأمن لشعبها، فمن حق الكرادة أن يقوم أبناءها بحمايتها، فمَنْ رحل ليس بالقليل! 

أحدث المقالات