ما اكثر ايام الاسبوع دمويةً ولم يبقِ منها يوماً غير دامٍ وكان الخميس تتويجاً وعملاً نوعياً للتنظيمات المسلحة في مهاجمة وزارة العدل بوسط العاصمة وفي وضح الانهار مع تحدي لم نشهده سابقاً ، والذي كان على مستوى عالي من التنسيق والاداء وتنفيذ الخطة بشكل دقيق ، فضلاً عن تنسيقهم مع المجاميع الارهابية الاخرى التي نفذت عمليات في اماكن اخرى بشكل هجمات متتالية لاحداث ذعر و تخلخل في اداء الاجهزة الامنية ، وبالتالي يكون ردود افعالها غير متوازنة للتعامل مع الاحداث . بالرغم من اعلان الوزارة وعدد من المسؤولين الامنيين التقليل من نوعية الهجوم المنفذ وعدم قدرة المنفذين على تحقيق اهدافهم . في المقابل نجد ان المجموعة تمكنت من دخول الوزارة والصعود الى الطابق الثاني وحدوث اشتباكات بينها وبين القوة المتصدية لهم من الجيش . واكد شهود عيان من الذين تم احتجازهم من قبل احد افراد المجموعة انه عراقي تحدث معهم وبعدها قام بتفجير نفسه ، مما يفند الادعاءات التي اكدت قتلهم جميعاُ وتطهير الوزارة . الذي اثارنا ان نائب رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان ( حاكم الزاملي) صرح قبل اسبوع بان عملية ارهابية يجري الاعداد لها تستهدف زعزعة الامن والنظام . لم يجرِ التعامل مع هذه المعلومة بجدية واعتبرت مجرد تصريحات مكررة يومياً وحدث ما حدث . المؤسف ان الاجهزة الامنية تُحمل الطبقة السياسية ما يحدث ونسيت ان واجبها يجب ان يكون بمعزل على العمل السياسي وعلى تشكيلاتها التخلي عن الانحياز لهذا وذاك والتصرف بمهنية عالية للتعامل مع الارهاب والمليشيات والتنظيمات المسلحة . السؤال المطروح كيف تخطت هذه المجموعة عشرات السيطرات واجهزتها السونارية ان كانت تعمل حقاً ، وارتداءها البزات العسكرية لصنف خاص من الاجهزة الامنية ( قوات سوات ) وتحركها ضمن منطقة تُراقب بكامرات ترصد التحركات الراجلة والالية ، مما يتطلب متابعة صور الكامرات لمعرفة الوجهة التي سلكوها حتى دخولهم الى الوزارة . وكفانا ان يكون بعد كل خرق امني نحمل تنظيم القاعدة قبل معرفة نتائج التحقيق ، فمن باب تُعلنون ان القاعدة قد تم تجفيف منابعها ولم تُعد قادرة على تنفيذ هجمات نوعية . يا تُرى من يُنفذ هذه الهجمات أليس هم عراقيون بالصوت والصورة .