19 ديسمبر، 2024 8:13 ص

عمار ـــ مقتدى : في رسالة مفتوحة

عمار ـــ مقتدى : في رسالة مفتوحة

سأذل نفسي في رسالة مفتوحة الى حضرتكم, مواطن من خارج احزاب المؤسسة الدينية , انتمائي الى الوطنية العراقية حصراً , اخاف عليها التصدع من الغزو الخارجي لثقافة التقسيم , والتواطيء الخياني المحلي , امسك شعرة الديمقراطية الفتية كآخر امل انقاذ من غرقنا الشامل .

مجتمع الجنوب والوسط العراقي , خذلته بوصلة خياراته المحدودة , فمنحكم ثقته واصواته, وعليكم التعامل معها بقليل من الأحترام, بدونها لا تكونوا شيئاً يذكر .

كتلة الأحرار الصدرية , تكرم عليها العراقيون بــ ( 30 ) مقعداً , كتلة المواطن على ( اكثر قليلاً ) , ائتلاف دولة القانون ( 95 ) مقعداً , وحصص متواضعة لبعض الكتل الأخرى من داخل التحالف الوطني , مالعمل في هذه الحالة , وكم ستكون نسبة الشكر والأمتنان والوفاء في اعناقكم , التحالف الذي يمثل الملايين من بنات وابناء الجنوب والوسط , وحضرتكم المسؤولين اجتماعياً واخلاقياً و ( شرعياً كما تقولون ) , كيف تتصرفون بأكثر من ( 175 ) مقعداً كأكثرية داخل البرلمان ؟؟ ” العقل السليم في الجسم السليم ” كما يقول المثل , ووجوه مكونات التحالف تقطر من فائض العافية , من الحكمة والوفاء , ان تجتمعوا وتتشاوروا وتتماسكوا , مجتمع الجنوب والوسط , متجانساً منسجماً من داخله , حتى مصائبه التي انتم اسبابها يمتصها صبره الجميل ويعفوا .

تحالفكم ايها السادة , كتلة اكبر واخرى اصغر ثم اصغر , انها نتيجة لأرادة وثقة واصوات مجتمع الجنوب والوسط وعليكم احترامها , اين المشكلة اذن ؟؟؟ , في الديمقراطية التي تدعونها وباقي الفرقاء , العملية الأنتخابية التي اشترك فيها الجميع, الأعراف والتقاليد والقيم التي تقضي بتوزيع مسؤوليات الدولة والحكومة حسب الأستحقاق الأنتخابي , الذي قرره الناخب العراقي بكامل وعيه وحريته واستقلالية قراره من داخل صناديق الأقتراع , التجارب العالمية الناجعة في الممارسات الديمقراطية … ؟؟؟؟ .

من حق الجميع ــ استحقاق انتخابي ــ  الحصول على حصتهم من كعكة المكاسب ولا حاجة للخروج عن المألوف واللجوء الى عبثية الفيتو والخطوط الحمراء وثقافة الأبتزازات ولي الأذرع , انه استهبال , ان تخرج بعض الأطراف على قواعد اللعبة الأنتخابية كنهج ديمقراطي , لتتفق على المشبوه من النوايا , تفرض على الأخر ارادتها وشروطها , تهدد بسخافات لا يقبلها المنطق , ترفض من يرشحه وتحدد له انتخاب من يمثله لرئاسة الحكومة ـــ ككتلة اكبر دستورياً واستحقاقاً انتخابياً ـــ اين الديمقراطية هنا , ان لم تكن دكتاتورية مؤجلة … ؟؟؟ .

رعونة .. سذاجة .. غباء ام الأسوأ , ان يتعامل اصحاب الأجسام السليمة بمنطق غير سليم, اين الديمقراطية .. والدستور .. واين الذوق الفئوي الشخصي .. ولماذا الأنتخابات وتكاليفها المادية والمعنوية وكذلك الدماء والأرواح اذا كان الأمر محسوماً اقليمياً ودولياً ونذالات توافقية مسبقة من الداخل.. ؟؟ .

