23 ديسمبر، 2024 5:03 ص

في ضل الفوضى(الخلاقة) المستدامة أعتقد أنها النمسا البلد الذي لم يرفع تماثيل رموزه أبان الحرب العالمية بل قام أهلها بتغليف تلك الرموز بالأسمنت المسلح للحفاظ عليها من القصف المعادي .وهكذا مجدت الدول رموزها فصار شكسبير اعلى من الجواهري ، وروميو وجوليت اعلى من جميل بثينة ، ولعل المشكلة تكمن في أن كل نظام يحكم يعد الذي قبله بائدا مقبورا وهذا ينسحب على كل من ولد وترعرع في زمن ذلك النظام عدا الثوار العظماء الذين يمثلهم النظام الحالي ، وهنا تضيع قيم وتضيع ثقافة وتسفه منجزات ويقزم ابطال حقيقيين ويتعملق اقزام صغار…ولذلك كانت ثقافة الاجتثاث قد بدأت في العراق في الألف الثالث ق.م وصارت دستورا (مصوتا عليه)في الألف الثالث بعد الميلاد .
قبل العدوان الامريكي الاخير بشهر ونيف كنت ضابط ركن في احد الفيالق ، وكلفني السيد قائد الفيلق بحضور احتفال بسيط تقيمه الفرقة ألآلية الخامسة بمناسبة ذكرى معركة الخفجي حيث قامت الفرقة في ظل ظروف مؤلمة باحتلال المدينة السعودية لأيام ثلاث ..وكنت الاحظ بل اشعر بأن الاحتفال كان ضعيفا كون المعنويات كانت متدنية بسبب قرب موعد العدوان الامريكي ..انتهت الفعاليات فطلبت مكبر الصوت وتحدثت للحضور رغم عدم قناعتي لا بالمعركة ولا بخلفياتها السياسية قائلا (( بغض النظر عن خلفيات تلك المعركة ..اتتصورون ان افضل فرقة في جيوش العالم كانت ستقوم بما قمتم به في ظل نفس الظروف؟؟ وهل تتصورون ان هناك جندي في العالم كان سيدير محرك دبابته ويخرجها من موضعها ليقطع الصحراء المحترقة بطائرات عشرات الدول ليصل السعودية ويحتل مدينة بحجم الفلوجة فيها مطار ضخم وميناء اضخم ومصفى نفطي واحياء سكنية عديدة وكل ذلك بساعتين فقط لا غير مع ساعتين للتنقل ، ويصد هجمات مقابلة مجنونة احدها فقط شاركت به 420 طائرة مقاتلة مع سمتيات الاباتشي لأسناد القوات البرية ، وكل ذلك ب68 بطلا شهيدا؟؟)) ..((لكل شعب وجيش محطات في الذاكرة وفي التأريخ ينبغي عدم غيابها لنبقى نعرف وليعرف العالم من هو الجندي العراقي))
تعودتم ايها القراء الاعزاء على شطحاتي في الكتابة وبعد الاعتذار دعونا ننتقل من الخفجي الى ابو غريب التي هزت فضائحها العالم كله ولم تهز شعرة مرفق لسياسيينا ، وليس الامر بالغريب فسرقاتنا وفرهودنا عادة ما تهتز الدنيا له وسراقنا يوزعون الابتسامات على شاشات التلفاز مطالبين بالاسراع في الاصلاح ؟؟ وظلت جرائم الغزاة في ابو غريب دون استذكار
عراقي لأن الغازي ولي نعمة والضحية من النظام (المقبور) وبذلك فأن الجرائم التي ارتكبت بحقهم هي ليست جرائم ضد الانسانية لأنهم ليسوا بشرا اصلا متناسين ان هناك ثقافة الرفق بالحيوان على الاقل..(حاشاهم)
سريعا سأذكر بعضهم كي نستذكر الارهاب الامريكي وكي نعرف منبت الارهاب ألذي الصقوه بمقاوميهم الذين لم ترهبهم قوة امريكا وعنجهيتها
سعدون حمادي ..كربلاء 1930 ..ماجستيراقتصاد ..الجامعة الامريكية 1952 ..دكتوراه اقتصاد جامعة ويسكونسن الامريكية 1957 .. رئيس وزراء العراق..رئيس المجلس الوطني العراقي..لن أزعجكم بفنون التعذيب القذرة..كان السجناء يحترمونه فيقدمونه امامهم في طابور الغذاء الطويل فيمسكه الامريكي من قميصه ويعيده الى الخلف وعندما يصل يعيده مرة أخرى ..مع العرض انه كان يبيع طعامه مقابل السيكاير..انتقل الى جوار ربه 2007 .
اللواء الركن الدكتور سنان ابو كلل ..النجف الاشرف..جميل الخلق والخلقة ..عذب تعذيبا قذرا حتى استشهاده داخل السجن.كان يتعامل مع التعذيب بأيمان عال وثقة بالنفس والمباديء قل نظيرهما
السيدة افتخار احمد عبود.. رفضت نزع الحجاب ليلبسوا الكيس برأسها وظلت وفية لوطنها وكنت عقوبة الرجال ان يحلق شعورهم امم النساء الاسيرات وكانت هي والمجاهدة ام حيدر يهلهلان للابطال ويحييان المعاقبين.
الفريق الركن طارق صادق عبدالحسين..رئيس جامعة البكر ومحافظ الديوانية بعدها الذي جمع المهنية العالية بالاخلاق الاعلى والذي لم يطأطيء رأسه لآسريه رغم مرضه …سقط يوما من التعذيب والجوع على وجهه وتحطم انفه واسنانه ونقل للمستشفى بعد ان أوعز الطبيب له بوجبة طعام واحدة اضافية بسبب فقر الدم الشديد واعطوها له مرة واحدة لم تتكرر..رحل الى جنات الخلد وهو في الاسر.
ذكرى الفضيحة ينتهي اليوم لخمسة ايام قضيناها في متابعة المسرحية الهزلية لقسم السلطة وقصم ظهر العراق باستخدام جماهيره المسيسة هذه المرة وأدخالها لعبة التقاسم المخزية
لابطال العراق الذين ذكرناهم ومن لم نذكرهم لأن مجرد ذكر اسمائهم يحتاج لدفاتر ودفاتر الف تحية وعرفان ولجماهيرنا الواعية والمسيسة الف تحية ونقول الحمد لله فقد عرفتم اخيرا قوانين اللعبة القذرةش