23 ديسمبر، 2024 5:27 ص

يجد البعض استغراباً في العنوان, فالمسألة سياسة في سياسة، والسياسة قذرة كما قال علماؤها. تلطخت أيديهم في المشاركة بالعملية السياسية التي توصف بأنها بائسة, هل العملية السياسة تحتاج إلى معمم ؟ أو أن كل ما يحتاجه السياسي هو مخافة الله سبحانه تعالى. نعلم و يعلم القارئ أن العراق الجديد أنتج حكومات مختلفة بعد 2003 , ودخل ضمن نطاق السياسة رجال دين و ارتدوا اللباس الإسلامي حتى في جلسات البرلمان و ذلك ليس عيبا أو حرام لكن ما ننقده هنا ونستهجن حدوثه هو أن تكون العمامة في خدمة حزب سياسي ما أو تحت أمرة صاحب هذا الحزب ترسم خريطة سلوكها ويُعبد لها طريق تصريحاتها ويضع لها حدود أقوالها، يولجون أنفسهم و يدخلون في قطيعة واضحة مع بعض السنن و التقاليد و ذلك على حساب مصلحة حزبه و توجهه السياسي, وبالتالي يقوم صاحب العمامة وهنا الخطورة الكبرى، بتأييد أراء ونظريات الحزب بنصوص دينية وأحاديث نبوية محاولة إضفاء مسحة تقديسية على هذا الحزب ومواقفه التي يتخذها. بعض الأحزاب الدينية الحاكمة شرعنت النقمة على الدين، وجعلت المجتمع ينقم على الدين مما فتح الأبواب على مصراعيه، لأصحاب التقسيط والتنكيل بالدين، ليستغلوا هذه الفوهة وينتهزوا الفرصة. صاحب العمامة، سوداء كانت أم بيضاء شيعياً كان أم سنياً، في ظل هذه الحالة واعظا وداعية ملمعا للحزب السياسي الذي أنخرط فيه، فتراه مدافعاً عن الأفكار الذي يقدمها والأطروحات التي جاء بها مستخدما جميع الأساليب التي يتقنها والذي تعلمها من خلال درسه وتعليمه في المدارس الدينية. تلطخت أيديهم في المشاركة بالعملية السياسية التي توصف بأنها فاشلة, هل سينجون من سمعة هذه العملية السيئة الصيت. جعلتم لكبائركم قدسية, وغلفتموها برداء الدين, فتجاهلوا قيم الدين الأصيل. ارتكبوا الكبائر وجعل من ديننا وسيلة يزين بها كل قبيح أعمالة. ويشبع بها ذاته التي فارقته قيم الإنسانية والعدالة. هل النثريات و الايفادات و حفنات الدولارات تزعزع الإيمان! عليهم إن يرتقوا إلى درجة من النبل و النزاهة ليشطبوا على كل المهاترات والادعاءات الفارغة ضدهم .