لم يدر بخلد المجموعة التي قامت بالاعتداء على النائب الدكتور عمار طعمة أنهم بعصيهم وأيديهم سيكسرون جدران التعتيم والتغليف الاعلامي المضروب على الشرفاء من السياسيين رغم قلتهم وعلى هذا الرجل بالذات ، وسيكشفون للناس معدن نفيس لعراقي جنوبي ناصع البياض تتحطم عند قدميه نظرية ( الشلع قلع كلهم حرامية ) وأصحابها الجهلة فلابد من وجود سياسيين يمثلون الشرف العراقي والوطنية العراقية والغيرة العراقية ، لقد فجرت صور زيارة وفد التيار الصدري للنائب عمار طعمة في داره المتواضع في سوق الشيوخ بعد حادثة الاعتداء عليه من قبل المتظاهرين قنبلة نووية في ساحة الوعي العراقي الذي عاش أجواء صورة نمطية عن السياسي والبرلماني العراقي رسختها السيول الجارفة من انباء الفساد والسرقة والرشاوي والتحزب والارصدة الخيالية في بنوك العالم وشراء الفلل والفنادق والبذخ المفرط من قبل سياسي عراق ما بعد التغيير واذا بتلك الصور تصدم العراقيين هل من المعقول ان يكون بيت بسيط ومتهالك مساحته 150م يشابه بيوت العراقيين الكادحين من المكاريد وهو كل ما يملكه برلماني لثلاث دورات متتالية ورئيس كتلة برلمانية !! لم يصدق الكثيرون هذه الصورة ورفضوها لأنها تخالف القاعدة المتعارف عليها فكل السياسيين هم سراق ولديهم حمايات وسيارات وشوارعهم مقطوعة والكرفانات تأكل نصفها … ولكن انتشار صور اخرى لزيارات قام بها وفود وناس للاطمئنان على صحة النائب طعمة وليشاهدوا بأم أعينهم الحياة الحقيقية لهذا النائب الذي لا يملك بيت أصلاً فهذه الدار المخبوءة في أحد الازقة هي لوالده الذي أعدمه صدام فهو سليل الحركة الاسلامية الجهادية ولكنه لم تحسب له ( الخدمة الجهادية) لآنه لم يغادر ارض العراق رغم المضايقات من قبل ازلام النظام البعثي حتى انخرط في الحركة الاصلاحية للمرجع الصدر الثاني فحكم بالاعدام وترك مقعد دراسته في المرحلة الاخيرة من كلية الطب ليرتحل الى اهوار الناصرية ملتحقاً بالمجاهدين حتى سقوط الطاغية ولتبدأ بعدها صفحة العمل السياسي مع كل ملابسات وارهاصات سياسة الاحزاب المتكالبة على السلطة والتعامل مع الكثير من السياسيين الذين لايهمهم من هذا الوطن الا ما يقضمونه من الكعكة , فكانت رحلة مليئة بمحطات مشرفة ولكنها معتم عليها ولا يتناولها الاعلام الذي انحاز للوجوه التي تأجج الصراعات الطائفية أو التي تدفع بعض مما تسرقه او التي لاتفهم منها الا الزعيق والنهيق , فسار العقل الجمعي العراقي مع أفرازات هذه الثلة الفاسدة ليفقد الثقة بكل السياسيين وليسلم ويسالم أن السياسة هي ساحة وسوق وبازار للسرقة فقط ولا يمكن ان يدخلها انسان شريف فضاع الاخضر بسعر اليابس وخمدت الاصوات الوطنية حتى جاءت الفرصة ليكتشف العراقيون هذا الكنز والامل في وجود سياسيين عراقيين يمثلوننا نحن المكاريد