23 ديسمبر، 2024 12:49 م

عمار الحكيم..لا تلدغ من جحر مرتين

عمار الحكيم..لا تلدغ من جحر مرتين

الاخ السيد عمار الحكيم
تحية عراقية طيبة
هنالك مقولة شائعة تقول (نحاول ان نبطئ لكي لا نخطئ) في اشارة الى الضرورة العملية القصوى التي تنطوي عليها عملية بناء الدولة والمجتمع وتشكيل الحكومة وتأسيس الحالات الناهضة في الامة كما المشاركة في الانتخابات وخوض غمار التجربة الانتخابية القادمة التي سيدخلها العراقيون وفي اذهانهم العمل على مجيء حكومة قوية قادرة على الوقوف بوجه العدوان والتهديد والارهاب وفي مواجهة التحدي الكبير المتمثل ببناء القوات المسلحة والشرطة والاجهزة الامنية وتحصين الحدود وحماية الوحدة الوطنية من الاخطار.
ولكي اكون صريحا معك وربما يكون هذا المقال هو الاجرأ والاكثر صراحة من بين المقالات التي تصلك او الاراء التي تتسرب الى مكتبك فأنت منذ وفاة السيد عبد العزيز الحكيم صرت بعيد المنال لا احد يستطيع الوصول الى مكتبك الخاص وهي سنة تاريخية تنطبق عليك مثلما انطبقت على الذين من قبلك في ادارة المجلس الاعلى وقيادته ولا اعرف السبب الذي يدفع مستشاريك ورجالك الذين من حولك الى استبعاد الاراء الحصيفة والمقترحات (النظيفة) القادرة على تشكيل رأي يبعدك عن الخطأ ويضعك في قلب العملية الانتخابية رقما استثنائيا في المعادلة التفاضلية كما يقول الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
قد تكون صراحتي مؤلمة لكنني وامام هول الواقع وفداحة الخطب وسلسلة الجرائم المرتكبة بحق الناس والتطلع لبناء عملية انتخابية يأتي من خلالها رجل رشيد الى سدة السلطة احاول ان اجمع شتات افكاري واصبها مخلصة نظيفة مقشرة من الزوائد لا تجامل احدا ولا تدعو لأحد إنما تدعو وتتبنى فكرة الوطن الكبير الذي نجتمع على مائدته وثرواته وخارطته الوطنية الكبرى مع علمي انك اقتربت كثيرا واقترب المجلس الاعلى معك الى حلم اقامة هذا الوطن الكبير الذي تحاضر كل اربعاء من اجله ومن اجل بقاء وحدته الوطنية ناصعة كريمة لكنني اعتقد ان ما تقوله في وسائل الاعلام شيء وما تثيره حركتك السياسية غير الظاهرة في وسائل الاعلام شيء اخر وملاحظاتي هي كالتالي:
سمعت ان المجلس الاعلى بصدد اعداد قائمته الانتخابية المقبلة التي سيشارك من خلالها في الانتخابات البرلمانية القادمة وسيكون على رأس هذه القائمة رجل معمم كعادة المجلس الاعلى في ترشيح الاشخاص وتقديمهم رجالا له في الانتخابات البرلمانية او انتخابات مجالس المحافظات ومع تقديري واحترامي الشديد للشيخ حميد معله الساعدي ناطقا رسميا باسم المجلس الاعلى لكن عقدة المعمم لا زالت تحكم بقوة وانتم حزب سياسي يجب ان يتطلع ” مع الاحترام للعمامة الشيعية ” الى رجل افندي يترك اثرا في فضاء العملية السياسية ويقدمكم كحزب في الفضاء الوطني العام مثل بقية الاحزاب السياسية ولا يوحي للشارع انكم لا زلتم تعيشون الزمن الاول الذي كان فيه الرجل المعمم تاج الحزب السياسي كما جرى الامر مع حزب الدعوة وشيخه الاصفي ومنظمة العمل وسيدها المدرسي والعمل الثانية وشيخها الحسيني والوفاق الاسلامي وشيخه الوكيل والتيار الصدري وشيخه العبيدي!.
لهذا اقول ان وجود رجل معمم على رأس قائمة ائتلاف المواطن في بغداد على الاقل سيلحق بك كقيادي اول في المجلس الاعلى وبكم كائتلاف مواطن هزيمة انتخابية ساحقة لن تبرأوا منها لدورتين قادمتين كما لم يبرأ الائتلاف الوطني العراقي من هزيمته الدورة الماضية.
