تجولت وجلست محاورا وسائلا وهامسا ومستفسرا وحتى مجادلا للكثير ممن يتمسكون بالبقاء في ساحة التحرير واقتران رحيلهم عنها برحيل النظام الحالي بكامل شخوصه واحزابه ومكوناته وطوائفه التي تحاصصت واقسم صادقا اني في تواجدي بينهم لم استطيع تمييز من ينتمي الى هذه الطائفة ممن حاورتهم او الى تلك اللهم عدى قلة منهم وكان اغلبهم صغارا في اعمارهم عمالقة بعزمهم واصرارهم وفيهم خصلة لا توجد باجيال الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وهذه الميزة مذهلة حقا انهم لا يخافون النظام مهما عتى وتجبر ومهما كانت اسلحته على عكس من فكروا بالتظاهر عام 1998 بعد مقتل الشهيد الصدر ونشروا بينهم اشاعة : تقول ان قصي اوقف الدبابات عبر القناة وسيقوم بمحو الثورة خلال ساعات فانفضوا خائفين من اسم ابن الرئيس وسطوته وقدرته على محو المدينة وقتل من فيها للحد الذي شجع الشرطة على مطاردة بعضهم في الازقة القريبة من جامع المحسن في بداية مدينة الثورة في حين رفض (رجال ثورة التك تك ) مشاركة اي طرف في الانتفاضة غيرهم حتى لو كان ابن الشهيد الصدر واعلنوا : ( ابد .. ابد بغداد ما تسكت بعد ) وتصاعد حماسهم وانتفاضهم مع شمس كل يوم من ايام الانتفاضة المباركة حتى عندما اقترح رئيس الوزراء الذي اسموه ( ابو العدس ) ان تشكل الكيانات الفائزة بالانتخابات حكومة بديلة عن حكومته واعلنوا من ساحة التحرير ومن ( المطعم التركي ) الذي اسموه (جبل احد ) بصوت جهوري ( لا مقتدى ولا هادي .. حرة تظل بلادي ) وكان اكبر تحدي وكسر عظم بعد التظاهر والاعتصام بين الشعب ممثلا بالمنتفضين من جهة وبين الحكومة يوم اصدر رئيسها منع التجوال ابتداء من منتصف الليل حينما توافد الاهالي من كل محلات ومناطق بغداد التي تناست ما اريد لها من طائفية على ساحة التحرير كسرا للقرار وتضامنا مع المنتفضين . ان الاول من اكتوبر سيبقى علامة مميزة في تاريخ الثورات والانتفاضات في العراق وسيخبوا دون ضوئه ضوء كل انتفاضة او ثورة ما عدا ثورة الحسين وانا على يقين ان قطف الثمار قريب وسيرحل كل طائفي ولص وفاسد وسيخلد التاريخ شباب بداية الالفية الثالثة وساحة التحرير وسوح العراق الاخرى وسائق التك تك وسيذهب رجال الطائفية والمحاصصة الى مكان استحقاقهم و .. بغداد تبقى حرة .