اخرجوا عن شرنقة الأحقاد والكراهية السوداء والشهوة الصامتة للوقيعة والتخبط داخل اللامعقول , فالعراقيين اعادوا قراءة الممحي وغير المكتوب , نضجت فيهم التجربة وتعلمت منهم اكثر مما يتعلمون منها , طريق الحق قد يطول لكنه قد يقصر ايضاً , والصبر قد يستهلك صبره , اللعب على مصير الملايين والتلاعب في ثقتهم واصواتهم او سرقتها , مثلمة لا تشرف احداً .

الذي حصل الآن على ( 95 ) مقعداً, قد لا يحصل على نصفها في الدورة القادمة , اذا خذل ناخبيه , ومن لم يحصل على ما تمنا , قد يحصل على ضعفه في الأنتخابات القادمة , اذا ما اثبت صدق ادعاءاته وحسن نواياه, الأمر يقرره الرأي العام العراقي , وكما يقول المثل ” ابو گريوه يبين بالعبر ” , فلماذا تستعجلون كسر عظم بعضكم , وانتم تعلمون , ان المستفيد من تمزقكم وشرذمتكم وضياع رشدكم , هو من لايريد الخير لعراقكم واهلكم وعوائلكم ايضاً .

هل ترغبون ان نذكركم بتفصلات ضياع الموصل وهجرة اهلها واستئصال تاريخها وهويتها واقتطاع اجزاء من جغرافيتها , نذكركم بأستلاب كركوك بعنجهية مهينة مسحت قطرة الغيرة والحمية عن جبين شرف الأمة العراقية, عبر مؤامرة دولية اقليمة وتواطيء ضيوف عاقين من الداخل , نذكركم بيوم 10 / 06 / 2014 , استنزف العراق دم وارواح ووضعه على حافة الهاوية , ونذكركم بالذين تطوعوا افتداءً للوطن وشعبه وحماية عوائلكم ايضاً , ام انكم تستذكورن جيداً ــ مع ذلك ـــ ؟؟ .

بربكم : مع من تتحالفون الآن , مع متحدي النجيفي , مع وطنية وبعثية علاوي وعروبية المطلگ, مع شوفينية وعنصرية مسعود الأستفتائية , وجميعهم واجهات المخطط الصهيوني الأمريكي لأخراج العراقي من جلده وتمزيق ثوب خارطته , وضد من … ان لم يكن ضد الشعب والوطن وانفسكم ايضاً .. ؟؟ .

بقليل من الشجاعة والنوايا الحسنة , اجتمعوا وصارحوا بعضكم , اقترحوا توافقوا على ان يأخذ كل حقه الذي يستحق , وبقليل من الحرص على مصير الوطن والناس والأجيال , توازنوا من داخلكم وتجنبوا الوقوع , كما نرجوا ان تتركوا المراجع وشأنها ولا تورطوها في مواجهات مع حرية المواطنين واستقلالية تقرير مصرهم , حرية الشعوب جينات وراثية , اما معتقداتهم فهي مكتسبات بيئية , الموروث المجتمعي لا يمكن قهره , والمكتسب قد يخسر نفسه , انه انتحار مؤجل كما حصل للكنيسة الأوربية عندما خسرت امام حريات مجتمعاتها , المرجعية من الحكمة , تدرك قوانين المتغيرات من داخل الحراك الصامت للشعوب , كما تدرك ساعة صفر انفجار تراكماتها , اكثر مما يدركه متطفلي السياسة .

اخيراً نرجو السيدين الكريمين عمار الحكيم وقيدات مجلسه ومقتدى الصدر وقيادات تياره , ان يخرجا من ذاتهم المكتضة بأسقاطات العملية السياسية ولو الى حين , ليروا الحالة العراقية كما هي , يعيدوا تقييمها من خارج تعقيدات الغموض الذاتي , ليروا ابعد , حيث فضاء قيم ومباديء وثوابت الوطنية العراقية , انه العراق محاصراً بكواسر التدخل الخارجي , القادمة على ظهر الخيانات الداخلية حيث كارثة التقسيم والألغاء التام .

أحدث المقالات

أحدث المقالات