وهنا اسأل.. ما قيمة وجود رجل معمم على رأس قائمة سياسية المطلوب منها اجراء معالجات حقيقية في نظام الخدمة الوطنية وانتشال الناس من الفوضى وايجاد حل لظاهرة العنف المسلح.. هل ان الشيخ ابراهيم حمودي او الشيخ جلال الصغير او الشيخ محمد تقي المولى قادرون على اجراء هذه المعالجات الحقيقية ام ان المسالة لا تعدو كونها برستيجا اعتاد المجلس الاعلى العمل عليه في كل انتخابات فإذا فعلتموها وقدمتم احدهم وهؤلاء رجال كما تعرفهم مصنفون على اساس مقعد تعويضي ولم يأتوا البرلمان بعدد اصوات الناخبين فإنكم ستكونون امام عملية انتحار سياسي جماعي تقضون فيه على امال ناخبيكم وتشتتون اصوات اتباعكم وستتحولون بأيديكم وليس بيد رئيس ائتلاف القانون السيد نوري المالكي الى منظمة مجتمع مدني.
الاخ السيد عمار.. آن لكم ان تودعوا ظاهرة البرستيج والرجال الاوائل الذين يمنون عليكم بوجودهم في الهيئة القيادية ويشعرون انهم متفضلون باستمرارهم في اطار هذا الحزب ولا ادري لما هذا الاصرار على ترشيح بعض اتباعكم رغم خسارتهم الفادحة في الانتخابات البرلمانية السابقة ولاكثر من ثلاث مرات في انتخابات مجالس المحافظات وكلا النوعين من الرجال ينتمون الى العمامة المجلسية الاول الشيخ همام حمودي الذي استحوذ على المقعد التعويضي لزميله في المجلس الشيخ جلال الصغير ولا زال منذ اربع سنوات يحظى بالايفادات والسفر بمقعده التعويضي هذا رئيسا للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب وهي لجنة من المفترض ان يكون على رأسها رجل غير معمم ولا يعكس صورة النائب المعمم الذي يسافر اكثر مما يتواجد في مجلس النواب والمعمم الثاني الذي لا اعرف سبب ترشيح المجلس الاعلى له ثلاث مرات متتالية في انتخابات مجالس المحافظات ويخسر ويهزم المجلس في الترشيحات الثلاث واظنك ايها السيد تعرف عن من اتحدث في اطار تشخيص هذه الظاهرة المرضية المزمنة!.
المعمم الذي اتحدث عنه هو السيد هاشم الشوكي ممثل المجلس الاعلى وكتلة المواطن في محافظة ميسان!.
وسؤالي الذي اتمنى ان تجيبني عليه ولكنني متأكد انك لن تجيب.. هل يعقل ان ترشحوا السيد الشوكي قبالة محافظ ميسان علي دواي؟!!.
ما ينسحب على ترشيح السيد هاشم الشوكي ثلاث مرات وتكريم الشيخ همام حمودي بمقعد تعويضي يبدو انها نظرية جبلت عليها دماؤكم ولحومكم او ان الامر لا يعدو كونه دبر بليل طهران حيث يفرض الاسم بقرار من خارج الحدود فتستسلم القيادة لهذا الامر لاعتباره امرا شرعيا يتعلق بالتزامات المجلس الاعلى ازاء وصايا واوامر القيادة العليا في الثورة الايرانية!.
هنا اقول لك وبإخلاص.. اذا رشحت عادل عبد المهدي مرة اخرى في الانتخابات البرلمانية المقبلة في مواجهة نوري المالكي الذي يسعى لولاية ثالثة بقوة وشراسة فإن قرارك هذا يشبه قرار ترشيحك السيد هاشم الشوكي مقابل علي دواي في ميسان!.
انت تعرف والكل يعرف ان السيد عادل عبد المهدي افاد كثيرا من التخصيصات التي كانت ممنوحة لنواب رئيس الجمهورية لولايتين من عمر الدولة العراقية ولا يخفى عليك ما لدى السيد عبد المهدي من مشاريع وبساتين واراضي واموال واود ان اهمس ان قطاعات وفئات في الشارع العراقي تقول بأن سبب ترشيح عادل عبد المهدي لثلاث مرات سابقة منافسا على رئاسة الوزراء له علاقة بعطاءات الاخير للمجلس الاعلى وليس لان الرجل ينتمي لطبقة التكنوقراط فضلا عن كون الرجل اهمل دوره النيابي ولم يتكرم على مجلس النواب بيوم عمل واحد بل وهب الرجل مقعده الانتخابي في مجلس النواب لرجل اخر متفرغا لعموده الصحفي وغزلانه في مزرعته بالنجف.
