17 نوفمبر، 2024 4:31 م
Search
Close this search box.

عمار الحكيم وعمقه الاستراتيجي

عمار الحكيم وعمقه الاستراتيجي

لم يستطيع عمار الحكيم، ان ينأى بنفسه بعيدا عن الانتماءات الدينية والعقائدية، أو ما يعتبره امتداده وعمقه الاستراتيجي، اليوم ومن خلال ظهوره الاول على الاعلام، بعد الحصار الذي فرضته امريكا على إيران، تكلم بلغة ليس معهودة لديه، وهو رجل الوسطية واللأعنف، حتى في احنك الظروف.

عمار الحكيم يهدد، ويهدد من؟! امريكا ” دي امريكا يا بيه ” مثلما قال الرئيسي حسني مبارك، لصدام حسين، ها انت حرقت مقراتك، من قبل التيار الصدري ولم تحرك ساكنا، وتشتم في كل ساعة، ولم ترد او تسمح بالرد على من تجاوز عليك، الم يأخذ منكم، حزب الدعوة والصدريين رئاسة الوزراء، وكل الذي فعلته هو اصبحت معارضا.

ما حدى مما بدى؟ ما الذي اثار غضب عمار الحكيم، لهذه الدرجة؟ هاااا .. انهم ايران” الخوال، وثلثين الولد على خالة”, لكن جميع التحليلات تقول ان عمار الحكيم ليس على وفاق مع ايران, وراح البعض ابعد من ذاك, حيث يتهم ايران بانها السبب في انفصال بدر, واعلان التمرد عليه من قبل قادة المجلس الاسلامي الاعلى” رفاق الجهاد والسلاح”.

إذا كان عمار الحكيم، يخشى على إيران وشعبها، الى هذه الدرجة، لماذا أعلن الخروج عن عباءتها؟ اليس الاولى له الطاعة العمياء! , كما يفعل الكثير من الاحزاب الشيعية, وحتى السنية منها, فينعم بالمال والسلاح, وحتى رئاسة الوزراء, كما يفعل حزب الدعوة.

” سوف لن نقف مكتوفي الايدي” هذا تهديد مباشر لدولة عظمى، من اجل دولة اخرى، نعتقد انه على خلاف معها، وهي تعمل جاهدة، لمعاقبته للخروج عن طوعها، وعصيان امرها.

لا أحد يستطيع ان ينكر، ان إيران تدعم احزاب أخرى مثل بدر والعصائب وحتى التيار الصدري, وتحرم الحكمة من دعمها، بل وتسعى كل سعيها لتحجيم هذا التيار، والسؤال هنا لماذا؟

تصريح الحكيم في عيد الاضحى، يدل على تمسكه بإيران، كعمق استراتيجي له ولتياره، ربما الاختلاف نوع العلاقة، التي يرغب بها الحكيم بينه وبين إيران.

من الواضح ان العلاقة، التي ترغب بها إيران مع العراق والاحزاب الموالية لها، علاقة سيد بمولاه، وهذا واضح من خلال تعاملها مع الاحزاب التابعة لها، والولاء المطلق لتلك الاحزاب، والانصياع بدون أي رأي لتلك الاحزاب وقياداتها.

لكن هذه الرغبة الايرانية اصطدمت بشخص عمار الحكيم، حيث البيئة التي عاش بها، وأرثه الديني، يمنعه من القبول بان يكون تابع.

يبدو ان الحكيم، يرغب بعلاقة جيدة مع إيران، لكن العلاقة علاقة الند للند, على ان تكون على اساس الاحترام المتبادل، لا على اساس التبعية, فهل سيقبل ” الخوال” بذلك؟

أحدث المقالات