23 ديسمبر، 2024 4:51 ص

كلمه تعود عليها ابناء جيلي ايام التسعينات والثمانينات حتى مللناها واليوم أجدني عاجز عن استخدام سواها.

ماذا اقول وماذا يقال؟!

باختصار العراق بلد تحت الاحتلال الإيراني ومنتهك السيادة تماما وبهذه الحالة تكون حكومته غير شرعيه واي نشاط سياسي هو غير دستوري ولا يمثل الشعب، لا يمكن اعتبار العراق دولة بهذه الحالة، بل ساحة مفتوحة جغرافيا على الجميع، لا أكثر

بالنتيجة الانتخابات فعل ديمقراطي وواجب أخلاقي ولكن في سويسرا لا في نظام عصابات غير دستوري بهذا الشكل، وهل يتبنى الحشد الشعبي هذه السخافة؟ أي جهة دينية، سياسية، قومية، أو عشائرية ترضى او تتبنى هذا الفعل فهي اليوم أخطر ما يكون على الامن القومي العراقي (هذا إذا بقي شيء اسمه الامن القومي في العراق)

في العراق كل شيء وهمي، السيادة، الحكومة، الشرطة، الجيش، حتى العلم (عش هكذا في علو أيها العلم!!) تاليتها علم العراق وهمي؟ طيب والنخوة والغيرة والشهامة؟ – صارت سوالف يمعود, وان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم. اما القضاء العراقي فهو اشد فسادا من النظام القضائي أيام أنطونيو سالازار ونظام إستادو نوفو في البرتغال قبل ثورة القرنفل في السبعينات. وإذا كان صدام حسين هو المسؤول عن تدهور حال العراق في التسعينات وحتى عام 2003 فمدحت المحمود والمحكمة الدستورية والنظام القضائي العراقي بالكامل يتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية على ما يجري، وما زلت أتذكر عام 2005 والاغتيالات التي طالت عشرات القضاة لتستتب الأمور لمن في مراكز القوة اليوم، وقتها صدقنا وبكل سذاجة ان الجميع يسقطون بنار القاعدة… من سيحافظ على العراق إذا كان نوري المالكي شخصيا يدعو سليماني على الإفطار في بغداد؟ (الصدر هو الوحيد الذي لم يقابل سليماني حتى الان -حسب المعلن طبعا)

فمن هو المسؤول؟ ومن نحاكم؟ المرجعية في النجف؟ القضاء العراقي؟ نوري المالكي؟ قادة الجيش العراقي؟ جهاز المخابرات؟ في الحقيقة الكل متورط، مع شلة لصوص من علماء الدين من الطائفتين، اما إذا كنت عاجز عن رؤية هذا بسبب انتمائك الديني فهيا نستمر بحرق العراق من اجل الطوائف وهكذا سنبني وطن، نعم سنبني وطن، ولكنه وطن من رماد، فحتى المعتقد الديني لا يجب ان يتجاوز حقوق ومصلحة الوطن. فكم ضيعنا من هذا الوطن في التسعينات واحداث الجنوب وكم ضيعنا في كردستان وكم خسرنا في الفلوجة وكم انكسر في الموصل وكم و كم؟

وبعد كل هذا يأتي من يأتي من المثقفين ويقول أنتم متشائمين ويوجد أمل، (آيه في امل على راي السيدة فيروز) فالحقيقة المؤلمة ان الديمقراطية تكون كارثه في الشعوب المتخلفة و الفقيرة, كم دعمنا التحول في العراق وانا شخصيا شاركت في الإحصاء و التدقيق في المفوضية العراقية في ديسمبر 2005 (وقتها كان في امل) ولكن لا يمكن الاستمرار في دعم هذه المهزلة مع انهيار العراق على يد نوري المالكي بعد الانسحاب الأمريكي عام 2011 وتهريب امراء تنظيم القاعدة من سجن أبو غريب عام 2012 ثم مجزرة سبايكر و التضحية بالجيش في الموصل وتهريب نفط و أموال العراق لتمويل حرب سوريا, ومن سيء الى أسوأ حتى اوصلتنا هذه الديمقراطية اليوم الى محاصصة يراد لها ان تكون بين مقتدى الصدر (قائد مليشيا وقاتل عبد المجيد الخوئي في 2003 وأحد أسباب الحرب الأهلية في 2006) وهادي العامري (طائفي متشدد ,رفع السلاح ضد الجيش العراقي في الثمانينات ومجرم حرب بعد 2003 ولا يختلف شعره عن حسين كامل) وقيس الخزعلي (مليشيواتي آخر ابتلتنا الأيام به منذ 2006 ومسؤول عن عمليات تصفية جماعيه في ديالى والموصلز)

بالطبع بعد كل هذه المأساة سيأتي الخونة على الجانب الآخر ويقومون برد كرامة العراق عبر رفع اعلام تركيا، هل يمكن تصور حال أتعس مما نحن فيه؟

ما نفعله هنا ليس سوى اعلان موقف أما البلد، فلا ينفع البكاء على اللبن المسكوب، مع اننا سنبقى نبكي العراق الذي كان حلما وانتهى، وعزائي للشباب الذي يعيش احتلال، كبت عاطفي، فقر، تجهيل، طائفيه، وقلة حيلة، وعدد ولا حرج، فالعراق مُتعِب جدا، والحياة فيه اضيق من التابوت على كل من يحلم.

ونقول أخيرا (عش هكذا في علو أيها العلم) هو مطلع قصيدة للشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي، سماه الحمقى بالزنديق، مع ان حتى الزنديق أفضل من الخائن.

وبالعراقي، بعدهم ما صاروا حكومة ورافعين صور الخميني لعد باجر شراح يسوي العامري وغير العامري؟ و سالفه ثانية، تره اليوم اللي يعترف بوجود احتلال إيراني لا هوه سني ولا شيعي خارج عن المذهب، لا… ايسموه وطني، وبس… ولا تستغربون من تشوفون هذي الصور ولا اللي راح تشوفوا، تره مو جديدة، وشوف شسووا العراقيين أيام العثمانيين، و العشاير اللي كانوا أدلاء للجيش البريطاني من البصرة لبغداد و انته تفهم وين واصله الخيانة بهالبلد اللي ولا شاف راحه, لو تعصب قومي لو تطرف مذهبي.