اقول لك باخلاص.. هذه المرة يجب ان لا تكترث كثيرا لعدم وجود عادل عبد المهدي في قائمة الرجال المنافسين على رئاسة الوزارة العراقية لان الرجل استنفذ اغراضه وتجاوز سقفه السياسي المفترض والوقت الكافي والاوقات والمواعيد الكافية لوجوده مرشحا اول ووحيد للمجلس الاعلى ويجب ان تعرف ان الرجل ليس دكتورا بالاساس وليست لديه الكاريزما التي من خلالها يمكن صناعة رجل اول للمجلس يتنافس على الترشح للمهمة الاولى في البلاد اما اكذوبة قدرة الرجل على نسج التحالفات وتقديم رؤية لادارة الدولة وصداقة عميقة مع الاكراد والفرنسيين فلا مجال للحديث الهزلي عنها وآن لعبد المهدي ان يفهم ان زمن الترشيحات القائمة على اساس (الحق الشخصي) قد انتهت وآن له ان يتفرغ لغزلانه وعموده الصحفي وبيته الذي يقع في الريف الفرنسي وان يترك المهمة لغيره وان يدافع عن نفسه اذا ما احب في مواجهة ملفات تتعلق بوجوده على رأس وزارة المالية في حكومة علاوي ورئاسة الجمهورية وان يلمم ملفا لا زال مفتوحا في الزوية وان يضبط ايقاعات واحد هلفوت في مكتبه يدعى آزاد عاث في الارض فسادا.
اقول لعبد المهدي مخلصا ان من يسعى لاقامة الدولة الوطنية العادلة وتأسيس وطن السلام والتعايش والسلم الاجتماعي عليه اولا ان يربي مسؤول حمايته قبل ان يتصدى للمسؤولية الاولى في البلاد!.
السيد عمار الحكيم..
لدي مؤاخذات على اداء باقر الزبيدي الوزاري ايام ما كان وزيرا للداخلية والمالية وقمة هذه الملاحظات انه استبعد عددا كبيرا من كوادر وطاقات وكفاءات مشهود لها بالنزاهة والنظافة والاهلية في المجلس الاعلى من التوظيف في الداخلية والمالية وربما اتخذ هذا القرار ليدفع شبهة علاقة الوزير بحزبه السياسي ومن الملاحظات ايضا انه لم يمارس هذه الممانعة التي يفترض ان يمارسها رجل منافس في المجلس الاعلى لعادل عبد المهدي حين ترشح ثلاث مرات لرئاسة الوزراء والا لو كان هنالك حزم في ادارة العملية الانتخابية داخل المجلس لوضع الزبيدي حدا بتقديمه الاستقالة منذ اول ترشيح اما ان يترك الزبيدي وهو القيادي المعروف بالحزم والكفاءة في ادارة ثلاث وزارت الامر على عواهنه فهذا الذي ما يفترض ان يؤاخذ عليه اكثر من مما نؤاخذك على ترشيح عادل عبد المهدي قبل اربع سنوات.
هنا اقولها لك صريحة في نهاية مقالتي ان المجيء باشخاص (تعبانين) تنكيل غير مباشر بالناس واستهتار بارواحهم وممتلكاتهم واستهتار وتنكيل بالوطن والوحدة الوطنية واستهتار واستخفاف بمستقبل المشروع السياسي الوطني واذا اقدمت على ترشيح رجالك المعممين المصنفين على اساس تعويضي او الافندية المشغولين بالغزلان وذهب الامر ولاية ثالثة للمالكي واستمر الوضع كما هو عليه الان ارهابا وسيارات مفخخة وفسادا وانعداما مطلقا للخدمات فانت من سيتحمل مسؤولية هذا الاهدار العام للاموال والاعراض والممتلكات والوطن والوحدة الوطنية لانك تراهن على حصان خاسر كعادل عبد المهدي امام رجل مشهود له بالحزم ورؤية واضحة في ادارة الدولة وروح جامعة في مواجهة الفساد والمفسدين.
السيد عمار الحكيم.. اللهم لقد بلغناك اللهم فاشهد.