17 نوفمبر، 2024 5:28 م
Search
Close this search box.

عمامة صامتة لكنها لم تسكت!

عمامة صامتة لكنها لم تسكت!

هناك فرق كبير بين الصمت والسكوت، فالأول يتولد من الحكمة، والثاني ينشأ من الخوف، وهما ضدان لا يتآلفان أبداً، لأن نتائج الصمت تكون في صالح الجماعة الصالحة، كونها قادمة من رؤية واقعية، وإستشراف موضوعي حول المستقبل القريب، الذي غالباً ما يكون طريقه، محفوفاً بمخاطر قمع الحريات والحقوق، والإبادة البشرية، التي تنتج جيلاً مرتعباً من جدران المجهول، أما الأحرار الصامتون، فمداد دمائهم تتكلم على مذابح الحرية!عمائم آل الحكيم ناطقة بالثورة، ورفض العنف بأنواعه، ولم تهمهم أسلحة الإرهاب البعثي، والجحيم الذي ذاقه العلماء والأجلاء، والأبرياء والبسطاء على حد سواء، فهم أصل شجرة الدماء الزاكية، التي أراقها الطاغية المقبور، ففي يوم واحد أقدم على إعدام عشرة، من أفراد أُسرة الحكيم، وأمام شهيد المحراب (رضوانه تعالى عليهم أجمعين)، لكن أبا صادق عاود الإنخراط الشجاع، في معترك المقاومة الإسلامية، فمن رحم المعاناة يولد الإنتصار!ثالوث مرعب إبتلع العراق، وصادر حرياته وحقوقه، بضوء أهداف بعثية لا شرعية لها، تتمثل في الوحدة والحرية، والإشتراكية الخاصة بالدكتاتور، فوحد زبانيته من عرب الجنسية، لخوض حرب دفاعاً عن بوابتهم المشرعة لليهود، كما كان متحرراً للغاية، وحريته مكنته، من إبادة مايشاء دون رادع يذكر، وإشتراكيته التي عنت له أن البعث وصدام، وأسيادهما مشتركون في نهب خيرات العراق، لكن شهيد المحراب، صمتَ لحكمة بالغة ولم يسكت أبداً!أرض الغد وشجرة الحكمة، نشأ فيها صاحب العمامة الثائرة، إنها المرجعية الدينية، عاش دقائقها لحظة بلحظة، عارفاً بجوهرها، ويشكل شهيد المحراب رقماً عالمياً بها، بعد والده الإمام محسن الحكيم، وبعد السيد محمد باقر الصدر(قدس سرهما)، لما مثله من سد منيع، بوجه الحرب البعثية العدوانية، خاصة وأنه يمتلك مواصفات قائد دولة، وزعيم مرجعية، لذلك عملت عمامته المقدسة فعلها الثري، لإخراج الناس من الظلمات الى النور! يوم كئيب وقناعة السؤال، تنادي ما سيحدث اليوم؟ غربان النار تجمع حطبها الوهابي، تحت سيارة السيد محمد باقر الحكيم، بعد دخوله لحرم أمير المؤمنين، لأداء الصلاة متسلحاً بقوله: العراق يمتلك كل مقومات النجاح لكنها مبعثرة، فعدتُ لأجمع شتاتها، لكن شهيد المحراب، كان على موعد مع بوابة الإرهاب المقيت، فلم يبقِ لنا إلا عمامته الشريفة القائلة: صمتُ لعشرين عاماً، ولم أرجع لأسكت، بل لأبني دولة عصرية عادلة! 

أحدث المقالات