لن اطلق عبارة الجمع عندما اتهم الساسة العراقيون بالعمالة للاخرين فقد يكون بعضهم مازال في قلبه وضميره شيء من الوطنية التي قد تتضاءل تارة وتارة اخرى تزداد نورا واشعاعا بينما كان ومايزال المواطن البسيط الذي لا تحركه اجندات اقليمية او دولية باتجاهات تدمير البلاد ،يمتلك الوطنية الكاملة النابعة من صميم عقيدته وبيئته ومجتمعه والتي تربى عليها واشبع ظمأه من ماء نهري دجلة والفرات فغرسا في داخله حب الوطن والمواطنة التي لن تتزعزع مهما غارت وجارت عليه عاتيات الزمن.
اليوم تتعرض بلادنا الى مؤامرة كبيرة وهي اشبه بمسرحية ابطالها (القائمون بادوارها) هما طرفان :الاول الساسة والثاني الشعب ( المواطن )،مع وجود فارق هو ان الساسة العملاء اصحاب الاجندات الخارجية الذين تسيرهم ايادٍ خفية من وراء الحدود ومن داخل دوائر المخابرات الدولية يعلمون جيدا ماذا يفعلون والى اين يقودون البلاد والعباد ، اما الطرف الثاني وللاسف جزء كبير منه لا يعلم مايجري فهو في الظاهر يقوم بعمل كفله له الدستور بالتظاهر ويطالب بما لا يتعارض مع القانون وهؤلاء اشد وطنية من الساسة ولكن جيرت تظاهراتهم ووجهت باتجاهات لا يحمد عقباها بعد ان كانت مطالبه بسيطة اضحت اليوم في تصاعد فيما لو طبقت على ارض الواقع. فالمواطن الوطني لا يرضى لبلاده واهله السوء والتدمير والتقسيم والاقتتال الطائفي –لاسمح الله- فلا نتصور ان الشعب العراقي باكمله من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه يرضى ان تعود به الايام الى الاعوام 2006 – 2008 التي احرقت الاخضر واليابس بنيران اتت على الناس حتى وهم آمنون نائمون في منازلهم التي حرم الله دخولها الا باستئذان ، ولا يرضون لانفسهم ولا لاجيالهم التي لن ترحم كل من سيدمر العراق وشعبه .
على مدى السنوات الماضية افرزت العملية السياسية في العراق الكثير من المتناقضات وكشفت العديد من الاقنعة التي كانت تخفي حقيقة الوجوه وارتباطاتها مع دول واجندات خارجية ، والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيبقى المواطن لعبة يتلاعب بها الاخرون ام سيكون اكثر وعيا واشد عزيمة في ان يقول كلمته الفصل في رفض اي مخطط لتقسيم البلاد او جر شعبه الى حرب طائفية وان يطرد كل الساسة الذين اظهروا وجوههم الكالحة من صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية القادمة حتى يصحح مسار العملية السياسية وتستقر سفينة البلاد لترسو في النهاية في مرفأ الامان ليعيش بسلام هو والاجيال القادمة .