بعد موت رئيس المجلس الأعلى, ورئيس التحالف الوطني, السيد عبد العزيز الحكيم في 2009, بدأت الأصوات تعلوا؛ وتتجه نحوا, من هو البديل الذي سيحل محل العزيز؟ لا سيما وأنه أوصى بولده الشاب عمار, حينها زادت الأقاويل, بأن عمار لا يصلح لقيادة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي, ولا حتى قيادة التحالف الوطني, “الائتلاف الوطني آنذاك” كونه صغير السن, ولا يمتلك الخبرة التي تؤهله الى هاذين المنصبين.
زاد الجدل واللغط, حول الموضوع, حتى حسم, وصار الشاب رئيساً للمجلس الأعلى الإسلامي, بوصفه الوريث الشرعي لعائلة آل الحكيم.
المراقبون للعملية السياسية, وصفوا تنصيب السيد الحكيم “انتحاراً سياسياً” للمجلس الأعلى! لأنه جاء نتيجة الإرث العائلي, وليس الإمكانية والاستحقاق! ناهيك عن خسارة المجلس الأعلى حينها في الانتخابات, التي جرت حينها, بمعنى أن الحكيم عمار مسك قيادة المجلس وهو لا يملك أي رصيد على أرض الواقع, ما زاد رهان بعض الساسة على خسارة ذلك الشاب!
عمار الحكيم, بدوره أجرى عدداً من الإصلاحات, في هيكلية المجلس الأعلى, وعمل عدد من المشاريع, وشكل تجمع شبابي عرف بالأمل؛ في وقت لا يوجد أمل لأي شخص منضوي تحت لواء الحكيم! وضل الشاب لا يكل من الحراك داخل مؤسساته, وركز على الطاقات الشبابية, ليتخلص من بعض الكهول داخل المجلس, والتي بدورها تعمل لحسابها الشخصي لا لحساب المجلس الأعلى!
كان للحكيم ما أراد في بعض خطواته, حتى أصبح هو المتحكم الرئيس في تيار عرف بأسم شهيد المحراب, والتي يتجزأ الى مؤسسات قوية, وذات بعد كبير ومساحة كافية من العطاء.
النمو الملحوظ لتيار الحكيم, وكتلته النيابية, لم تأتي فجأة ولا بالوراثة مثلما صورها بعض الناس! في بداية انطلاقته! بل جاءت وفق الرؤية السليمة, والفريق المنسجم, الذي صنعه الحكيم بدهائه السياسي, وألتساقه بالمرجعية الدينية, حتى حان موعد التغيير, ليكون الحكيم هو اللاعب الأبرز, في عملية التغيير؛ التي دعت إليه المرجعية الدينية, كيف لا وهو ماسك العصا من الوسط, ولديه علاقات قوية مع جميع الكتل نتيجة لسياسته الصحيحة.
ختاماً: عمار الحكيم ذلك الشاب الذي شكك بقدرته بعض المشككين, اليوم هو المرشح الوحيد لقيادة التحالف الوطني, وأن دل على شيء؛ فأنه يدل على حكمته, وتأنيه ببناء منظومة حقيقية, وموجودة على الأرض, فجميع المواطنين اليوم, بحاجة الى موافقة الحكيم على ذلك المنصب, ليبقى الأمر مرهوناً بما يقرره الحكيم الشاب.