6 أبريل، 2024 7:27 م
Search
Close this search box.

عمر عبد الستار .. أهم عقل سياسي عراقي ( سني )

Facebook
Twitter
LinkedIn

أنا كمواطن عراقي شيعي بالولادة – ملحد – بالمعتقد ومتحرر من سطوة الفكر القومي والديني .. أشعر حاليا بالوجع لإحتلال الميليشيات التابعة لإيران لمدن: الموصل والرمادي وصلاح الدين وديالى .. ورغم كل إعتراضاتي على تأييد قسم من ( السنة ) للقاعدة وداعش ونظام صدام ، لكني بدافع الإيمان بالعدالة أقف بقوة ضد التنظيمات الشيعية التي تستبيح المدن السنية وتذل أهلها خدمة للعدو الإيراني .

لقد صدمنا الأداء السياسي ( للسنة) بعد عام 2003 .. رغم وجود الكم الهائل من ضباط الجيش والمخابرات والأمن ، والكوادر السياسية والأكاديمية من السنة ، لكن الأداء كان ضعيفا ، وفي معظم الحالات الخيارات السياسية خاطئة جدا مثل : إحتضان تنظيم القاعدة ، وبعده داعش ، ومعاداة الولايات المتحدة الأميركية وعدم التعلم من تجربة علاقة دول الخليج العربي مع أميركا والفائدة الكبرى التي حصلوا عليها بخصوص الحماية والرعاية ، واًصاب السنة الإرتباك والتشتت ، بل أكثر من هذا سقوط بعض السنة في فخ الأطماع الشخصية والحزبية والإرتباط بإيران وخيانة وطنهم والتفريط بحقوق أبناء طائفتهم !

رأيي الشخصي شكل ظهور عمر عبد الستار حدثا هاما في المجتمع السني ، فهو سد الفراغ في التحليل والتنظير السياسي للسنة ووضع خارطة طريق لهم للوصول الى أهدافهم ، والرجل كان طبيبا ولديه إرتباط بالحزب الإسلامي ، وإنتخب نائبا في البرلمان العراقي ، لكنه حكم عليه بتهمة الإرهاب وغادر العراق ، ثم حصلت لديه مراجعة فكرية وتحولات رائعة نحو السياسية العملية الواقعية ، وأخذ يدعو بوضوح ( سنة العراق ) الى ترك لإنشغال بالأفكار القومية والإسلامية ، وإختيار الفكر السياسي العملي الذي يهم مصالحهم في مشروع إقامة دولة سنية ووطن لهم .

بل أكثر من هذا .. صرح في أحد فيديوهاته المنشورة على اليوتوب .. بضرورة الإستفادة من تجربة اليهود السياسية ونجاحهم في الحصول على وطن لهم بفضل تحالفهم مع القوى العظمى ، وشدد على أهمية تحالف ( سنة العراق ) مع أميركا من أجل ان تصبح واليا وراعيا وحاميا لهم يمكنهم من تحقيق هدف إنشاء وطن لهم ، وهي دعوة واقعية سليمة جدا ، فالتعايش بين الشيعة والسنة أصبح مستحيلا اليوم وغدا ، وشيعة العراق تم إبتلاعهم كليا من إيران وتحويلهم الى أداة بيدها ، وتم إنشاء ميليشيات مسلحة كي تكون القوة التي يهيمن الشيعة بواسطتها على العراق وثرواته خارج الدولة ورغما على الشريك السني ، وهناك مشروع التغيير السكاني ، وكذلك محاولة تغيير المعتقد وتحويل السنة الى شيعة .

ان طروحات الدكتور عمر عبد الستار هي مايحتاجه السنة ، وعليهم ان يتركوا الأفكار الخيالية عن وحدة الوطن والعراق الموحد ، لقد إنهارت الدولة ، وإنتهى العراق القديم ، وسيطر العجم الإيرانيين وعملائهم على كل شيء ، وليس امام السنة .. اما ان تظلوا مدنهم محتلة ويتحولوا الى عبيد لدى إيران ، واما ان يتوحدوا وينبذوا الفكر القومي والديني ويستغلوا حاجة دول الخليج وأميركا وإسرائيل لقطع الطريق على إيران للوصول الى سوريا عبر الرمادي والموصل ، ويتحالفوا مع الولايات المتحدة الأميركية ويؤسسوا أولا الإقليم السني ثم ينخرطوا ضمن المحور : الأردني المصري الخليجي .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب