(نحن لانستسلم ننتصر او نموت ) لقب بشيخ المجاهدين وشيخ الشهداء واسد الصحراء وشهرته عمر المختار ولد في 20 اب 1861 واغتيل من قبل الفاشست الايطاليين بعد ان حكم عليه بالاعدام في محكمة صورية افحم فيها الجمع الذي كان يحاكمه وادخل في قلوبهم الرعب وكأنه الاسد وهم الخراف وكان ذلك في 16ايلول عام 1931 قاد المقاومة الوطنية الليبية وهو في عمر53 واستمر يقاوم الفاشست الايطاليين 20 عاما اذاقهم فيها الويل والثبور ويعتبر من اشهر المقاومين العرب والمسلمين في التاريخ الحديث توفى والده في الحج وهو صغير واوصى لاخيه ان يرعاه وشقيقه فادخلهما اخوه مدرسة القرأن ثم التحق بالمعهد الجغبوبي ولفت انظار معلميه بذكائه وثقته بنفسه وبقى ثمان سنوات ينهل من العلوم الشرعية كالفقه والحديث والتفسير وكان متميزا بالنباهة ورجاحة العقل ومتانة الخلق والتمسك بالمباديء الاسلامية والجدية والحزم والاستقامة والصبر واصبح خبيرا في مسالك الصحراء وتعلم انواع النباتات الصحراوية وخصائصها والمعالجة بها كما كان على خبرة بالانساب وسمات القبائل اتبع الشهيد عمر المختار اسلوب حرب العصابات في الكر والفر على المحتل الايطالي فأذهلهم ومرغ سمعة الجيش الايطالي الذي يجهل مسالك الصحراء وطرقها .. عقد القطب الرئيسي في المقاومة ادريس السنوسي صلحا مع ايطاليا مما اغضب عمر المختار وزعماء المقاومة ورحل السنوسي الى مصر بحجة المرض وتجددت الحرب واصبح عمر زعيم الحركة الجهادية يجمع المال والسلاح من القبائل ويقود الغارات على المحتلين الايطاليين ..قال موسيليني بعد الانتكاسات والخسائر الكبيرة – اننا لا نحارب ذئاب كما يقول غراتساني نحن نحارب اسود يدافعون بشجاعة عن بلادهم ان امد الحرب سيكون طويلا .. جرت مفاوضات بين المختار وحاكم طرابلس والرقة الايطالي بيترو بادوليو وكان اللقاء لقاء الند للند وكان يحيط به 400 فارسا وقد وصف اللقاء الكاتب الايطالي كانيفاري- وصل عمر المختار مكان الاجتماع محاطا بفرسانه كما يصل المنتصر الذي جاء ليملي شروطه على المغلوب – وفي احد لقاءات التفاوض مع الايطاليين اصروا على ان تكون المفاوضات في بنغازي وخول عمر الحسن بن رضا السنوسي نائبا عنه عاد الحسن بشروط تختلف عما اراد المختار ورفضها رفضا قاطعا ثم قال للحاضرين انا لا ارضى بهذه الشروط وافضل الموت جوعا وعطشا ولا القي بنفسي واخواني بين ايد الايطاليين يتصرفون بنا كما يشاؤون وقال للحسن لقد غروك بمتاع الدنيا الفاني يابني ومن حينها قطع العلاقات مع الحسن السنوسي وقال نحن نعلم انهم سوف يحاولون تدمير المقاومة عن طريق شراء الذمم والدسيسة وشق الصفوف .. انشأ الفاشست معسكرات للاعتقال الجماعية في الصحراء واحاطتها بالاسلاك الشائكة ولم تفرق بين المعتقلين في الجنس او العمر او الحالة الصحية شيوخا ونساءا واطفالا وشبابا في ت1 -1930وقع المختار اسيرا في قبضة الايطاليين وتم نقله مقيدا بالسلاسل الى بنغازي يقول غراتسياني في مذكراته – انه خلال الرحلة الى بنغازي تحدث بعض السياسيين مع المختار ووجهوا له اسئلة فكان يجيب بكل هدوء وبصوت ثابت وقوي دون ان يؤثر الموقف عليه وقال ايضا ( هذا الرجل اسطورة الزمان الذي نجا الاف المرات من الموت والاسر واشتهر عند الجنود بالقداسة والاحترام لانه الرأس المفكر والقلب النابض للثورة العربية الاسلامية وكان ينظم القتال بصبر ومهارة فريدة لامثيل لها لسنين طويلة والان وقع اسير في ايدينا ) لقد فاجأ المختار المحققين الايطاليين بهدؤه وصراحته المذهلة وبلا مراوغة .. قال لهم نعم لقد قاتلت ضد الحكومة الايطالية لم استسلم قط لم تخطر في بالي فكرة الهرب عبر الحدود منذ عشر سنوات تقريبا وانا رئيس المحافظة اشتركت في معارك كثيرة لا استطيع تحديدها لا فائدة عن سؤالي عن وقائع منفردة وما وقع ضد ايطاليا والايطاليين منذ عشر سنوات كان بأرادتي واذني كانت الغارات تنفذ بأمري وبعضها قمت بها بنفسي الحرب هي الحرب اعترف بأنه قبض علي والسلاح بيدي هل تتصورون ان ابقى واقفا دون اطلاق الناراثناء القتال لا اشعر بالندم عما قمت به )
سأله غراتسياني : لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومية الفاشية ؟ المختار : من اجل ديني ووطني
غراتساني : ما الذي كان في اعتقادك الوصول اليه ؟ المختار : لا شيء الا طردكم لانكم مغتصبون اما الحرب فهي فرضت علينا وما النصر الا من عند الله .. غراتساني : لما لك من نفوذ وجاه في كم يوم يمكنك ان تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا اسلحتهم ؟ المختار : لايمكنني ان اعمل اي شيء وبدون جدوى نحن الثوار سبق ان اقسمنا ان نموت كلنا الواحد بعد الاخر ولا نسلم او نلقي السلاح >> ويستطرد الجنرال غراتسياني حديثه ( عندما وقف ليتهيأ للانصراف كان جبينه وضاء كأن هالة من نور تحيط به فأرتعش قلبي من جلالة الموقف انا الذي خاض المعارك والحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء ورغم هذا كانت شفتاي ترتعش ولم استطع ان انبس بحرف واحد وانتهت المقابلة وامرت بأرجاعه الى السجن لتقديمه الى المحاكمة في المساء لقد خرج من مكتبي كما دخل علي وانا انظر اليه بكل اعجاب وتقدير .. جرت المحاكمة وصدر الحكم اكتفى بالقول ( ان الحكم لله لا لحكمكم المزيف انا لله وانا اليه راجعون ) نقل عن البعض الذي كانوا قريبين منه انه كان يتمتم بالاية الكريمة ( يايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية ) هذه ليست النهاية بل سيكون عليكم ان تحاربوا الجيل القادم والاجيال التي تليه اما انا فأن عمري سيكون اطول من اعماركم .. من اقواله :
– ان الظلم يجعل المظلوم بطلا واما الجريمة فلا بد ان يرتجف قلب فاعلها مهما حاول التظاهر بالكبرياء
– انا امؤمن بحقي في الحرية وحق بلادي في الحياة هذا الايمان اقوى من كل سلاح
– لأن كسر المدفع سيفي فلن يكسرالباطل حقي
– ان الضربة التي لاتقصم ظهرك تقويك
– كن عزيزا واياك ان تنحني مهما كان الامر ضروريا فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك مرة اخرى
– التردد اكبر عقبه في طريق النجاح
اقدم رئيس وزراء ايطاليا سيلفيو براسكوني على الانحناء امام محمد المختار نجل عمر المختار وقبل يده معتذرا عن كل المأسي التي تسببت بها ايطاليا للشعب الليبي في لقاء تم بينه وبين القذافي لطي صفحة الماضي وبدأ صفحة جديدة في العلاقات بين ليبيا وايطاليا كتب عنه الكتاب وارثاه الشعراء ومنهم احمد شوقي وخليل مطران وكتبت عنه القصص وانتج فيلم عنه ( اسد الصحراء )بطولة انطوني كوين جسد روعة المختار وكفاح الشعب الليبي ضد الاحتلال الفاشي سميت عشرات الشوارع والمدارس وغيرها في العالم العربي والاسلامي بأسم عمر المختار وهكذا بقى عمر المختار حيا ونموذج يحتذى به في الكفاح من اجل الحرية والاستقلال والدفاع عن المباديء والشرف الوطني